الفصل التاسع

1.6K 38 1
                                    

" سأبكي على ابني مدتي و حياتي
يبكيه عني الشعر بعد مماتي
و أقطع أيامي عليه بلوعة
تعبر عن مكنونها عبراتي".
(منقول)

كان أدهم يجوب إحدى طرقات المشفى ذهابًا و إيابًا أمام غرفة العمليات التي دلفت إليها ملك على نقالة المرضى منذ قليل.
- يا رب.
تمتم بها برجاء في قلق عارم قبل أن تخرج الطبيبة ليهرع إليها أدهم قائلًا:

- طمنيني عليها يا دكتورة.
ابتسمت قائلة:
- إطمن هي بخير.
ثم أكملت و قد زالت إبتسامتها قائلة:
- بس للأسف فقدنا الجنين.

صمت أدهم بصدمة بينما أكملت الطبيبة:
- الحالة النفسية للأم كانت وحشة جدًا و دا غلط جدًا في أول الحمل و سبِب إجهاض...ربنا يعوضكوا بغيره.
ذهبت الطبيبة لتتابع عملها بينما جلس أدهم على أحد المقاعد الموجودة بالرواق ليستوعب صدمته.

كان يخشى زوال آخر رابط بينهما و ها هو ذا قد خسر طفله.
لم يخبرها أنه قد كتب لها منزل والديها الذي اشتراه باسمها...يعلم أنها لاتزال بمنزله بسبب عدم وجود مكان آخر لتعيش به...إن علمت ستتركه بالتأكيد.

مسح على وجهه محاولًا مقاومة شعور البكاء...يجب أن يكون قويًا ليساند ملك الضعيفة.
نهض ليتنفس بعمق قبل أن يدلف إلى الغرفة ليراها نائمة باسترخاء بسبب المخدر.
جلس على مقعد إلى جوارها منتظرًا إياها لتستيقظ بينما أفكاره السوداء تعصف به دون رحمة.

بعد قليل من الوقت سمعها تأن بألم قبل أن تفتح عينيها ببطء.
ناظرها بترقب بينما هي تنظر إلى المكان حولها بتعجب قبل أن تضع يدها بفزع على بطنها قائلة و هي تنظر إلى وجه أدهم الحزين:
- إبني...إبني حصله إية؟

ازدرد لعابه بخوف عليها قبل أن يقول مهونًا:
- ربنا يعوضنا عنه يا حبيبتي.
اتسعت عينيها ناظرة إليه بفزع قبل أن تقول بقلب منشطر:
- لأ...أكيد ربنا مأخدش مني آخر أمل ليا في الدنيا دي.

حاول أن يربت على كتفها قائلًا:
- إهدي يا ملك.
أزاحت يده عنها بعنف نافر بينما تهتف به بحدة قائلة:
- إبعد عني...إنت السبب في كل دا.
قطب جبينه قائلًا بدهشة:
- أنا السبب في إية بالظبط؟

أجابته بهتاف أعلى:
- إنت السبب في وجود الطفل دا و إنت السبب في موته...إنت متستاهلش تعيش مرتاح أبدًا في حياتك.
ابتسم بسخرية مريرة...تتحدث و كأنه يتنعم بالراحة منذ أن وُلِد.

نظر إليها بقلق...لقد ارتفع معدل تنفسها بشكل مرعب بينما دموعها تندفع بغزارة.
حاول أن يربت على ظهرها قائلًا بقلق من حالتها الغريبة:
- ملك..إهدي.
دفعت يده بعيدًا عنها و قد بدت لا تستطيع الحديث.

خرج أدهم من الغرفة سريعًا يطلب طبيبة بأسرع ما يمكن لتأتي الطبيبة بسرعة و تحقن ملك بمادة مهدأة.
مسح أدهم على وجهه بعنف بعد أن أخبرته الطبيبة بضرورة مكوث ملك بالمشفى حتى الصباح ليطمئنوا على حالتها.

قلب منشطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن