٧-أسَتُحِبُّني؟

56 9 8
                                    

"أُرورا"

"هاه؟"
استَفقتُ مِن جَلدي لِذاتي علي صَوتِ جيمين يُعايِنُني مع علاماتِ استِفهامٍ حولَ رأسِه

"أراكِ شارِدةً ماذا بِكِ؟"
كيفَ أُخبِرُكَ أنَّك ما بي، أخبِرني جيمين
هل تَستَطيع؟

"لـ.لا شيء أنا بِخَير"
أومأ بِغيرِ رِضاً عن ما تلفَّظتُ بِه

"بالمُناسبة، لِمَ نِحنُ هُنا"
قلتُ علَّ هذا يوقِفُ التَّوتُرَ بيننا

"حسناً فالواقع، ااه..أِغمِيَ عليكِ وأنا بِمَنزِلِك فأخذتُكِ لِلمَشفي"
فلتَحُلَّ لعنَةُ السماءِ عليَّ وعلى الفوبيا التي أنا مُصابةٌ بِها

"هكذا إذا، شُكراً لكَ جيمين"
أجبتُ باختِصار لِأنظُر لِلأرض مُتَجنّبةً أي تواصُلٍ بصري مَعه

"أُرورا.."
بِنبرة هادِئة تكلَّمَ هو قاطعً الصَّمتَ بيننا، نظرتُ لَهُ وأنا أُصلّي بِداخلي ألا يفتحَ موضوعَ الإعجابِ بي ذاكَ مُجدداً

"هل وبالمُصادَفة قلتُ شيئاً أغضَبكِ،
أعني، قد كُنتِ تتجاهَلينَ رَسائِلي واتِّصلاتي طوالَ الفَترةِ الماضِية.. هل،
هل قمتُ بِشيءٍ سيءٍ دونَ قصدٍ مِني؟"
كيفَ يتعيَّنُ عليَّ إخبارَك؟ شيء سيء؟ جِدياً جيمين؟ أُقسِمُ أنَّكَ كالمَلاك خِلالَ مَعرِفَتي الطَّويلة بِك لَم تُخطيء أبداً بِحَقّي ولو بدونِ قَصد

"لا جيمين، لَم تَقُم بأيّ شيء"

"هل وبالصُّدفة.. جَعلَكِ اعتِرافي غيرَ مُرتاحة؟"

اللعنة

"م.ماذا ل.لا لَم يَفعل"
نظرَ إليَّ بِحُزن وغيرِ رِضاً، لا ألومُه لَم أكُن أتصرَّفُ بِطبيعة طوالَ الأربع أيام الماضِية

أخذتُ نفساً عميقاً علَّهُ يَمُدُّني بالقُوة ونَظرتُ إليه، لا أستَطيعُ الإستِمرارَ بِتَجنُّبِه علي أيِّ حال

"اسمَع جيمين، أتعرِفُ ما تَكونُ الفيلوفوبيا؟"
نظرَ إليَّ بِحيرة لِيومئَ بِبُطء

"الخَوف مِنَ الوُقوع بالحُب"

"بالظَّبط، حسناً كيفَ أُخبِرُك..أنا مُصابةٌ بِها"
توسَّعت حدقتاه هو بِصدمة

"لَكِن لِمَ؟ لِمَ لَم تُخبِريني؟ إذا كُنتِ أخبَرتِني سابِقاً ما كنتُ لِأَضعَكِ بِهذا المَوقِفِ أبداً"
هذا ما أعنيه، أنتَ طيبٌ لِلغاية وكُنتَ ستُعاني بِصمت لِتَراني بِخَير، بُحَقِّكَ هل تري أنني أستَحِقُّك؟

"أسِفَةٌ لِذلِك، أنا بِخيرٍ حقاً لَكِن في بعضِ الأَحيان أفقِدُ السَّيطرة"

"أُرورا، لِمَ لا تُحاوِلين؟"

"لا أعرِفُ حقاً، إنا لا أستَحِقُّكَ جيمين، علي الأرجَح سيَنتَهي بيَ الأمر أسحَقُ قلبَك بِقدماي"

ابتسمَ هو بِخفَّة وأمسَك بِيَدي بَينما يُركِّزُ عيناهُ علي خاصَتي

"وأنا أتَقبَّلُ هذا"
أشعُرُ بالفِعل بالفَراشاتِ في مَعِدتي، لَكِن لازِلتُ لا أستَطيع فِعلَ هذا، سَحبتُ يَدي بِهدوء لِأُشيحَ بِنَظري بَعيداً

"لا أستَطيعُ يا جيمين، رؤيَتُكَ تتحطَّمُ لَن تَكونَ بالشيءِ السَّهلِ عليّ"
عاودَ إمساكَ يدي وهذِه المرة بِإحكام وعينيهِ لَم تتحرَّك مِن عينيّ، أستَطيعُ رؤيَةَ اللمعانِ بِهما

"وما الذي يَجعَلُكِ مُتأكِّدة، أنا أعرِفُ أنَّكِ لَن تَكسِريني، فلتُعطي نفسَكِ ولتُعطيني فُرصةً أُرورا"

"وهل، هل سَتَظلُّ تُحِبُّني؟"

"حتي ينتَهي الوُجود، حتي تَنكَدِرَ النُّجومُ وتَنشَقَّ السَّماء، حتي تتفجَّرَ البِحار، وتُسيَّرَ الجِبال، حتي ذَلِكَ الحين سأظلُّ أُحِبُّكِ، ثُمَّ سأُحِبُّكِ مِن جَديد في حياتي القادِمة، عِندَما نَعيشُ معاً حياةً بَسيطة، نأكُلُ الخُبزَ والزَّيتون ونَرقُصُ تحتَ شُعاعِ القَمر، سأظلُّ أُحِبُّكِ حتي ذلِكَ الحين"

شعرتُ بِدُموع، دَمعَةٌ تَليها الأُخري، تَهوي مِن على جفناي، وبِدونِ مُقدِّمات ارتَميتُ بِحضنِه

"سيَكونُ مِنَ الأفضَلِ لَكَ الوفاءُ بِوَعدِك"

__________

تادااا

أوك بلا صياح رأيكم؟

أنا رايحة أكمل كيمستري ثلام

Stay safe!

حتى تَنشقَّ السَّماء | PJM حيث تعيش القصص. اكتشف الآن