<الخاتمة>

1.2K 87 12
                                    

نوفيلا "عبق الفراشة"
الفراشة البيضاء 2
====================

[الـــــخـــــــــاتــمة]

هبطت الدرج بتكاسل بينما عقلها شارد فيما حدث بينها وبين والدتها بالأمس حينما سألتها بشكل صريح وأخبرتها أن تخبرها بالحقيقة وهل هناك شيءٌ بينها وبين عمّار..
جنّ جنونها من هذا الخاطر الذي وقع بعقل والدتها وأخذت تخبرها كل الحقيقة وتقصّ عليها ما وأدته بقلبها منذ سنوات، وتعهدتها أن هذا الأمر لن يتكرر وأنها أزالت هذا الأمر من داخلها..
إنها تكذب وتعلم هذا، لكن نظرات والدتها كان تحمل شيئًا أخر لا تعلم ما هو!
تنهدت بثقل وجاءت ترفع رأسها بينما تخرج من مدخل البناية لتتصادف وللمرة الأولى بعمّار..
يا الله سنتان كانت تدعوا أن يلتقيا ولو صدفةً والآن خرج أمامها..
أخفضت رأسها أرضًا ومرت أمامه وكأنها لم ترى شيء لكن أوقفها قوله بتهكم:-
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا دكتورة إسراء.

أغمضت أعينها بنفاذ صبر وهي تُمسك لسانها أن يُلقي بشواظٍ من نار، هدرت بهدوء ظاهري:-
- خير يا سعادة الضابط في حاجة.!

تعجب من عدم تعليقها على 'إسراء'، فقال لها وهو يغضّ بصره:-
- شكلك راحه شغلك .. أنا كمان طالع تعالِ أوصلك في طريقي..

رمقته بنظرة سعيرية ورفعت زاوية فمها بتهكم تقول قبل أن تُكمل سيرها وترحل:-
- مش عايزين النهاردة متشكرين يا أسطى عطوة..

فغر فاهه بصدمة وهو ينظر لأثرها مصعوقًا، فتبًا للسانها الذي يُسقط جمرًا..
ردد بذهول:-
- أسطى عطوة!!!!!

                ***********************

كانت بحاجة مُلّحة للإختلاء بنفسها، تريد الفرار والسكون خلف باب غرفتها، تلك الكلمات جعلتها تنفصل عن واقعها، لاذت بالفرار إلى غرفتها ولم تهتم بالرجل والمرأة اللذان كانوا يُطالعونها باهتمامٍ جلي..
استندت على باب الغرفة وصدرها يعلو ويهبط تشعر أن  الهواء يأبى ضرب رئتيها..
رفعت كفها تُطبطب فوق موضع قلبها ثم لفت ذراعيها حول نفسها وسقطت خلف الباب تشهق بألم وقد انسابت دموعها في وجع..
لماذا تشعر بهذا العجز الآن؟
لماذا كلما تقدمت أميالًا للأمام عادت آلاف الخطوات للخلف؟!
هل يُقارعها السقوط مترقبها؟!
الآن تشعر بقيود تُكبلها، هناك أشياء لا تعلم كنهها تجسم فوق قلبها..
ماذا تفعل!!

عَلا صوت بكاءها وقد حاق بها الضعف مرةً أخرى، قالت بحرقة من بين شهقاتها:-
- أنا كنت بدأت أكون كويسة ... ليه كدا .. مش عايزين يسبوني في حالي..
كل إللي أنا عيزاه إن الصفحة دي تتقفل للأبد يارب، أنا مش عايزه أتوجع تاني يارب، مش هكذب عليك ولا على نفسي أنا بقيت مش أثق في أي مخلوق..
أنا بخاف من الناس وأسلم حلّ إن أتجنبهم..

قلبها حسير له نصيبٌ دائم من عذابٍ وبيلًا، أي حيف قامت به ليكون هذا الويل جزاءها!!
عمّ سكون مهيب على المكان إلا من صوت شهقاتها التي تمزق القلب...

🎉 لقد انتهيت من قراءة نوفيلا "الفراشة البيضاء " والجزء الثاني "عَبق الفراشة" 🎉
 نوفيلا &quot;الفراشة البيضاء &quot; والجزء الثاني &quot;عَبق الفراشة&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن