𝗙𝗢𝗥𝗕𝗜𝗗𝗗𝗘𝗡 • هيُونـ✘لكس

•11•

عامُ ٢٠١٨ .
-هيُونجين.

يصعبُ عليّ التصديق أنه حانَ وأخيرًا عاميّ الدِراسي الأخير، أنا مُمتنٌ فحَسب لإنتهاء العُطلة الصيفيّة البغيضة فقَد كانَت فترَة شديدَةُ الضَجر دونَ صُحبَة أيٍ مِن رُفقائي.

أيهُم سيُناسبني بشكلٍ أفضل؟ تسائلتُ مُخاطِبًا ذاتيّ بينما أُحدِق بِكومة تَنسيقات الأزياء التي قُمت بِتجهيزها بإهتِمام.

وبَعد جُهدٍ لابأس بِه وجدتُ غايتيّ المَنشودة لأمُدَ يديّ نحوَ هاتفيّ بِنيّة إلتقاطُ صورَة لِتفقُد مَظهري.

" سُحقًا أبدو كئيبًا " همستُ متمتمًا لإنعكاسيّ في الشاشَة لأتجاهلَ الأمرُ هارِعًا نحو الطابِق السُفليّ عالِمًا أنني مِثاليّ بِجميع الأحوال.

حسنًا يتوجبُ عليّ التَركيز، فيلِكس مصّاصُ دِماء مِما يعني أن والديّه كذلِك ينحدِرون مِن نفسِ نسلِ المُسوخ ومما يؤديّ إلى. . . توجبُ موتَهُم جميعًا.

داهمتنيّ أثناءُ ذلِك ذِكرى قصّ والدتي لي بِحكايّة موتِ والديّ المؤسِفة، إسترجعتُ حسرتُها الشديدَةُ وشهقاتِها المُبتئسة وهيّ تسرِدُ ليّ بِحرقةٍ كيفَ وجدت زوجُها في قبضَةِ وَحشٍ إمتصّ حتى آخِر قطرَة دِماء حملَها جسدُه ليُرديه جُثَة فارِغة.

أشعرُ بالأسفِ الشَديد لإضطراريّ سلبُ حيواتٍ لَم تمُسَ بي الضرَر ورِغمَ شِدَةُ سَعير رغبتيّ بالإنتِقامُ فليسَ الأمرُ بِتلك البساطّة حتى بالنسبَة إليّ ، فما سَهلٌ البقاء الدائِم جِوار رائِحة الموت وما هو بأمرٍ هيّن. لكنهُم ليسوا بِبَشرٍ وليسوا بِمخلوقاتٍ تستحِق أدنى ذرَة شفقَة، أيستحقون؟

فورَ إدراكيّ لِمحطّة توقُفِ الحافلات جُلت بِنظريّ في الأرجاء باحًِثا عَن هيئَةُ فيلِكس. لكنني لَم أجِد أيُ حسٍ أو أثرٍ لِتواجِدُه. لِذا فوّضتُ أمريّ وصعدتُ الحافلَة مُفترضًا مُلاقاتِه في المدرسّة وفورَ وصولي تصادَمتُ بِموجة تجمُع غَفيرة مِن الشابات اللواتي تهاتفنَ لإلقاء التحيّة علي لأبادلهُن بإبتسامة وعقليّ مَشغولٌ بِمحاولة إيجاد الفَتى الأستراليّ الذي غابَ لعامٍ كاملٍ لعين.

ثُم أنا رأيتُه، مُقلتاي كانتا قَد رصِدتاه لكن. . فيلِكس؟ ياللهول فيلِكس. . عقليّ توقفَ عن العملِ لوهلة. بدى الفتَى شَديد الإختلاف، يكادُ لايشبَهُ ذاتَه، زاحمتُ بِجسديّ عبرَ حَشد الفتيات فاقِدًا السيطرَة على أطرافيّ حيثُ وجدتُ أقداميّ تأخذ بِطريقها دون وعيّ نحوَ الآخر بإنجذاب أعمى. وحينها رغِبتُ بالإقتِراب مِنهُ كما لَم أفعل قطّ.