استيقظ هيوكجاي مبكراً كثيراً بسبب رائحة القهوة التي داعبت خلاياه الشمية بخفة...
ليست غريبة تلك الرائحة......في الصباحات المعتادة ...
فقد كان يشتمها عندما يقوم والده بتحضيرها بنفسه...
كانت شهية للغاية...رغم أنها ليست مشروبه المفضل...لكن ما كان يثير الريبة قليلا كون رائحة القهوة مختلفة عن ما كانت مخزنة سابقا في عقله ..
استطاع تمييزها بسهولة رغم حالته المزرية و الضعيفة من يوم أمس......
.
.
.
ليفتح جفنيه الثقيلين و المنتفخين قليلاً...
يوسع فتحة عينه أكثر ، كانتا تبدوان ككاميرا قديمة الطراز وهي تبذل جهدها في إعطاء صورة مثالية عن العالم الحديث الذي حولها....وقد أوضحت كاميرته_عيناه_على صورة رجل حسن المظهر...
وكأنه عارض لمجلة ذات ماركة معروفة عالميا.....كان يمشي بسرعة متجهاً نحو كوب القهوة الذي على المنضدة المجاورة لأريكة الأصغر...
و بفمه كان يحمل قطعة من الكرواسون المحشو بالشوكولا ...
وبيده صحن مليء منها....يفرك الأصغر عيناه مجددا... هل هو يحلم؟! .. لا يعقل...
لم يتذكر ولا لمرة بأن حاسة الشم لديه قد خانته ولو لمرة واحدة...."مم..مَنْ أنت!!!"
صرخ هيوكجاي بوجه الآخر الذي سرعان ما بلع آخر لقمة و واضعا ما بيده على المنضدة ...."لما تصرخ...!!!"
نفض هيوكجاي غطائه على الأرض محاولا النهوض و هو يتكأ على طرف الأريكة...
هو لا يستطيع حرفيا النهوض سوى بضع ثوان حتى عاد و سقط مجددا...."من أنت بحق الجحيم؟!"
خرجت من حنجرة الأصغر بانكسار واضح....
أردف الغريب بوضوح تزامنا مع جلوسه على الأريكة المجاورة ل الآخر....
"لا تخف، أنا لست لصا أو ما يجول بخاطرك..."
ليتابع
"اسمع... دعني أرتشف قليلا من قهوتي ثم نتحدث..."
التقط الغريب منديلا أبيض من علبة المناديل ليمسح بقايا الطعام العالقة بفمه ليضعه جانبا و يبدأ بتذوق قهوته....
"إنها مثالية ... لا تحتاج المزيد من أي شيء...."
تمتم الغريب بصوت منخفض لينظر هيوكجاي له بنظرات ازدراء و خوف في الوقت نفسه....
نعلم أن الكاميرا قديمة الطراز قد صورت لنا شيئا مبهرا... لكن ما نعلمه جيدا هو أن ذاك الشيء سيبدو مختلفا عاجلا أم آجلا في الحقيقة......
أنت تقرأ
Between despair and hope
Romanceلقد رأيتُ منعطفاً آخرَ لحياتي البائسةِ بفضْلك.... تعلّمت حينها بأن الحياة تعطيك بقدر ما تأخذ منك ولكن بأشكال اخرى... ألملم شتات أحزاني و أستجمع قوتي بفضل دعمك لي... لكن.. لكن لا تكُنْ قاسياً عليَّ أرجوك....