-الفصل الأخير-
.
.
.أمطار غزيرة تنهمر مصحوبة بصواعق رعديَّة ورياح قويَّة، نقفُ حاملين مظلاتنا زاهية الألوان وكل ما حولنا مفعم بالحياة عدانا.
بملابس سوداء رسميَّة نقف صفًا أمام كومة التراب مع بعض الحشيش الأخضر من حولنا، تمسكُ نانا بالأزهار ولا أحد غيرها يفعل بينما صوت بكائها المكتوم واضح لمسامعنا،
منذُ وقوفنا في هذه البقعة لم يُفلت جون كفِّي ومن حين لآخر يشدُّ عليه حينما يجاهد نفسه على التوقف عن ذرف الدموع، لم أرى شخصًا بقوته منهارًا هكذا من قبل، كان الأكثر حزنًا ويأسًا وهو ينادي بإسمه ويتحدث معه من خلف العديد من الطبقات كالغطاء الأبيض القطني والتابوت الخشبي والحفرة والتراب ثم الحشيش والأزهار، يبدو بأن صوته سيمر برحلة طويلة حتى يصل ولعلها ستدوم للأبد.
هناك أيضًا عائلة جون قد حضروا، وهم وحدهم الذين لا يبدو عليهم الحزن بتاتًا، لا أعلم حتى لما كلَّفوا نفسهم بالحضور.
الأبعد فينا عن القبر هو يونقي، بتعابير متجمدة وبهتان واضح على وجهه لم يرفع عينيه عن هذه البقعة، يبدو وكأنهم دفنوا روحه هناك في الأسفل وكأن هذا الجسد فارغ من كل ذرة حياة.
هناك بعض الأفراد لا أعرفهم والمهم هنا أنَّنا جميعنا راقبنا عمليَّة الدفن وحضرنا الجنازة معًا بهدوء تام عدا كلمات جون ونداءاته المتفرقة من حين لآخر.
هل عليَّ التفكير بكيفيَّة شعوري كذلك؟
هل أنا وقح لهذه الدرجة لتذكر أنّني لم أستطع حضور جنازة أبي واخوتي الصغار بينما أنا الآن في جنازة شخص آخر؟
على أي حال هذا ما حصل ولم أتردد في الواقع للحضور منذ بداية مراسم الدفن حتى هذه اللَّحظة التي نقف فيها بلا هدف -بعد انتهاء جميع المراسم- ننظر للقبر بصمت ونسمع صوت المطر والرعد وهو أشبه بترنيمة للموت تكاد تنقضُ علينا في أي لحظة.
بدأ الحشد يتوارى عن أنظارنا ويرحل، بقيتُ أنا وجون ونانا ويونقي وصديقتهم تلك أظن أنَّ اسمها بيلا أو أيًّا يكن فهي كذلك أتت على مَضَض غالبًا، برك جون على ركبتيه فوق الوحل ومياه المطر وأفلت يدي فعلمتُ بأنه يتمنى لو نبتعد ليودعه لوحده،
تراجعتُ للخلف فأحسستُ بكفٍ تُمسك بذراعي وتجرّني بعيدًا عنهم، كان الباقي من يونقي قد أخذني حيثُ لا يسمعنا أحد، أفلت يدي وخفَّف من سرعته وأخذ وقتًا قبل أن يلتفت إليَّ وبوهن قال:
- لا أعلم كيف أبدأ بما أرغب بقوله لك، لكن .. عليّ ذلك.
اقترب مجددًا وأمسك بكفِّ يدي وأعطاني ذلك الكتاب بلونه المظلم بظلام الليل واهترائه الواضح، نظر في عينيَّ قائلًا :
أنت تقرأ
دمى الماريونيت
Fanfic- هذه العاصفة تتزايد في داخلي وأشعر بتصادم العالم بأسره، أصبح من الصعب التنفس ولا أستطيع التحرر لذا أبكي وأبكي بلا جدوى.. لكن تذكر هذا سأنتقم منك..! *** - هل عرفتَ سرُ قوتي؟ لم يجف جُرحي قط. just friendship. Enjoy.