هروب

27 6 9
                                    

اتجول بين الطرقات يدي تتحسس الأحجار الباردة مستدلةً على الطريق، اسمع حفيف فستاني يلامس بلاط الممرات، صوت كعب حذائي يطرق الأرض يتردد بين الجدران، استطاعت بعض أشعة الشمس التسلل من خلال زجاج النوافذ العالية متلونة بلون الزجاج، أزرق أحمر أخضر، مشهد بهي، لكن لا وقت لدي لأتأمل هذا الجمال، يجب أن أجد المخرج، أكاد اختنق من ضيق ذلك الفستان حول خصري، كيف قامت الخادمة بتضييق خناقه على صدري إلى هذا الحد؟ وهذه التنورة المنفوشة لا تساعد في شيء، أشعر برياح باردة تلفح ظهري العاري، يا ليتني اخترت شيئًا أكثر بساطة يمكنني التحرك به بسهولة، ولكن أبهرتني زخرفة القماش وعميت بأحدث صيحة، أردت أن أثير إعجابه، لم أعلم ما أنا مقدمة عليه، لا يجب أن يجدني، الظلام لا يساعد، بالكاد أرى خطواتي، يده كانت باردة تمسح على خدي بلطف، وعينيه الزرقاء كالجليد، توهمت بها الدفء، لقد بدا وسيمًا للغاية أردت أن أبقى معه، لكن ستكون نهايتي لحظة يجدني، آاااه من أين جاء هذا الحجر الآن! قدمي تؤلمني إثر السقوط حاولت النهوض ولكن الألم شديد حاولت تحسس الجرح شعرت بشيء لزج رفعت يدي للضوء لأرى دماء، لا لا لا لا يمكن، هكذا سيجدني، لم امتلك ما يكفي من الوقت حتى شعرت بتلك اليد الباردة تلتف حولي وأنياب حادة غرزت في عنقي لتمتص الحياة منّي حتى آخر قطرة.

ما قبل النوم ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن