Golden || H.S

٢٦- تهديـد

لا داعي للدهشة، كل شيء يمكن أن يقع للإنسان حتى الأمور التي كان لا يتصورها في الحلم.
- دوستويفسكي

* * *

Nothing's fine, I'm torn
I'm all out of faith, this is how I feel
Torn || natalie imbruglia

* * *
٣:٢٧ صبـاحًا
الثاني عشر من يناير عام ألفان وواحد وعشرون

تخطت عقارب الساعة الثالثة فجرًا في نفس الوقت الذي إستيقظت فيه هولاند من ذلك الحلم الذي رأته.
نظرت إلى خاتم والدتها الذي ترتديه بينما تتذكر كيف كانت والدتها رائعة في ذلك الحلم الذي رأته.

تحركت ببطئ ونظرت إلى أنحاء الغرفة لتتأكد من الستائر المغلقة قبل أن تسحب كراس الرسم خاصتها من أسفل وسادتها وتخرج من بين أوراقه ورقه بيضاء.

تذكرت كيف وجدته ذلك الميكروفيلم الصغير في الجوهرة الخاصة بخاتم والدتها، وعندما قامت بطبع تِلك الورقة الموجودة عليه من آله الطباعة الخاصة بهاري حتى لا يصل أحد إليها.

"جاكسون سيڤليان" همست ببطئ بينما تنظر إلى ذلك التوقيع، لقد أدركت خوف والدتها من فقدان الخاتم، وذلك الشخص الذي بالتأكيد يكون جاكسون الذي يقوم بتهديدها بأنه سيحصل على تِلك الورقة المزينة بتوقيعه على صفقة قد تؤدي إلى إلقاءه في السجن للباقي من حياته.

"هولاند تخلصي من تِلك الورقة" تكرر صوت والدتها داخل عقلها بتِلك الكلمات الّتي أمرتها بها أثناء الحلم.

"لطالما ساعدتي الجميع، فكري بحياتك لمرة واحدة صغيرتي، لن نكون مسرورين عندما تفقدي حياتك بسبب تِلك الورقة"

"أنتِ تملكين الكثير لتفعليه برفقه أصدقاءك وهاري، ولا تنسى أن أنا ووالدك فخورين بكِ دائمًا هولاند"

أخذ حديث والدتها يتردد داخل عقلها قبل أن يتوقف بغتة كما بدأ ولم تجد سوى تِلك الذكري الّتى مرت أمامها ذلك اليوم عندما كانت هي وهاري في زيارة إلى منزل ياسر

* * *
عودة إلى التاسع من يناير عام ألفان وواحد وعشرون

"صديقك يبدو شديد الرُقي هولاند" أردفت جيجي بعدما وصل كلاهما إلى المطبخ.
"هو كذلك" أجابت هولاند بينما تمر ذكري عندما كان يركضان عٌند الشاطئ عاريين الأقدام بداخل عقلها لتبتسم بخفة.

"هل أنتما جيدان سويًا؟" تسائلت جيجي بخبث لتومئ هولاند سريعًا.
"هو شديد اللطافة برفقتي، لا يمِل من ثرثرتي عديمة الفائدة بل ينصت إلي بإهتمام ويُجاري حديثي، ليس بذلك التكبر الذي يملكه بعض من هم في مكانته مقابل ذلك كان يركض برفقتي في الإحتفالات ويقف معي عند الباعة المتجولين بكل يُسر رغم أنه لا يفعل كل ذلك بحرية دائمًا، هو أيضًا... لحظة هو ليس خليلي" أخذت تسرد حديثها بإبتسامة وأعين لامعة، قبل أن يسقط نظرها علي جيجي وتجدها ترمقها بإبتسامة حنون لتقطع حديثها بغتة.