ماذا يحدث لي ؟

30 6 4
                                    

وفي مكان آخر في المستشفي تحديدا في غرفة الدكتور المختص بعلاجي , كان يتحدث مع امرآة يبدو عليها وقار واحترام , وبدا بعض الشعر الابيض يتسلل وسط سواد شعرها .
الدكتور : حالة ابن حضرتك صعبة هو رافض يتعالج أو أنه يعترف أنه مريض حتي .
الام : يا دكتور دا ابني الوحيد اتصرف اعمل اي حاجة .
الدكتور : الموضوع صعب ابنك مريض فصام ورافض أنه يدينا فرصة نساعده .

نكمل .

الدكتور : ابنك عنده فصام ، وللانجاز الفصام دا من اشهر الأمراض النفسية ، عشان تفهيمه ببساطة لازم تفهمي ان الانسان بيعيش نتيجة الظروف والعوامل المحيطة اللي المخ بيحللها ، ويتعامل علي أساسها ولو حصل خلل في تحليل البيانات دي في المخ يحصل المشكلة ، أو بمعني اصح مرض الفصام ، ودا بينتج عنه تأثيرات كتير وانخفاض في المستوي الدراسي أو الاجتماعي أو الوظيفي بشكل ملحوظ ، و هو بيصيب كل الناس كبار أو صغيرين من الجنسين ، بس اكبر نسبة لظهوره مع بداية العشرينات من العمر ، و بيبقي مصاحب لهلاوس بصرية و سمعية ، وممكن يتخيل اشخاص مش موجودين و يسمع اصوات مش موجودة أصلا ، وابنك فعلا واضح أنه وصل للمرحلة دي .

في غرفتي كنت أجلس لا ادري ما يُحكي عني ، لكني لا اكترث علي اي حال بما يقال ، لاني تذكرت ما حدث بعد ذلك ، بدأت القصة يا صديقي حازم ويا عزيزي القارئ ، عندما كنت قد ابتعدت عن الخائن و الممثلة .

كنت وحيداً ليس هناك من يواسيني أو يخفف عن قلبي ، فقد ذهب كل اصدقائي ، بالاحري من كنت اظنهم اصدقائي ، لقد كنت اجلس انا فقط وظلام غرفتي ، لما يفعل بي العالم كل ذلك هل انا عدوه ؟

ظللت لايام كل ما افعل هو الاكتئاب والتفكير ، حتي اتصل بي في احدي الايام أحد زملائي من بعيد اجبت علي هاتفي .

رامي : ايه يا جلال في ايه ؟
جلال (زميلي) : بقولك ايه يا رامي في رحلة طالعة اسكندرية ٣ ايام كدا ، وناقص واحد متيجي يا رامي هتتبسط .
رامي : لا معلش يا جلال مش قادر بصراحة.
جلال : يلا يا رامي متبقاش رخم بقي .
رامي : خلاص خلاص جاي منا عارفك تعشق الزن الكتير زي عينيك .
جلال : حبيبي تسلم يلا اجهز الرحلة بعد يومين .
رامي : ماشي خلاص.

هممت بالوقوف وذهبت لابدا يومي ، غسلت وجهي ثم نظرت لتلك المرآة مجددا ، وفكرت فكم اني كنت مخطئ بالبكاء والنحيب والحزن علي ما مضي ، يجب أن أبدأ من جديد ، ذهبت لإعداد حقيبتي وأجهز نفسي لذاك اليوم حتي آتي .

في يوم الرحلة كنت أشعر أن هناك امل بعض الشئ ، خصيصا أننا سنسافر فتيان وفتيات ، ربنا يصبح لي اصدقاء جدد ، ركبت الحافلة وبدأت تتحرك ولم أكن اعرف احد هناك ، حتي زميلي كان يقف مع أصدقائه ، ضحكت داخلي وقلت: اصدقاء هل سيكون لي اصدقاء مثله ام اني خارج التصنيف .

بعد ساعات لا تحصي بالنسبة لي وصلنا فيلا ، بدانا في إنزال أمتعتنا والجلوس وكان هناك ٤ ادوار دور الارضي مخصص للحديقة والمطعم و ملعب كرة ، والدور التاني ب٦ غرف و مرحاض وكان مخصصاً للشباب ، و الدور الثالث كان ب٦ غرف و مرحاض وكان مخصصاً للفتيات ، والدور الاخير كان السطح وكان مخصص للجلوس وتأمل النجوم .

عندما أنهينا من وضع امتعتنا في الغرف نزلنا ، جلست في الحديقة اراقبهم ، كانوا يمرحون ومنهم من كان يعد الطعام وكان الباقي يلعب في الملعب ، بعد ساعة جاء وقت الطعام ، كان الكل يأكل وسعيد الا انا مازال بالي مشغول بكل ما حدث ، حتي اني كنت اجلس وحدي ، قاطع حبل أفكاري هذه صوت كأن صاحبه ملاك يقول : معلش بس هو انت قاعد لوحدك ليه .

نظرت وجدت أنه ليس الصوت فقط هو الملائكي بل كل شئ , ذلك الشعر البني الجميل المنسدل علي ضهرها وكتفيها ، وتلك الأعين التي تشبه وميض القمر الفضي في ليلة بدر ، أو ذاك الوجه الملائكي ، نظرت لها ولم التفت لاي شئ اخر يا تري اهيا إنسانة مثلنا ام ملاك ، قطعت حبال تفكيري حين قالت : اهلا انا روجينا ممكن تقولي يا جينا ممكن اعرف اسمك
وجدت نفسي برد ولأول مرة في حياتي وانا متوتر وحاسس اني مش طبيعي : رامي اسمي رامي
روجينا : اممم اسم حلو زي صاحبه كدا ، ممكن يا عم رامي انت تيجي تاكل معانا بقي .
رامي بنفس التوتر : طبعا جاي اهو .

جلست معهم وبدأت اعرف عن نفسي ، وبدانا في التحدث كان أمراً جيداً بعض الشئ ، وقد عرفت أن روجينا تسكن بالقرب مني أيضا ، و الاهم أنها تحب القراءة والشعر ، وانا اكتب قصص و شعر ، شعرت بفرحة كبيرة .

بعد ساعة وجدت جلال يقول : بما أن الوقت كدا كدا اتاخر ومش هينفع ننزل البحر ، متيجوا نتمشي شوية عليه واهو نغير جو .
روجينا : فكرة حلوة بجد بدل القعدة كدا .
لقيت نفسي برد بكل سرعة كأني لقيت فرصة : أيوة وانا كمان موافق ويلا بسرعة عشان منضيعش وقت .

جلال كان يشعر جهتي بكل غرابة ومعه حق ، عندما تجد شخصاً عهدته وانت تعلم أنه بارد المشاعر ، ينفعل هكذا ستشعر بالارتياب .

قومنا غيرنا ملابسنا واستعدادنا و انا كنت اول المنتهين من التغيير ، جلست في الحديقة افكر لما كل هذه الحماسة لما لست علي طبيعتي ، وقاطعني ذلك الصوت الملائكي : شكلنا احنا اول اتنين يخلصوا .

نظرت لها وجدتها تصبح اجمل واجمل ، ما بكي يا فتاة هل ارسلكي أحد لتجعليني أُجن .

روجينا : هو انت سرحان علطول كدا ولا ايه !؟
رامي : حد يشوف ملاك بيكلمه عادي وميسرحش .
و جوة راسي بقول : ايه ايه ايه انت بتقول ايه ازاي انا اللي بقول كدا دا مش انا .
روجينا أجابت ببعض من الخجل : ربما لاني احاول أن اجعل أحدهم يراني لكنه فقط ينقصه الشجاعة .
ومشت بعيداً و ثم نظرت وغمزت لي .

أحمق أحمق لما تتسارع دقاتك ما بك لما لست طبيعياً ، ما بي ماذا فعلت بي تلك الفتاة ، قاطعني نزول الكل وبدانا في التحرك ، كنا نسير ناحية البحر ولكن عيني كانت تغفل عن جمال البحر لاني كنت أنظر لجمال ملاك يسير أمام ناظري .

داخلي كنت اقول : كيف كيف حدث كل ذلك لما , لما اشعر اني سعيد بمجرد رؤيتها ، لما اريد انا اذهب لها بكل عزم واقول ......

يتبع

طفرة | Leapحيث تعيش القصص. اكتشف الآن