تحت ضوء النجوم

11 2 0
                                    

لا أري أي شيء أمامي رغم ذلك كنت أخطو بثقة، لا مكان للخوف ويده ممسكة بيدي.
لا أعلم أين أنا << مفاجأة.>> على حد تعبيره، هكذا تركته يقودني طوال الطريق في البداية ركبنا السيارة ومنذ بعض الوقت انزلني منها وها نحن نتابع سيرًا على الأقدام، فجأة توقف.
_ها قد وصلنا.
أفلت يدي فشعرت ببرودة غريبة تسري من خلالها إلى جسدي بأكمله، قم شعرت بالعصابة على عيني ترتخي قليلًا حتى انفكت تمامًا، همس لي:
افتحي عينيكِ.
كانت عيناي قد اعتادتا الظلام طوال الطريق لذلك فتحتهما تدريجيًا، لم احتج الكثير من الوقت للتكيف مع الإضاءة لأننا كنا في العراء وسواد الليل يحيط بنا، تبينتُ الأشجار حولنا والعشب يغطي الأرض، رفعت عيني نحو السماء لتقابلني نجوم الليل تزين السماء بوضوح وجمال لم أشهدهما في حياتي.
_هذا أجمل شيء رأيته في حياتي.
انطلقت منه ضحكة خفيفة.
_لقد كان كذلك بالنسبة لي، حتى رأيتكِ.
التفتُ إليه فالتقت أعيننا، عيناه تلمعان ببريق ساحر وعلى وجهه ابتسامة صادقة، قبضت يدي فوق صدري، لا اعتقد أنني على ما يرام.
حاولت تغيير الحوار:
_ما هذا المكان؟
_إنه مكان المفضل حيث أحب أن أبقى وحدي من الحين إلى الآخر، لم أخبر أي شخص عنه لأتأكد ألا يزعجني عندما أتي إلى هنا.
_لماذا أحضرتني إذًا؟ ألن يزعجك وجودي؟
_على الإطلاق، يستحيل أن انزعج من وجودكِ.
ازداد الاضطراب في صدري بسبب كلماته وكيف يقولها بثبات يجعلني غير قادرة على التشكيك في صدق ما يقوله، اقترب منّي أكثر حتى أصبحت بيننا مسافة بوصات قليلة.
_لطالما كان هذا المكان جنتي لذلك أحضرتكِ هنا، لأن جنتي لن تكتمل بدونكِ.
<<كيف يقول مثل هذا الكلام بهذه الجدية؟>> هكذا فكرت وأنا أحاول السيطرة على جسدي الذي خرج عن السيطرة، نبض قوي، حرارة عالية تنبعث من وجهي، لساني معقود فاقد لقدرته على النطق.
جلس على الأرض ومد لي يده.
_تعالي هنا، كي نراقب النجوم.
وضعت يدي داخل كفه الكبير، بمجرد ملامستها استشعرت فارق القوة بين يدينا ملمس بشرته الخشن، هل يمكن ليد أن تكون بهذه الجاذبية؟ سحبني لأجلس بجانبه ثم تمدد على الأرض، نظر إلى بعينيه يخبرني أن أستلقي إلى جانبه، ترددت قليلًا لكنني في النهاية استجبت للإغراء.
ذراعه أسفل رأسي، جسدي بجوار جسده يتلامسان على استحياء، مد يده لتمسك يدي، الارتباك يزداد بداخلي، أعلم جيدًا ما أشعر به لكنني آبى أن أعترف، لماذا؟ لا علم لدي.
لم أستطع الانتباه للنجوم، انتباهي بأكمله مركز على صدره الذي يعلو ويهبط إلى جانبي، وصوت قلبه المسموع، لم صوت قلبه واضح هكذا؟ ربما بسبب تقاربنا.
_أحبكِ.
بمجرد أن حلت على سمعي تلك الكلمة شعرت كأن دلو من الماء المثلج قد سُكب فوق رأسي، رفعت نفسي لأنظر إليه، أردت أن أقول شيء ما، أن أرحل، أن أفعل شيء ما، لكن العالم توقف، لم أعد أدرك أي شيء سوى كم أن عينيه جميلتان، لا أريد التوقف عن النظر إليهما.

ما قبل النوم ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن