⊰⊹✿ 1 ✿⊹⊱

375 14 8
                                    

خلع الخاتم من اصبعه و دسه في جيب البذلة، حين أقلعت بهم الطوافة العسكرية مصدرة ضجيجا، تأمل من النافذة الجبال الوعرة المبتلة بالأمطار، دخل الشتاء بقوة هذا العام و لم يتوقع أن يغامر بكتيبته وسط الحرب الأهلية.

-ستموت إن علمت ابنة الجنرال انك نزعته.

اشار علاء زميله ليده فأجاب باقتضاب:

-سيضيع إن اشتبكنا مع الإرهابيين.

-تخاف على ذبلة خطوبتك، اظن الكابتن سيف وقع في الحب.

-كلا.

غمغم سيف و أعطى الإذن للمظلي، انفتح باب المروحة محدثا عاصفة في الحجرة، أشار الأخير للجنود و رمى بنفسه في الفضاء.

أما علاء أصر على إستفزازه:

-لا داعي للخجل يا رجل، هذا أفضل قرار، سيصير لك أولاد.

ظل صامتا يجهز سلاحه، علم أن خطبته جعلته تحت الأنظار، لكن علاء اكمل:

- جيد أنك لم ترتبط بفتاة عادية، أبوها الجنرال سيقوم بترقيتك.

-أنا مرتاح في منصبي.

قلها دون اكتراث، خطوبته من غيداء تمت تحت زن أخته و أبيه ليتزوج، لازال أعزب و قد شارف سن 35 ، كل وقته يمضيه في الثكنة بين العساكر و الإرهابيين، لم يشأ سيف طبعا اختيار بنت عادية، لا يعرف أصلها و فصلها، فلما تعرف على غيداء أثناء احدى زياراته لقصرهم بغرض جلب بعض الوثائق المهمة، رآها انسب فتاة له، مثقفة ثرية و لم تتجاوز 19 سنة.

-ايها الكابتن، لا أظن خروجنا فكرة سليمة، لأن الجنرال عارضها، مات الكثير من الجنود لا استطيع خسارة المزيد من الرفاق.

-الكثير من الناس ماتو ايضا، مساعدتهم واجب، اذا استمررت بالشكوى ارجع للثكنة.

لبس سيف قناع الكاجول حين حطت المروحة التي بدت كوحش في سهل عار محدثة اعصار، نزل الجميع وسط جو رمادي كئيب مدججين بالسلاح، مغطيين وجووهم بأقنعة سوداء، اصطف خمس و عشرون جندي بنظام حين صاح سيف وهو يمر أمامهم:

-جل سكان الجبال، نزحوا بسبب الحوادث الأخيرة، على الأغلب أن هجومات ستقع هنا، فكونوا مستعدين.

الجميع بصوت واحد.

-علم سيدي!

فجأة خشخش جواله

-سيدي المنطقة آمنة.

مشطوا عدة كيلومترات من التلال العارية، وصلوا منحدرا تنتشر فيه شجيرات  فانفجر لغم عن بعد، خرج من خندق عشرات الراجل الملثمين يطلقون النار، جعلوا كتيبة العساكر تتشتت بين الصخور و الأشجار.

إستمر وابل الرصاص ساعة، أحكم العساكر سيطرتهم على المعركة فقتل عشرات الإرهابيين.

تقدم سيف بصعوبة مع بعض من زملائه، تحت أمطار من البارود ، حين لمح في الجو شيء قادم  فصرخ علاء :

-قنبلة! قنبلة!

ثوان و زلزلت المنطقة، طار جسد سيف و جنود آخرين و سقطوا متناثرين على الارض.

ركض علاء لجسد الكابتن المضرخ بالدماء فوجده غائبا عن الوعي، جس نبضه تحت صياح الجنود، و بدأ يضغط على صدره لإنعاشه وهو يصرخ:

- سيدي ! افتح عينيك!

وصل جندي آخر أمامه و اطلق النار على الارهابيين لتغطيتهم.

-محمد: تكلم مابه الكابتن !

انهار علاء ينظر للنار مشتعلة، وابل رصاص، دماء حوله و الجنود ينادونه لمعرفة ما حل بالقائد فصرخ :

-الكاتن ماات!

تحت دهشة الجميع، حاول  حمل جثة سيف على ظهره فتألم جراء جرح في كتفه، إستمر محمد في إطلاق النار لحمايته:

-لا يمكن ان يموت القائد حاول انقاذه !

-حاولت، أنا مصاب! لا استطيع حمل الجسد.

نظر حوله فعلم أن الكتيبة شلت عزيمتها فصرخ:

-إنسحاب ! لا نريد خسارة المزيد من الجنود!

أطلق النار في كل اتجاه حين خاطب جسد سيف و الدموع في عينيه
-سيدي سأرجع لنقل جثمانك.

انتصب و القى التحية العسكرية امام الجثة ثم تراجع ساحبا معه زميله بصعوبة تحت وابل اسود من الرصاص صارخا:

-إنسحاب !

-إنسحاب !

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.



✿ نوارة ✿حيث تعيش القصص. اكتشف الآن