⊰⊹✿ 4 ✿⊹⊱

170 10 2
                                    

مضى اليوم كئيبا رماديا، المشي جعل أجسادهم تقاوم البرد، اجتازوا تلالا و مزال أمامهم جبال عظيمة.
حاولت نوارة الحديث معه لكنه لازم الصمت، ففعلت مثله كي لا تزعجه.
بعد عبورهم واد الحجارة انهارت على صخرة.

-تعبت لم أعد أحتمل سيدي !

-مزال الطريق طويل، لن نصل هكذا !

-تورمت قدماي، من فضلك سيدي لنتوقف للمبيت جسدي منهك.

تفقد سيف الموقع بعينيه وهو يشتم داخله.

-انتظري هنا، يبدو أني سأعلق بقية حياتي في الجبال.

لم تهتم لغضبه من شدة التعب، صعد التلة ثم اختفى، بعد مدة سمعته ينادي لحقته و مشت وراءه حتى وصلوا لمكان شاسع تنتشر به شجيرات يتنهي بصخرة كبيرة مرتفعة على الأرض مسافة متر بسبب تركزها من الجانبين على حجارة اخرى، هبت رياح فضمت نفسها.

-أين أنام؟
-هنا.
تقدم و رمى الحقائب في المخبأ.

-خالية من كائنات سامة، افترشي و نامي، سأتفقد المنطقة و أعود.

تأملت الليل الذي حل، فنادته باستحياء قبل مغادرته.

-لا تبتعد، سأنتظرك.

تجاهلها و تركها تفرغ الحقيبة، اخرجت بطانية التفت بها هي تتقطع من آلام حادة في كامل جسدها.

اما سيف، اطمأن لأمن المنطقة، أكل من ثمار الأشجار جمع لها بعض الحبات لأنها لم تتغذ مذ أول أمس، عاد حسب طلبها بأن لا يتأخر، فوجدها نائمة.
انحنى دخل الجحر و رمى أمامها الثمار:

-عدت كالأبله ظننتك تنتظرين.

جلس قبالتها يصلح جهاز الإرسال المعطل، اذا اشتغل ربما يرسل اشارة لزملائه، استمع لحفيف أشجار الغابة و أصوات الحشرات، لو ابتعدوا بقدر كاف عن الإرهاب لأشعل نارا ليدفء.
حرس ساعات حتى تعب ثم إقترب و لمس كتفها فأصدرت أنينا و ابتعدت عنه

- دورك في الحراسة.

نهضت و رمقته بعين نصف نائمة من خلف نقابها.

-ماذا تقصد ؟
-نتناوب في حراسة المكان.
-دعني ارجوك.
- لست حارسك الشخصي، يجب أن أرتاح، راقبي المنطقة و كلي بعض الثمار.
-أوف، لا أريد.

تغطت و نامت، كاد يغلي غضبا، فخضها لكنها لم تستجب.

-لسنا في فندق، يجب أن نغادر بعد قليل.

نهضت و قالت بصوت ضعيف:

-أنا مريضة سيدي، لدي حمى، ظننت اني سأشفى لكن حالتي ساءت.

✿ نوارة ✿حيث تعيش القصص. اكتشف الآن