•08•

3K 214 336
                                    





إستمرّ هيُونجين بِتوجيه نظراته المُحملة بالخيبة والصدمة نحو صاحب الجسد الضئيل المُنهمك بإفتراسِ ضحيته بِحيوانيّة وكأنهُ لا وجود لِما يُسمى بالغد.



ذو الجسَد المُختبأ وبِذهنه المصعوق كانَ يُصارع أفكاره عمّا إن كان يتوجبُ عليه إتباع غريزته والهربُ بعيداً للنجاة بِحياته أم الدُنو قُرب من بات لا يعلمُ بِاذا يُعرفه بعد الآن، أهو ذاتهُ رفيقهُ الصغير لِيكسي الذي لطالما آلفهُ حتى؟



الفتى كانَ قد قرّر كأي بشريّ طبيعيّ الفِرار جاريًا ونيّته الوحيدة هيّ الإبتعادُ ، وقدر المُستطاع عن المشهد المُروّع الذي خُزِن في أعمق ذِكراهُ وللأبد.



حينَ عودته لمُحيط مدرّسته هو سلكَ طريقه مُتوجهاً نحو قاعة الطعام مُباشرة حيثُ جلسّ هُناك مُتصرفاً بِطبيعيّة بحتة وكأنه ليسّ ذاته الشّخص الذي شهدّ مصّاص دِماءٍ يتغذى أمام حُدقتيه.



هيُونجين، ومن الواضح أنه لازالّ غرِقاً بِصدمته مِن الداخل عكسّ ما حاولَ بِجُهدٍ أظهارُه، فحينما سألهُ صديقه تشان عَن موقع تواجُده سابِقاً وسبِب أختفاءه المُفاجئ كان إجابتهُ هيّ نظرة مُتشتتة و رَدٌ أخذ وقتهُ ليخُرج مِن فمِه " كنتُ أتأكد مِن سلامة فيلِكس فحسب. . ".



"أوه، حسنًا يا رفيق، إذًا ها هو مُتواجد هُنا الآن"، أجابهُ تشان مُشيراً بإصبعه لِلجهة التي تخطاها فيلِكس بِخطواته.



صاحّ جيسُونق نحو فيلِكس بُغتة ليسأله إن كانَ بِخير الآن منذُ أنه كانَ مُطلعاً على الموضوع نظراً لجلوسه بِرفقة هيُونجين وتشان .



"نعم! أفضلّ بِكثير".
أجابهُ بإبتسامة إحتلت ثغره إتبعها تقّوس عيناهُ أيضًا بالتزامُن.



ياللأشمئزاز! كيفّ لهُ أن يقترِف شيئًا بِتلك الشيطانيّة ويتصرف وكما لو أن لاشيّء مُطلقاً قد حدث! دِماء هيُونجين تصاعد غيلانُها وهو يُفكر بِمدى فظاعة القابِعُ أمامه شاداً على إحدى قبضتيّه المخفيّة بينَ ساقيه بينما يُصارع بِمحاولة إرخاء الأخرى القابضة على عُلبة حليبه ليبدو طبيعيًا دون لفت أنظار الآخرين نحو أنفعاله الداخليّ.



" حسناً أيُها الرِفاق، يتوجبُ عليّ الإنصراف فصليّ على وشكِ البدأ، تشاني أأنت قادم؟ " قالَ جيسُونق قائِماً عن مقعده ليلحقهُ الآخر.



𝗙𝗢𝗥𝗕𝗜𝗗𝗗𝗘𝗡  • هيُونـ✘لكسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن