١٠-ياللعار ٢

41 6 5
                                    

كُنَّا نأكُلُ أنا وجيمين بِهدوءٍ تام، ليسَ خجلاً أو شيئاً مِن هذا فقط كُلٌّ مِنا يُرَكِّزُ باستِمتاعِهِ بالطَّعام، أو بالأحرى جيمين يستَمتِع، فقد قاطَع صفوَ استِمتاعي بِاللحمِ المطهوّ باحتِرافية صوتُ ماري تُعيدُ سردَ خُطة كسرِ قلبِ جيمين، لقد سئِمتُها بالفِعل!

"أعذِرني جيمين سأذهبُ لِدورَةِ المِياه، دقائِقُ وأعود"
أومأ لي لِأستَقيم وأتَّجِهَ لِدورَةِ المِياه والغَضبُ
يَعتَري وَجهي

وقَفتُ أمامَ انعِكاسي بالمِرآة لِأتكَلَّمَ بِصُراخٍ نسبيّ مُشيرَةً بِسبابَتي نَحوي قاصِدةً ماري

"اسمَعي يا فَتاة، قد سَئِمتُكِ وما تفعَلينَ وتقولين، لِمَ لا تُغلِقي فمكِ الثرثار اللعين وحسب ها؟"

صرَختُ بِوَجهِ نَفسي _الذي يُعتَبَرُ وجه ماري أيضاً_ ولَم أتوقَّع ردَّة فعلِها الهادِئة تِلك

"يو يا فتاة هدِّئي مِن رَوعِكِ قَليلاً، أليسَ كانَ كلامَكِ أنتِ سابِقاً أنَّكِ إن واعَدتِه ستَكسِرينَ قلبَه؟ لِمَ تتكلَّمينَ كأنني الشخصُ السيءُ هُنا؟"

حوَّلتُ نَظري لِلفَراغ، هي مُحِقَّةٌ بالنِّهاية، أنا مَن كنتُ أصنَعُ المَسافات وأبتَعِد خِشيَةَ حدوثِ ما يحدُثُ الآن

بدأت دُموعي بالنُّزول مُخرِّبةً مكياجَ عيناي الذي قضيتُ ساعاتٍ بِجعلِهِ يَبدو جَميلاً، لقد أردتُ أن أبدو جَميلةً أمامه، أنا مَن كنتُ أهرُبُ مِنه حتي لا أقعَ لَه وحاوَلتُ إبعادهُ عني بِشتَّي الطُّرق تزيَّنتُ لِأجلِه

أنا مَن فعلتُ ذَلِك، أنا المُلامَة وليسَ أحدً آخر، آسِفةٌ جيمين، حُبّي لكَ يُرعِبُني بِمَعني الكَلِمة

جمَعتُ شتاتَ نَفسي لِأخرُجَ غيرَ آبِهَةٍ لِمكياجي المُخرَّب ولا شَعري المُبَعثر مِنَ كَثرَةِ شدِّه

لَمحَني وابتَسم لَكِن سُرعان ما اختَفت ابتِسامَتُه عِندما لاحَظَ حالي، لقد سَئِمَ مِنّي لا مَحالة

استَقامَ لِيُقابِلَني يَتَفحَّصُ وَجهي بِيَديه بِقَلق
"حَبيبتي ماذا هُناك هل أصابَكِ مَكروه؟"

أنزَلتُ يدهُ بِبُطيء وحاولتُ تَرتيبَ كَلِماتي بينَما أشهَق
"آسِفةٌ جيمين، فلننفَصِل"

أستَطِيعُ الشُّعورَ بِصَدمَتِه، ولا ألومُه حِيال هذا، لكِن هذا ما أستَطِيعُ فقَط تَقديمَهُ إليه كنوعٍ مِن رَدِّ الجَميل

"أُرورا ماذا بِك، لا تَمزحي أُرورا أجيبيني ماذا هُناك!"
هزَّ كَتِفايَ بِيَديه وصَوتهُ يَعلو شيئاً فشيئاً حتي صرخَ بِآخِرِ جُملَتِه

انهَمرَت دُموعي مُجدداً ولَم أستَطِع النَّظرَ لِعينَيه، أنزَلتُ فقَط يَديهِ مِن على كَتِفايَ

"آسفَةٌ جيمين"
قلتُ وكنتُ مُتَّجِهَةً لِلخارج لولا إمساكِهِ رُسغي، أدارَني إليه وانصَدمتُ لِشُعوري بِه يُمسِك بِرأسي ويُقبِّلَ جَبيني

"على راحَتِك أُرورا، اعَتَبِريها قُبلَةَ وداع"
قالَ ورَحل لِيَترُكَني واقِفةٌ كالصَنم لَكِن مَع دموعٍ تأبي التوقُّف

هل تسرَّعت؟ هل أنا سيئة؟ رائع! كسرتُ قلبَه

لَكِن أليسَ أفضل أن يَتِمَّ كَسرهُ الآن حتي يستَطيعَ إكمالَ حياتِهِ لاحِقاً؟ أليس حرقُ لِسانَه أفضلُ مِن تَركِهِ يتَذوَّقُ مرارَةَ حياتي؟

ياللعار أُرورا.

________

المنطفية أهييي

هلو إيڤري بدي نسيتوني طبعاً
مش هقدر ألومكم

المدرسة عامل الصح معايا حد يسيند هيلب بقى👍

المهم،
رأيكم؟

في حاجة متوقعينها؟

Stay safe ♡

حتى تَنشقَّ السَّماء | PJM حيث تعيش القصص. اكتشف الآن