الفصل السابع★★
يبدو أن داني لم يلاحظ شيئا غير طبيعي بين رينا ولوجان , نتيجة حذرهما الشديد في أن يوحيا اليه بالتفاهم الكامل , وفكرت رينا بهذا التشابه الغريب بين تصرفاتهما الآن أمام داني وبين تصرفاتهما في السابق أمام تيري , عندما أخفيا عنه بنوع من الأتفاق الضمني تنافرهما المتبادل ...... ولكنها حاولت أن تبتعد عن تحليل هذه العلاقات وترغم نفسها أن تعيش اللحظة الآنية.
كان لوجان متمسكا بأعطاء صورة مثالية للعائلة , مخصصا أوقات العطل الأسبوعية للخروج معا في نزهات متنوعة.
لم يعد ينام بعيدا عن زوجته , وأن كانت متمسكة بمقاومته أطول ما يمكن.
داني بدأ شيئا فشيئا يفقد مظاهر الطفولة المدللة , ويشبه أباه أكثر فأكثر , ( كيف يمضي الزمن ) هذا ما فكرت به رينا وهي على شاطىء البحر في يوم صيفي , تراقب التغير الذي طرأ على داني.
سألها لوجان وهو يراها غارقة في أفكارها:
" ماذا بك؟".
" لا شيء".
لكنه تابع نظرها وراقب بدوره داني راكعا على الرمل .
" أنه سعيد".
" أنه يكبر بسرعة".
" هذا في طبيعة الأشياء , أتريدينه أن يبقى تحت جناحك فترة طويلة ؟ لا بد وأن تأتي اللحظة التي يطير فيها بجناحيه".
أجابت بكآبة:
" أعرف , ولكنني أشعر بنزعة مخجلة في أن أحتضنه أطول فترة ممكنة".
" ربما كان الأمر أسهل لو لم يكن وحيدا".
أحنت رأسها بأسف وأجابت:
" نعم من المؤكد كان عليّ........".
قاطعها بخشونة:
"لا أتحدث عن الماضي".
تاهت نظراتها لحظة وهي تتأمل البحر ثم ألتفتت اليه وسألت:
" أتريد أولادا يا لوجان؟".
" ولسوء الحظ , يبدو أنك لا ترغبين أن تنجبي مني".
قالها بحزم , وعندما رأى الحزن الذي بدا على وجهها أضاف:
" يمكننا أحيانا أن نحلم.....".
" أنا آسفة يا لوجان".
ثم نهضت وأبتعدت لتذهب الى جانب داني".
ذات مساء دعتهم أنجيلا لسهرة عندها , فشرح لوجان لزوجته:
" أشترت أنجيلا منزلا جديدا وبهذه المناسبة تقيم مأدبة عشاء".
" يبدو أنك تمنحها مكافأة كبيرة ( قالت بلهجة لاذعة) أين تسكن؟".
بعد لحظة صمت قصيرة أجاب:
" كانت تتقاسم شقة".
" وستعيش لوحدها الآن؟".
" نعم".
( لتستقبل بسهولة أكثر ) تساءلت في سرها.
حاولت أن تختلق عذرا مستساغا من هذه السهرة , ولكنها لم تتوصل الى سبب معقول سيما بعد أن حل لوجان مشكلة داني بأرساله الى رفيقه فرانش الذي سيسعد ه , قررت رينا أن تلتمع بجمالها , أشترت ثوبا جديدا وأمضت وقتا طويلا أمام المرآة تعتني بتسريحة شعرها , والتجميل , وبوضع أدوات الزينة الزمردية .
أستقبلتهم أنجيلا بثوب من الساتان الأسود المتناسب مع لون شعرها الأشقر , كان قد سبقهم عدد من المدعوين , منهم بعض المعارف القدامى الذين لم ترهم رينا منذ وفاة تيري , والذين أخذوا يختلسون النظر اليها.
كان لوجان يراقب أنجيلا بتقطيب غريب , ورأت رينا في عينيه نوعا من الأستجواب الأصم , وأنجيلا غمزت له بعينيها وكأنها تطمئنه.كانت رينا تتحدث مع زوجة أحد التقنيين الذين يعملون في المؤسسة عندما لمحت شابا أشقر في رفقة أنجيلا , فجأة , شدها بعصبية وأنقلبت الكأس على ثوبها.
لم يلاحظ أحد الحادث , ولكن لوجان لحق بسكرتيرته وأخذها من يدها الى غرفة صغيرة وأقفل الباب , أما الشاب فقد أحمر أنفعالا وأستدار.
لم تجرؤ رينا أن تتبعهم ولكنها تمنت أن تغوص في أعماق الأرض , وأعتذرت من محدثتها , وتوجهت الى المطبخ , وعندما رأته يغصّ بالناس خرجت الى الهواء الطلق حيث الحديقة الصغيرة المليئة بالأزهار والخضرة , جلست على مقعد وأسندت رأسها على حجارة الحائط الرطبة ,وعندما أغمضت عينيها جاءها صوت لوجان:
" ما سبب دعوة هذا الصعلوك؟".
أجابت أنجيلا بحزن :
ط قلت لك أنه لم يعد يشكل شيئا بالنسبة اليّ يا لوجان".
" ليس من اليسير أن أصدق ذلك , ربما تريدين أن تنتقمي ؟".
" لا , لا أفكر ..... أريد أن أثبت أستقلاليتي , ليست هناك أية أمرأة تسعد بأن تكون لها منافسة في قلب الرجل الذي تحبه , صدّق هذا!".
" أعرف , ولكنك لست تماما غير مهتمة بصديقك القديم هذا , وبالأمكان أن تعودي اليه في وقت ما".
صرخت أنجيلا:
" لا أريده ...... وأود ألا أراه ثانية".
" هل هذا صحيح؟".
" أقسم لك".
أسعده كلامها فأجاب:
" أنظري..... أن البقعة أختفت من على ثوبك".
وبعد فترة تابعت أنجيلا:
" هل أعجبك الديكور؟".
" ساحر.... تمتلكين الكثير من الذوق".
" شكرا , أنا سعيدة لهذا الرأي , على كل حال , أموالك هي المساهمة في كل هذا ".
" لا قيمة لذلك يا أنجيلا , وأنت تستحقين هذا أذا كان يسعدك".
لم تسمع رينا تتمة الحديث , لأنها كانت قد أبتعدت , وقفت في الظل مرعوبة لا تقوى على الحركة ولا على التفكير بشكل منطقي.
وبعد أن عادت رينا الى الصالون , كانت أنجيلا تقدم السلطة واللحومات الباردة , وعندما رأى لوجان زوجته ترك مجموعة الأصدقاء وأتى للقائها.
" أين كنت؟".
" ذهبت لأشرب قليلا من الماء وأستنشق الهواء فالجو خانق هنا".
" لن نتأخر كثيرا ... الجلسة غير مسلية أليس كذلك؟".
" ليس تماما, ولكن يمكنني أن أعود لوحدي أذا كنت تريد أن تتابع السهرة".
" سنذهب بعد الأكل مباشرة".
وفي لحظة الوداع سبقته رينا الى الباب ورأت أنجيلا تهمس في أذن لوجان شيئا.
وفي الطريق لم توجه كلمة واحدة الى زوجها وهي تنظر في الفراغ ساهمة , وأحست بغريزتها عن هذا الرجل..
أذن لوجان يملك بيتين , الأول يسكنه معها , والثاني مع أنجيلا.... وقفت أمام المرآة تسحب أساورها بينما كان لوجان يفك أزرار قميصه , تلاقت نظراتهما في المرآة , فأدارت رينا عينيها لكن لوجان كان قد وضع يده على رقبتها , تشنجت رينا وعندما رفعت رأسها شاهد لوجان الكراهية التي تنضح من تعبيرها.
فتشوّه وجهه هو الآخر بالغضب وشتم وأصر على عناقها بقسوة.
همست بصوت يرتجف:
" أتركني , أكرهك!".
" حتى عندما يظهر عليك غير ذلك؟".
نظرت اليه بحقد ولم تجب.
وحاول أن يزيد فقاطعته:
" يكفي , يكفي".
" الأفعال هي البرهان وليس الكلام".
وفجأة شعرت بعواطف سلبية طاغية وهي تتذكر المحادثة بينه وبين أنجيلا....... وبعد فترة طويلة صرخ:
" حسنا يا رينا , لقد ربحت ولن ألمسك بعد الآن , ولن أتيح لك الفرصة لتجعليني أكون كالأحمق أمام نفسي , من الآن فصاعدا تنامين لوحدك".
نهض وغادرها وأمام الباب ألتفت قائلا:
" أنه لمن المضحك أن تكنّي كل هذا الوفاء لرجل لم يخلص لك في حياته".
تحت تأثير الصدمة سحبت رينا الغطاء على رأسها ولكن كلمات لوجان المخيفة لا تزال ترن في أذنيها , لا .......ليس هذا صحيحا .... تيري لم يخنها , مستحيل....
وفي صباح اليوم التالي طلع نهار رمادي , غيوم سوداء تغطي أديم السماء , ورياح قوية تعصف في الجو مع مطر بارد يضرب زجاج النوافذ , أرغمت رينا نفسها أن تنهض بمزاجها السوداوي الكئيب.
وفي المطبخ كان لوجان ينتظرها وقد بدا بشكل لم تره منذ زمن طويل.
سألته متظاهرة بالأنهماك بالعمل:
" هل تناولت أفطارك؟".
" نعم , رينا.... سامحيني بخصوص البارحة , لم أكن محقا في أتهام تيري".
" لقد كذبت , حسبما أفهم".
تقلّص وجهه وبعد صمت أجاب:
" نعم كنت مجنونا من شدة الغضب , أردت أن أجرحك ولا أطلب أن تسامحيني".
راقبت رينا بأنتباه شديد تعبيره ولكنها لم تتبيّن شيئا , أنه يخفي عنها الحقيقة....
" يجب أن أذهب".
وعندما وصل أمام الباب نادته:
" لوجان؟".
" نعم".
" شكرا".
وبدون أن يغير شيئا من تعبيره الغريب أنحنى صامتا وخرج.
مر الصباح يجر نفسه بطيئا متثاقلا , وكأنه لن ينتهي في هذا المنزل المعتم الفارغ , في الحادية عشرة لم تعد تتماسك , لبست وخرجت تتنزه بلا هدف على شط النهر , حاولت أن تركز أنتباهها على تموجات النهر والمياه الموحلة لكي لا تفكر بشيء آخر..... ولكن لسوء الحظ كان ذلك مستحيلا , فالذكريات لا تلبث أن تزهر في رأسها ولا تستطيع تحاشيها.
تذكرت لقاءها الأول مع تيري , عندما أجتازت أمتحان الطيران بأمتياز وأحتفلت بنجاحها مع مدربها.... الدروس البهلوانية التي يحاول أن يخيفها بها أثناء هبةطه دون أن يحذرها وهي تضحك ..... والى ما هنالك.....
كانت تحب عالم الطيران , رافقته في طائرته .. تحابّا.. عرفا معا لحظات لا تنسى .... ولكن لسوء الحظ , فالنهاية المأساوية لتيري وضعت حدا لسعادتهما... وبعد ولادة داني رفضت أن تتابع الطيران خوفا من أن تحرمه من أمه بينما سخر تيري من حذرها المبالغ فيه.
" لوجان سيسهر عليكما".
كان يكرر هذه الجملة في كل مرة يسافر فيها.
ومن البديهي أن لوجان كان يتصل بهم أو يمر لزيارتهم , ليتأكد من حسن سير الأمور.
قالت ذات يوم للوجان:
" لا حاجة لأن تزعج نفسك , أستطيع أن أتدبر أموري لوحدي".
" سيغضب تيري أذا نقضت عهدي , أنه يعتمد علي أن أحل محله أثناء غيابه في بعض الحالات ..... ومن الطبيعي ألا أذهب بعيدا وأطالب بأمتيازاته الزوجية...".
قال ذلك بشيء من السخرية.
فقالت بغضب:
ط\ بدون أي شك".
" وطبعا تيري لا يشك بذلك , أنه يعرفنا تماما نحن الأثنين".
في ذلك الوقت رينا لم تبحث في أن تفهم المعنى المستتر وراء هذا الكلام.
ذات يوم ذهبت الى المطار لتصحب تيري , وهناك خرج الجميع , تيري في المقدمة يحمل داني , وفجأة تذكرت أنها نسيت رضّاة الطفل على المكتب فعادت لتأخذها بينما تيري يحضر مقعد داني
أنتظرها لوجان ليقفل الباب وعندما مرت أمامه علق كعب حذائها بالسلم الخشبي , أمسكها لوجان فورا وسمعت ضربات قلبه المتسارعة , وهي تستند بيديها على صدره وهو يغرس ذقنه في شعرها وبقيا لحظة بدت وكأنها لا نهائية , وأخيرا سأل:
" هل أنت متألمة؟".
" لا".
توصلت الى لفظها بضعف وهي ترتجف وقلبها يخفق بشدة.
" أنت في مأمن ولن يحدث لك شيء".
لمّ حذاءها وأضاف بلهجته الساخرة المعتادة:
" أنتعلي حذاءكيا سندريللا ".
أستندت رينا على الدرابزين وهي تنزل السلم نتيجة الألم الذي أصاب كاحلها , لم يساعدها لوجان بل أكتفى بالسعادة التي أحس بها وهو يمشي الى جانبها حتى السيارة.
سألها تيري وهو ينطلق:
" ماذا حصل؟ أنك شاحبة جدا".
" لقد لويت كاحلي وهو يؤلمني".
أراد أن يصحبها الى الطبيب ولكنها أصرت أن تعود الى المنزل وهناك عالجها بشد ضماد على مكان الورم.
في تلك الليلة تفجرت رينا حبا وحنانا محاولة أن تنسى الرعشة والأحساس الغريب لخوفها وشعورها بالذنب لما حصل لحظة سقوطها , أستفاقت رينا من أحلامها بعد أن أرتجفت من المطر الذي بلّلها تماما , عادت الى البيت وبدّلت ثيابها , وشربت قليلا من الحساء , وذهبت لتحضر داني من عند رفيقه وحمدت الله لأنه لا يعاني من المشاكل القائمة , وبالنتيجة فأنه يمثل نوعا من خطوط الأتحاد بينها وبين لوجان وأن كانت هشة وسريعة العطب.
في المطبخ ساعد داني والدته في عمل الحلوى , وحاولت رينا أن تسيطر على أعصابها وتهييء نفسها لأستقبال زوجها بهدوء , وفي اللحظة التي وضعت فيها العشاء لداني هرعت لترد على الهاتف , سمعت صوت أنجيلا يخبرها بتأخر لوجان.
سألت رينا بشكل آلي:
" ألم يقل ما هو السبب؟".
أجابت السكرتيرة بعد سكوت ثقيل:
" لا يا سيدة ثورن , لقد حملني فقط أن أنقل اليك بأنه لا يعرف في أية ساعة يعود".
شكرتها رينا ورغبت بكل جوارحها أن تعرف السبب.
قرأت في سريرها ونامت حوالي منتصف الليل.
وعندما أستيقظت صبيحة اليوم التالي ألقت نظرة على الغرفة الأخرى التي ينام فيها زوجها , فوجدت السرير كما هو على حاله..... لكن لوجان كان في المطبخ منحنيا أمام فنجان القهوة , والأرهاق واضح على وجهه , عينان محاطتان بهالة سوداء وخدود غائرة.
صدمها هذا الحزن الحدادي.
سألته:
" ماذا حصل؟".
" لا شيء .... على الأقل لا شيء له علاقة بك".
قفز مسرعا ورمى كرسيه من العجلة لكي يجيب على رنين الهاتف:
" نعم... مفهوم أنجيلا.... واضح ...... نعم , لم نفقد الأمل بعد... ...شكرا".
سألته عندما أنهى المكالمة:
" لم تنم هذه الليلة أليس كذلك؟".
" لا... ولكنني عدت لأستريح قليلا".
" أخبرني ماذا حصل؟".
" جون تأخر , كان عليه أن يعود البارحة بعد الظهر ".
رينا تعرف هذا القبطان كانت الشركة قد تعاقدت معه منذ حوالي السنتين.
قالت بلهجة اللوم:
" ولكن أنجيلا لم تقل لي شيئا من هذا".
" لم أشأ أن أقلقك ولهذا لم أكلمك بنفسي".
" هل بقيت في المكتب طيلة الفترة؟".
" نعم... فريق النجدة كان يفتش طيلة الليل , وآخر حل محله هذا الصباح , وكان عليّ أن أكون على أتصال مستمر معهم , لأطمئن عما حدث , أنجيلا تلقت خبرا بتوها وأخبرتني بأنهم كشفوا مكان حطام الطائرة".
جلست رينا لدى سماع الخبر مهدودة.
" كم من الوقت.... يلزمهم للوصول الى المكان؟".
" ساعة أو ساعتان ولسوء الحظ , الظروف الجوية سيئة جدا للأقلاع الآن".
" و......جون؟".
" ليس لدينا أي دليل على أنه ما زال على قيد الحياة.
قالها وهو يشد قبضة يدهعلى الطاولة بقسوة وفجأة مدت رينا يدها ووضعتها على يديه , رفع عينيه بأستغراب , ثم فتح راحتيه وشد على أصابعها.
" على أي حال , لم يكن بأمكانك عمل شيء البارحة , فلماذا لم تعد الى المنزل؟".
" أولا كنت لا أزال آملا عودته...... ثانيا لم أرغب أن يخبروني هنا".
أي أنه يريد أن يجنبها ألم الذكريات في حالة وفاة جون... أنها تتذكر الآن كيف كان يمسك يديها كما هو حاصل الآن ,في غرفة ضابط المباحث يوم حادث تيري ليساعدها على أن تتماسك.
" وهل بقيت لوحدك طيلة الوقت؟".
" بقيت معي أنجيلا حتى منتصف الليل ثم طلبت منها أن تنصرف".
سحبتيدها ببطء من بين يدي لوجان وقالت:
" من امؤكد أنك بحاجة لأن تأكل شيئا ,سأعد لك الأفطار".
وبعد الأفطار لم ينم بل أكتفى بأخذ حمام واللعب قليلا مع داني".
" عليك أن تنام قليلا".
" أفضل الأنتظار , وعلى كل حال لا يمكن أن يغمض جفني قبل أن أطمئن".
وبعد أن أجاب على الهاتف بضع لحظات وضع السماعة وأستند على الحائط وألتفت الى رينا التي بدأت ترتجف كورقة في مهب الرياح وصرخ:
" أنه حي ...... أصيب بكسر في الساق ورضوض في الأضلاع , ولكن ليس هناك ما يدعو للقلق".
" نعم...... نعم".
كررت رينا كالببغاء وهي تلف يديها على كتفيها لتخفف من أرتجافها , شدّها لوجان بين ذراعيه محاولا تهدئتها , ولما أستغرب داني المشهد طمأنه لوجان :
" كل شيء على ما يرام يا عزيزي , كل ما في الأمر أن أنك تشعر بالبرد".
" العم لوجان يدفئك؟".
" نعم".
ترك داني وبدأ يقلد لوجان بفرك ظهر أمه ليدفئها .
صاحت رينا وهي تداعبه بدورها:
" أوه يا داني , كم أنت لطيف".
" العم لوجان أيضا لطيف".
رقت سحنة لوجان وأرتسمت على وجهه أبتسامة وقال:
" سأبرهن على ذلك بأن حضر لكم شرابا ساخنا".
جلس الثلاثة في المطبخ وشربوا الشوكولا الساخنة , وبعدها عاد داني الى ألعابه.
قالت رينا:
" لا أعرف ما الذي أصابني".
" أنه رد فعل , ليس فقط لحادث جون لكنه أيضا بسبب الضغط العصبي لهذه الأيام الأخيرة , أنك لم تتهدهوري بهذا الشكل حتى يوم حادث تيري أليس كذلك؟".
وكدفاع عن النفس ردت فورا:
" أنا لست مريضة عصبيا".
أنفجر لوجان ضاحكا:
" لم أقل هذا أبدا , أنك عنيدة وشجاعة ولكنك أحيانا يائسة".
توقف قليلا ثم أخذ يدها وتابع:
" بحق السماء يا رينا كفي عن هذا الصراع مع نفسك , وعن الصراع معي , لقد أخطأت معك , أعرف ذلك , لدي بعض المساوىء . ولكنني أريد أن أؤسس معك زواجا ناجحا , يمكنك أن تنامي لوحدك ما شئت , ولن أطالبك بأي شيء بعد الآن في هذا المجال.... سأكون صبورا , أعرف الأنتظار".
( وهل يجد متعة في مكان آخر في هذا المجال؟) فكرت رينا بمرارة.
لكن لماذا لم يتزوج أنجيلا ؟ وهل تزوجها لأنها لم تقبل بعلاقة سرية معه؟
" لماذا تزوجتني؟".
" لماذا؟ ( كرر لوجان مقطبا , منهكا ) يا ألهي...... أحببتك ..... وتألمت من أجلك طويلا .... ولكنني لم أكن أتصور أن عذابي سيزداد ويتفاقم الى هذه الدرجة يا رينا.....".
أنت تقرأ
✼نصف الحقيقة✼ - 🌱دافني كلير🌱- روايات عبير القديمة
Romanceالعنوان الأصلي: dark remembrance عندما تشاء الظروف تصعقنا بما لا نتوقع ننظر حولنا فجأه فاذا الحياه غيرها والمفاجأه الكبيره التي اذهلتنا لم تترك وراؤها الآ هواه واشعه تشطر العالم نصفين عندما توفي تيري عقب احدى محاولآته الجريئه في الطيران كان عهد زوجت...