الفصل الثامن

1.7K 41 3
                                    

" الوجع دائمًا أنيق...لا يختار سوى القلوب الطيبة "
( منقول ).

كانت ملك تجلس بملل و هي تراقب أدهم الذي يعمل بجد قبل أن تنهض قائلة:
- أنا زهقت...عايزة أروح بقى.
أومأ إليها و قد بدا أنه منشغلًا بعمله إلى حد كبير:
- شوية صغرين بس و هنروح.

جلست مجددًا على تلك الأريكة و هي تتأمل تفاصيل المكتب حولها إلى أن قال لها أدهم:
- لو عايزة تنزلي الكافتيريا شوية معنديش مانع.
نهضت لتهبط إليها رغم عدم رغبتها بذلك و لكن الملل سيقتلها.
لم تكد تفرح بأنه سينزهها أخيرًا حتى أبلغه ناجد بأمر عاجل بالعمل يستدعي حضوره سريعًا.

جلست إلى طاولة بالمقهى التابع للشركة و طلبت مشروب ليلهيها قليلًا عَل الوقت يمر.
أحاطت بطنها بذراعيها بحنان فطري لتلك النطفة التي تنمو بداخلها قائلة:
- أكلمت مم يا روحي؟...شبعت ولا لسة عايز تاني؟

ابتسمت تريد الضحك من نفسها فهي تحدث طفلها كأنه يستطيع إجابتها.
ارتشغت من مشروبها الذي وضعه النادل أمامها منذ ثوانٍ.
يجب أن تجلب بعض الكتب عن الأطفال لتستطيع تربية ابنها تربية صحيحة.

قاطع شرودها ذلك الدخيل الذي جلس إلى طاولتها قائلًا بأسف لزج بعض الشئ:
- أنا آسف بس ملاقتش ترابيزة فاضية.
نظرت إليه بخوف...تخشى غيرة أدهم البشعة.
نهضت سريعًا لتذهب فأوقفها اللزج قائلًا:
- أنا مش عايزك تقومي بس....

قالت منهية الحوار سريعًا قبل أن يراها أدهم تتحدث إليه:
- أنا رايحة أجيب حاجة.
ذهبت سريعا و هي تتلفت حولها قبل أن تلمح ذلك اللزج يتعقبها بنظراته.
ذهبت لتشتري بعض البطاطا الحارة أو ما يسمى بالشيبسي كما هو دارج ثم فرت هاربة داخل المبنى.

قالت و هي على أعتاب مكتب أدهم بسؤم:
- ياريتني روحت الكلية من الأول أحسن.
دلفت إلى الداخل لتجد ناجد يقول لأدهم الذي يحدق بشاشة حاسوبه بتركيز:
- ما تيجي نلعب ماتش ملاكمة بدل ما إنت بتشتغل في وقت الإستراحة كدا.

نظر إليها نظرة حادة قبل أن تنسحب بخوف إلى الأريكة واضعة ذلك المُغلف جانبًا.
راقب ناجد نظراته غير المريحة إلى ملك قبل أن ينسحب قائلًا:
- طب أنا هخلع بقى...متنساش ماتش الملاكمة و التمرين عشان كدا عضلاتنا هتخس.

نهض أدهم عن مكتبه متقدمًا منها بهدوء قبل أن يجلس إلى جوارها قائلًا:
- ضايقك؟
نظرت إليه بارتباك و لم تجب.
- أنا شوفت كل حاجة في الكاميرا.

نغزت العبرات عينيها قبل أن تقول بخوف:
- أنا...أنا معملتش حا.....
سارع بتهدأتها قبل أن تبدأ في البكاء قائلًا:
- إهدي يا ملك...عارف إنك معملتيش حاجة..هو إللي بني آدم سمج.

فرت عَبرة إلى إحدى وجنتيها قائلة بصوت بدا فيه الخوف جليًا:
- يعني مش هتضربني؟
نظر إليها و قد اتسعت عينيه قليلًا و تألم قلبه من سؤالها.
ازدرد لعابه قبل أن يجيبها بارتباك من فداحة ما فعل سابقًا:

قلب منشطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن