الحورية والصياد

10 2 1
                                    

كان الصياد يغني كل ليلة للقمر لكن حورية البحر هي من تنصت له من وراء الصخور.

في ليالي المحاق يردد الصياد أشعار الفراق ، "أين قمري؟"

مع كل ليلة يزداد إصرار الصياد علی نیل القمر وتعلق الحورية بالصياد.

"أيا ليته ينظر إلي أنا." "أيا ليتها تلتفت إلي." تدعو الحورية ويدعو الصياد.

كيف يزداد القلب تعلقا بمن لا يريده؟ هكذا كان قلب الحورية يهيم عشقا بالصياد وهو يهيم عشقا بالقمر.

قنعت الحورية بألا تنال سوی غناء الصياد، لكن حتى هذا القليل أبی القدر أن يتركه لها.

في ليلة البدر تجسدت روح القمر للصياد في هيئة بشرية تخطف القلوب فكيف بحال القلب المتيم؟ راقبت الحورية من وراء الصخر القمر يطبع قبلة على شفاه الصياد.

اعتصر الألم قلب الحورية، حتی تمنت لو بإمكانها نزعه ، لعل سلامها يعود، لعله يرحل ويأخذ حبها للصياد.

ظل الصياد يغني للقمر والحورية تنصت، لم تعلم ماذا تأمل من هذا العذاب لكن هكذا القلوب لا يصيبها اليأس إلا عند موتها.

في موعد البدر التالي، تعمدت الحورية أن تبقى بعيدة ، اليوم ستأتي روح القمر مجددا. كانت تبكي أسفل الأمواج عندما تناهى إلى سمعها صوت غناء الصياد مستجديًا.

لم يغني الصياد للقمر بل لها! تراقص الأمل في قلبها فرحا ، ضربت بذيلها المياه بقوة لتصعد إلى السطح ، تحت نفسها لتسرع أكثر فأكثر.

خرجت الحورية من المياه لتجد الصياد يبتسم لها، لم تصدق أن حلمها تحقق ، بينما فتحت ذراعيها التحتضن الصياد قابلها بطعنة، أرادها قربانا لقمره.

كان الصياد يعلم بوجودها، أنها تستمع لغناه أنها مغرمة به، لكنه لم يرد سوى قمره.

مع خروج روحها سقطت من عين الحورية دمعة أخيرة، هي أجمل لآلئ البحر .

ما قبل النوم ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن