الفصل الثالث

1.5K 88 3
                                    

نوفيلا "الفراشة البيضاء"

الفصل الثالث

كيف أُقدم لك يد النجاة وأنت من تُغرقني..؟!
كيف أُداويك وأنت من تطعنني..؟!
كيف أمنحك ثقتي وأنت من تخدعني..؟!
أهذا من منظور العدالة بنظرك أم ماذا..!
فأنا لم أُقدم لك سوى شعائر الحب الصادقة لتُقابلة أنت بالخِداع الكاذب...
وهذا هو خطأي..
بصباح جديد تحمل شمسه الكثير والكثير ..
وقفت على سطح منزلها ذا اللون الأبيض گ قلبها تمامًا تحمل بيدها كوب من الشاي بلبن ترتشفه بإستمتاع وعشق وهي تتأمل خروج الشمس من مخدعها وأشعتها التي تنعكس على مياه النيل المجاورة لمنزلهم ...
فما أجمل نسمات الصباح..!
وتكتمل تلك اللوحة الفنية بتلك المنازل الملونه البسيطة والمتلاصقة ببعضها البعض كأنها منزل واحد كعادة أهل النوبة الأنقياء..
ذهب عقلها لهذا الراقد بالأسفل الذي عالجه والدها وقام بخياطة جُرحة وسهر لعنايتة حتى ذهب بثُبات عميق..
وقد قرر والدها العزيز إستضافة هذا الغريب إلى أن يتعافى ويعلم قصتة، وإقامتة ستكون بالغرفة المنفصلة والمتطرقة عن المنزل لكنها تابعة له ..
نزلت للأسفل كي تُحضر طعام الإفطار لوالدها قبل ذاهبة لعملة..
مرت من أمام تلك الغرفة، طرقت الباب عدة طرقات ودخلت حتى ترى والدها مازال في الداخل أم لا..
وبالفعل وجدت والدها بجانبة يطمئن عليه ..
ليلى: صباح الخير يا بابا..
إبراهيم: صباح النور يا ليلى..
تسائلت بصوت منخفض: هو عامل أيه دلوقتي... حالته أيه..؟
ابراهيم: الحمد لله الجُرح كويس ودرجة حرارته إتخفضت... هو بس نايم علشان الحُقنه إللي إديتهاله والمفروض يفوق بقى..
ليلى: طب الحمد لله ... أنا هروح أحضر الفطار ويلا علشان تفطر وترتاح .. إنت تعبت ومنمتش الليله دي ..
إبراهيم: أنا كويس ... وبراحتك أنا مش هروح الشغل ألا بعد الضهر لغاية ما نعرف قصته أيه..
ليلى: تمام يا بابا..
ثم خرجت بعد أن ألقت نظرة سريعة على هذا الراقد والذي يحمل ملامح رجولية خشنه يُغلفها الجمود بعض الشيء.... تتوق شوقًا لمعرفة من هو وما هي قصته..
نفضت تلك الأفكار وذهبت سريعًا لمطبخها العزيز لتحضير الإفطار..
بعد فترة وجيزة كانت قد إنتهت...
سمعت والدها يُناديها، خرجت على الفور لتُلبي النداء..
: نعم يا بابا
إبراهيم: إنتي مش هتروحي الحضانه النهاردة صح..
ليلى بإجاب: ايواا.... ما انت عارف يوم الخميس مش بروح ورحمة بتشيلة وأنا بشيل يوم الأحد مكانها..
قطب جبهته وبدى على ملامحه القلق..
استغربت هي من حالته لتتسائل: في أيه يا بابا ... شكلك قلقان من حاجة ..
إبراهيم: أيواا.. أنا هروح الشغل بعد الضهر  وهتفضلي إنتي لواحدك مع الغريب ده في البيت ..
نظرت له بعتاب قائلة: دا إللي مخليك قلقان كدا، والله خضتني عليك يا هيما... وبعدين هو في الأوضه المنفصلة وهي تعتبر مش في البيت وهقفل الباب إللي جوا كويس إللي بيربط البيت بيها..
غير كدا البلد كلها هتلاقيها هنا دلوقتي علشان يعرفوا إللي حصل ... وما شاء الله البيوت كلها لازقة في بعضها كأننا بيت واحد..
إبراهيم: أيوا يا بنتي بس بردوة
ليلى بمرح: فكك كدا يا هيما، وبعدين بنتك ليلى بميت راجل ... ويلا بينا علشان نفطر..... دا أنا عملالك فطور إنما أيه ملوكي تاكل صوابعك وراه ..
إستطاعت بمرحها المُعتاد أن تُخرجه من حالة قلقه
وجلسوا كعادتهم لتناول وجبة الإفطار في جو مليئ بالسعادة والمحبه لا يُعكر صفوهم شيء،،،، لكن دوام الحال من المُحال...
كادوا أن ينتهون من طعامهم إلا أن قاطعهم صوت تجمهُر أمام منزلهم ...
خرج إبراهيم مُسرعًا تتبعه ليلى..
وجد كبار البلدة وبعض من شبابها ..
قال إبراهيم مرحبًا: أهلًا أهلًا بالحاج سعدون والحاج سعد .. اتفضلوا..
تحدث سعدون بغضب: الله يكرم أصلك يا ابراهيم ... إحنا عايزين نعرف إللي سمعناه ده حقيقي..
إبراهيم بعدم فهم: قصدك أيه يا حاج ..
أجابه سعد على الفور: الغريب إللي كان في منطقتنا واتعرض للهجوم واتصاب كمان..
حرك رأسه بإجاب وأسف: دا فعلًا حقيقي وهو عندي في أوضة الضيافة بعد ما عالجته وخيطت جرحه..
سعدون بإمتنان: دا العشم يا ابراهيم... ثم ضرب الأرض الصلبة بعصاه وقال بغضب: إحنا لازم نعرف مين إللي عمل فيه كدا ومين أتعرضله في أرضنا..  معقول يبقى غريب في أرضنا ويتلقى مننا كدا
يروح يقول عننا أيه دا بدل ما يرجع بلدة يتكلم عننا بالخير ...
أكيد العيال السَكَليَّه إللي بيمشوا المغربية في الشوارع هما إللي عملوا العملة الرخيصة دي..
رد عليه سعد: ما قولتلك العيال دي عايزة تتربى ..
إبراهيم: استهدوا بالله يا جماعة .. وعمومًا هو لسه مفاقش ومنعرفش عنه حاجة ... ولما يفوق هنفهم منه الموضوع بالظبط..
سعدون: خلاص يا حاج إبراهيم لما يفوق هنيجي نُطل عليه لغاية ما نجهز له مكان الضيافة
إبراهيم: خلاص لغاية ما حالته تتحسن ... ونعرف ظروفه أيه..
سعد: خلاص يا ابراهيم يلا أدخل إنت وبنتك..
ويلا أنت وهو كل واحد على شغله..
وهكذا إنتهت تلك الجَمعه...
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
: خير يا مازن عايز أيه..
نظر لها بضيق وتشدق بضيق أكبر: هو أيه إللي خير يا رحمة، أنا جاي أوصلك لشغلك في طريقي..
وضعت يد فوق الأخرى لتقول بعِناد: وأنا قولتلك مش عايزين.. أنا أعرف أروح شغلي لوحدي..
ضغط على أنفه بفروغ صبر وقال بصرامة: بقولك ايه يا بنت الناس اتعدلي معايا كدا واظبطي ..ولا علشان دلعتك تسوقي فيها ..
لوحت بيدها في وجهه: لا يا بابا مش أنا إللي تقولها اتعدلي ... أنا كدا ولو مش عاجبك شُق طريقك..
امسك يدها واثناها خلف ظهرها وتحدث بصوت مُرتفع كالرعد جعل قلبها ينتفض بين ضلوعها وللمرة الأولى ترى مازن بهذه الحالة، فيبدوا أن للصبر حدود كما أخبرتها ليلى..
: إنشق قلبك يا رحمة ... ودي أخر مرة أكون بكلمك وتعلي صوتك .. لإما وربي هتشوفي مني إللي متتخيلهوش ويلا إنجري قدامي..
إنصاعت لحديثه على الفور وأومأت برأسها مسرعة ..
بينما هو فأوشكت أن تفلت إبتسامتة على حماقتها هذه..
سارت بجانبه بخنوع وطاعة وكأنها لم تكن تلك النِمرة منذ قليل..
نظر لها ثم قال: جيبي إيدك..
تسائلت بإستغراب: ليه..
نظر لها مُحذرًا وجذب يدها: هيكون ليه .. علشان أمسكها..
نطقت بخجل: مازن..!
ردد بأعين يتدفق منها العشق: عيون مازن وقلبه من جوا..
لكزته بكتفه: بطل رخامة.. إنت خوفتني منك خالص على فكرة..
: ما إنتي مش بتيجي ألا بكدا يا قلب مازن ..
رحمة: معدتش تخوفني كدا تاني..
مازن: وإنتي معتديش تشاغبي تاني..
نظرت له ببراءة: وهو أنا عملت حاجة..
قال بسخريه: لا معملتيش حاجة خالص.. إنتي بس فتحتي الخط عليا إمبارح وسبتيني أكلم نفسي طول الليل..
ابتسمت بفرحة: خلاص يا ميزو.. ميبقاش قلبك أسود..
مازن: قلبي أسود .. ولا أنتي إللي منشفه ريقي يا مفتريه... عمومًا إعملي حسابك هعدي عليكي بعد الشغل علشان نُخرج وافسحك النهاردة.. وأنا بلغت عمي حسن "والد رحمة"
تركت يده وأوشكت على القفز لكنه أمسكها
: إهدي يا مجنونه .. هتعملي أيه..
قالت بفرحة وسعادة: بجد يا ميزو هتفسحني ... طب قولي هتخرجني فين ..
مازن بحب: بجد يا عيون ميزو... وفين دي بقى سبيها عليا..
ابتسمت بسعادة وتشبثت بذراعة بقوة وكأنه كنزها الثمين التي تخشى فُقدانه...
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•
أخذ يفتح جفونه ببطء وإرهاق بعد هذا الثُبات، إلتفت حوله ليُشاهد معالم تِلك الحُجرة البسيطة ذات المعالم القديمة..
رفع الغطاء عنه وأنزل أقدامه، تأوه بضعف بسبب الجرح رفع طرف قميصة ليرى الجرح من الواضح أن تم خياطتة ومعالجته..
ابتسم براحه فقد نجحت خطته بالدخول إلى المنزل وسيبدأ بتنفيذ ما جاء لأجله ..
خرج من الغرفة وسار حتى يستكشف معالم هذا المنزل البسيط الذي تضج معالم جدرانه بالطيبة والبساطة ..
لفت إنتباهه هذا الجانب المشرق حيث تقبع غرفة بابها من اللون الفُستقي وتتناثر عليه فراشات بيضاء..
علم على الفور صاحبة تلك الغرفة، إنها لصاحبة الأعين الغِزلان... وااااه من تلك الأعيُن التي لا يستطيع تجاوزها فقد حُفرت بعقلة من لقاء واحد فقط ..
تلك البراءة والنقاء الذي يتدفق من وجهها لا يُنسى أبدًا
يُراقبها منذ ما يُقارب الثلاثة أشهر لكنها المرة الأولى التي يلتقي بها وجهًا لوجه...
لا يعلم لماذا أصر على تلك الخِدعة..؟ أهي من أجل مُهمته أم من أجل ليلاااه..؟!
مشَّط المنزل بأعيُنه جيدًا لكن لم يجد أي أحد...
على الأرجح هما بالخارج بحديقة المنزل...
هو يعلم عادتهم بأدق التفاصيل..
خرج بِخُطى بطيئة وهو يضع يده على موضع جُرحه..
فوجد فراشته البيضاء تجلس بين الأزهار والأشجار الخضراء وتضحك بمرح لتجعل قلبه يتزلزل للمرة الأولى وينبض بعشق من أجلها فقط ..
ظل على حالته تلك يتأملها عن كثب دون ملل وقلبه يرقص فرحًا لأجل تواجدهم بنفس المكان ..
أثناء حديثها مع والدها ومرحهم لاحت منها إلتفاتة بسيطة لتلتقي عينيها مع عيناه العاشقة، نظرت بداخلهما بعمق وهي لا تعلم ما الذي يجذبها إلى هذا الغريب..
لاحظ والدها أنها تنظر بِجهه أخرى معاكسة... نظر إلى ما تنظر إليه .. فوجده هذا الغريب ..
نظرت هي أمامها وهي تستغفر ربها وتُذكر ذاتها بوصايها السبع..
بينما وقف والدها على الفور مُتجهًا إليه وساندة برفق..
وهو يقول: إتحركت من مكانك ليه يا بني.. جرحك كويس، بيوجعك..
ابتسم بهدوء قائلًا: أنا كويس يا عمي..
خرجت كلمة "عمي" بتلقائية لم يُلاحظها..
ابتسم ابراهيم بوِدْ وسحبه برفق: طب تعال أقعد استريح متوقفش كتير ..
انضم إليهم وجلس على إحدى المقاعد القريبة منها مُلتفين حول منضدة دائرية في جو بسيط مليء بالوِدْ..
فور جلوسه أخفضت "ليلى" رأسها وتخضبت وجنتيها بحرج، ولا يخفى عليها نظراته الموجهة لها كالسهام والتي إستنكرتها وأقلقتها..
تنحنح إبراهيم وتحدث بلطف: إنت عامل أيه دلوقتي..
: الحمد لله بخير يا عمي... أنا كويس متقلقش
إبراهيم: طب الحمد لله.. ألف سلامة عليك..
: الله يسلمك، وأنا متشكر جدًا لمعروفك ده.. أنا عمري ما هنسى موقفك دا أبدًا ولا إنقاذك لحياتي..
إبراهيم: والله يا ابني الفضل ما بيرجع ليا .. دا بيرجع ل ليلى بنتي... وأشار إليها بفخر..
إنتقلت نظراته إليها بأعين مليئة بالكثير
: أنا بشكرك يا آنسه ليلى مش هنسى معروفك دا أبدًا
توهجت وجنتيها وأجابته برقة تلقائية غير مصطنعة: العفو.. أنا عملت الواجب وإللي لو كان أي حد مكاني كان عمله..
يريدها ألا تتوقف عن الحديث بصوتها الذي بمثابة سيمفونية عذبة وله وقع آخذ على أذنه والتي أحيت بداخله الحنين الذي يُعافر لوئده ...
تسآئل إبراهيم بحذر: إنت شكلك مش من المنطقة يا ابني... أيه إللي وقعك هنا ..
تحدث الآخر: أنا آسف نسيت أعرفك بنفسي..وأحكيلك حكايتي..
أنا إسمي؛ عامر عبد الله الصاوي، وفعلًا أنا مش من المنطقة، أنا جاي من القاهرة علشان هشتغل هنا گ مرشد سياحي في متحف النوبة بحكم إني خريج آثار..
ووصلت متأخر هنا وكنت بدور على أي مكان للإقامة بس تقريبًا الشباب فكروني حرامي أو متطفل على المنطقة جاي أئذي حد ...
وكانوا عايزن أطلع باللي معايا مفكرين إن غني علشان جاي من القاهرة يعنى..
لم يشك إبراهيم بحديثة ولو مُجرد شك وهذا لسجيتهم النقية وهذا خطأ فادح إرتكبه وسيندم أشد الندم لكن بعد فوات الأوآن..
إبراهيم: إتشرفت بيك يا استاذ عامر... وبعدين شكلك ابن ناس .. هما في مجموعة شباب هنا بيتصرفوا كدا مع أي حد ينزل من القاهرة علشان مختلف عنهم...
بس إن شاء الله الحاج سعدون هيلم شوية العيال الضايله دي ويربيهم... وأحنا أسفين يا ابني على إللي حصل..
عامر: الله يكرم أصلك يا عمي... ومفيش داعي للأسف حصل خير ..
قال إبراهيم بتذكر: نسيت أعرفك بينا ... أنا إبراهيم عزام .. ثم أشار لليلى... ودي ليلى بنتي الوحيدة ..
عامر: اتشرفت بحضرتك يا عمي... ثم نظر لِ ليلى بحنان... وربنا يخلهالك يارب
إبراهيم: اللهم آمين ربنا يحفظها ويحفظك لشبابك يا ابني..
قامت ليلى من مكانها قائلة: أنا هروح أحضر الأكل علشان أستاذ عامر ..
عامر: لا أكل أيه.. أنا همشي علشان أشوف مكان أقعد فيه الفترة دي، مينفعش أتعبكم أكتر من كدا ... كتر خيركم والله ..
إبراهيم: لا والله ما يحصل أبدًا ولا إنت هتتنقل من هنا ألا ما جُرجك يلم ويطيب خالص ... دا أهل البلد ياكلوا وشي ... ولا إنت مش عايز تقعد معايا..
عامر: لا مش الكلام ده يا عمي ... بس كفاية تعب لغاية كدا ..
إبراهيم: ولا تعب ولا حاجة يا عامر...الضيف بيجي برزقه يا ابني وبعدين انت شايف البيوت كلها فاتحة ولازقه بعضها يعني إنت ضيف عند أهل النوبة كلهم ..
ثم نظر لِ ليلى: يلا يا ليلى روحي حضري الأكل وأنا هروح أشقر على المتحف وعلى الحِراسه هناك ...
البيت بيتك يا عامر..
تفتحت آذان عامر تلقائيًا عقب سماعة لإسم "المتحف" لكنه تمتالك نفسه كي لا يُظهر شيء: الله يكرمك يا عمي ..
ثم ذهب إبراهيم وهو مطمئن على إبنته فمن جِهه منازل النوبة جميعها مُتداخلة وجميعهم أهل ومن جهه أخرى يثق بإبنته ويعلم أن هذا الشاب صالح من مُجرد النظر إليه ..
لكن هذه المرة الأولى التي سوف تخيب وجهه نظره وسيندم أشد الندم لهذه الثقة ..
بينما ليلى فقد جهزت الطعام ورصت ما لذ وطاب على صنيه نُحاسيه..
حملتها وذهبت إلى حيثُ عامر بغرفته.. وقفت أمام باب الغرفه وقلبها يقرع بشدة وتعالت دقاته التي استنكرتها..
لا تعلم ما هذا الشعور التي تخشاه..
لكن ستسأل رحمة عنه فيما بعد...
فهي من النوع الذي لا يتعامل مع الرجال وتعتزلهم ولا تضع نفسها في هذه المواقف أبدًا ...
تخافهم وبشدة...
طرقت الباب عدة طرقات لتسمع صوته يأذن لها بالدخول ...
ولجت لداخل الغرفة مع مراعتها لترك الباب مفتوح..
جحظت عينيها بشدة عندما وجدته عاري الصدر، ارتبكت ولم تدري ما تفعل خاصتًا عندما وجدته يحاول تغير الضماد بصعوبة بالغة بتعب وألم..
رفع رأسه عندما لم يصدر أي صوت فوجدها واقفه تحمل الطعام .. وخافضة رأسها بحرج
قال بنبرة يكسوها الألم: تعبتك معايا يا آنسه ليلى... أنا آسف ..
وضعت الطعام على الطاولة، وفركت يديها بتوتر وهو مستمر في محاولته بتضميد الجرح في محاولات بائت بالفشل ويلعن بداخله هؤلاء الأغبياء فقد أخبرهم أن يجرحوه جُرح صغير على حسب خطتهم لكنه تفاجئ بهذا الجُرح العميق..
نطقت بهدوء: ولا تعب ولا حاجة..
ثم تابعت: مش هتعرف تغير على الجرح لنفسك والمفروض أصلًا متتحركش كتير علشان يلم ..
عامر بألم: طب أعمل أيه ... حاسس أنه شادد عليا قووي
أشفقت ليلى عليه وشعرت بألم لألمه... إقتربت منه وقالت بهدوء: طب إرتاح إنت وأنا هغيرلك عليه..
نظر لها وقال بحنان صادق: مش عايز أتعبك
ليلى: خلاص بقى ولا تعب ولا حاجة.. بابا معلمني شوية حاجات متقلقش ..
إستلقى عامر بحذر لتستطيع تضميد الجرح براحه
وبدأت هي بعملها بحذر ورفق كي لا يتألم وهي تُحاذر كي لا تلمس جسدة وغضت نظرها..
بعد دقائق شعر براحة كبيرة، فوجودها بجانبه فقط كفيل بذهاب جميع آلامه..
إعتدل من مرقدة فور إنتهائها وأصبح جالس مقابلتها..
نظر لها بحب وعشق لم يستطيع إخفائه بعيدًا عن خدعته وخططه الساقطة....
بينما هي حاولت سحب عينيها من عينه وهي تُذكر نفسها بالماضي الأليم، هي ليست من هذا النوع أبدًا ولا تنحذب للرجال لكن هناك شيء قوي يجذبها نحو هذا الرجل لا تستطيع تفسيره أو مُجابهته.... شيء أقوى منها بكثير..
تفاجئت بل صُعقت وأصاب جسدها قُشعريرة قوية  عندما امسك يدها ورفعها على فمه ولثم باطنها بقوة وتحدث بعشق خالص: تسلملي إيدك يا ليلاي..
......................................

يُتبع...

توقعاتكم

بقلمي/ سارة نيل

   
 
     
       
 

 نوفيلا "الفراشة البيضاء " والجزء الثاني "عَبق الفراشة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن