"ترك لي الغربة تأكل روحي كل ليلة ذلك الذي أقسمت أمام الجميع أنه لي وطن."
FlashBack2~عودة بالزمن ...before 20 years
مضى أسبوع .. وبالتحديد أسبوع و يومان....على ماذا؟!... على اعتراف هيون الصغير الذي قوبل بالرفض من الآخر....كانت ردة فعل الآخر مجحفة بحق الآخر...ربما كان يمكنه بطريقة أكثر لطفا...لكنه معتاد على هكذا أسلوب....
لملم دونغهاي كتبه حازما حقيبته على كتفه الأيسر وهو عالق بدوامة التفكير التي تكاد تفقده صوابه...يشعر بأن عليه التفكير في هذا الموضوع....و إعطائه تلك الأهمية الجللة ...و بنفس الوقت ينكر أسماعه و تلك اللحظة التي قابلها برفض شديد.....
ذهنه شارد...أفكاره تغرق شيئا فشيئا في مقعد الآخر الفارغ الذي لازم منزله ريثما يلتئم جرحه....ينتظر عودته لملء فراغ هذا المقعد...ووجهه الباسم.....
عقارب الساعة أوشكت أن تدخل الخامسة...خدش ذلك الهدوء صوت قرقرة معدته...تجاهله و قرر التوجه ناحية مكتب الأرشيف....ليطلب الرقم...
بعدها خرج ليركب دراجته التي تقف وحيدة مع ثلاث دراجات أخرى...قاد دونغهاي دراجته نحو منزله ليستبدل حقيبته ب حقيبة أخرى تخص عمله_ذاك الذي في محطة البنزين ذاتها_ليعود و يقود متوجها نحو المحطة....
وقبل أن يصل...لفت نظره تلك الغرفة الصغيرة التي تحتوي هاتفا يعمل بقطع نقود معدنية...اقترب منه والتقط السماعة...صوت طقطقة الأزرار كان الوحيد المسموع.... بما أن الشمس قد شارفت على المغيب... التقط منديلا من جيبه ...وحاول تعديل صوته و اختبره حتى لا يشك في أمره...فتحت السماعة
"ألو؟!"
"ألو...امم...الموظف من شركة الاتصالات يتحدث...هل أنت السيد لي هيون را؟!"
"اوه...أجل...ماذا هناك؟!"
"في الواقع....أردنا التحقق من عنوان منزلك نظرا لفقداننا بعض المعلومات الشخصية للزبائن...بسبب عطل في الحاسب ...لذا أيمكنك إعلامنا بمكان سكنك؟!"
"إنه في حي سيون_جيو بالقرب من محطة الوقود"
"أشكر لطفك...و أكرر اعتذاري"
"وداعا"
تأكد دونغهاي من إغلاق السماعة ليتجه ناحية البقالة و يبتاع لنفسه سندويشا صغيرا و علبة عصير....
أشعة الشمس شارفت على التلاشي بينما يحل مزيج دافئ من اللون القرمزي المخفف بزرقة تبهج الرؤيا....و تبهج دونغهاي كذلك.....
وصل بعدها إلى المحطة....ارتدى جامسبوته النفطي...بدأت ورديته و بدأ عمله متناسيا أفكاره اللعينة التي تداهم صفو دماغه....محاولا صب تركيزه على العمل....
أوشكت الساعة الحادية عشر على الوصول....عاد أدراجه نحو غرفة الملابس ...ثم ارتدى ثيابه...أغلق المحطة وتوجه نحو وجهته الثانوية ...
هيون كان نائما بالفعل....أو بالأحرى شبه نائم....يفكر في بطل أحلامه...و عندما يتذكر لحظته المريرة تدمع عيناه... عندما انتفض من مكانه فجأة على صوت اصطدام الأحجار الصغيرة ب نافذته....
حاول استيعاب الوضع....التقط عصاه التي يتكأ عليها و مشى بهدوء....ليفتح نافذة غرفته...و كانت الصدمة....
ربما كان ملاك الأماني حاضرا هنا لكي يحقق أمنيته في رؤية دونغهاي...حاول الآخر الابتسام...كان قلبه مطمئنا لكنه بالوقت ذاته شعر بغصة قوية ناحية هيون...
"كيف جئت إلى هنا؟!"
"لا رد..."
هدوء لمدة نصف دقيقة و هما يحدقان ببعض
"كيف أصبحت قدمك؟!"
"جيدة ...نوعا ما.."
أشار بالكيس الذي يحوي مغلفين من البسكويت وعلبة عصير كبيرة...
"كيف سأمرر هذه...؟!"
رفع كتفيه بمعنى لا أدري....صمت قليلا ثم قال....
"تعال إلى الباب الآخر"
وبالفعل نزل هيون بخفة لألا تسمعه والدته و فتح الباب بخفة....دونغهاي ينتظره عند الباب...ليحاول الاقتراب و احتضانه....لكنه رجع للوراء حينما قدم له دونغهاي الكيس متناسيا رد فعل هيون المفاجئ....
حك هاي خلف رأسه خجلا ليردف "إذا سأذهب..."
"ألن تدخل؟!"
صمت الآخر و تجمد في أرضه ....حاول استجماع قوته و الحديث ....إلا أنه ذهب مسرعا راكضا نحو دراجته ....حاول هيون الإمساك به لكنه لم يفلح...
فقط تمسك بالكيس و بطيف دونغهاي الذي زاره منذ قليل...
أنت تقرأ
Between despair and hope
Romanceلقد رأيتُ منعطفاً آخرَ لحياتي البائسةِ بفضْلك.... تعلّمت حينها بأن الحياة تعطيك بقدر ما تأخذ منك ولكن بأشكال اخرى... ألملم شتات أحزاني و أستجمع قوتي بفضل دعمك لي... لكن.. لكن لا تكُنْ قاسياً عليَّ أرجوك....