" زوجة!"

345 8 6
                                    


أشعةُ شمسٍ خفيفةٍ تداعب وجهه بهدوء، و هاهوٓ يرمش فاتحا عينيهِ ببطئ غير مدركٍ لما حولهْ..
بعد ثوانِي قليلَة استعاد أحمد ذاكِرته ليستقيمَ باندفاع متجهاً ناحية بابِ غرفتهِ فاتِحاً إياها بقوة ليقابلهٌ رجل من حراسه و هوَ خائفٌ منْ غضبِ سيده الذيِ صار عصبياً في الآونةِ الآخرة

"س سيدي لا تقلق كل شيء بخير ، لقد فقدت وعيك و نحن تعاملنا مع الأمر ، كما أن فعاليات الذكرى استمرت من دون مشاك...."

"الفتاة..أين هي؟"

قاطعه بلهفة بعدما أعادت مخيلته رسمٓ الصورةِ التي لمحهآ في تلك الشاشة

"ا ا ن نعم سيدي لقد أحظرناها كما طلبت منا ، هي في القبو الآن"

"ماذا؟! القبو؟!اللعنة عليكم"

ختم أحمد كلامهُ بلكمةٍ أهداها لحارسهِ مخرجاً جام غضبهِ عليه ، كيف لهم أن يضعوها في القبوْ !، ماهذا الغباء ؟..

سقط ذلكَ الحارسُ متألماً ليبتعد عنه آخذا  بخطواته ناحية القبوِ و هو يستشيط غضبا من فعلةِ حراسهْ ، ألهذه الدرجة يرونهُ شريراً ليرموا فتاةً لا ذنب لها في القبو؟..

وصل أحمد للقبوِ بعد مدة ليدلفَ إليهِ و هو يلمحُ ذاك الجسدَ المتكورَ حول نفسهِ و صوتُ شهقاتٍ خافتةٍ عمت المكان ، تقدم منها أكثر لينخفض لمستواهاَ و هي حاضنة لركبتيها و رأسها مدفون داخلهما، احساسٌ بالذنبِ خالجهُ بعد رؤيتهِ لحالتهآ ، لاحظَ أنها لم تدرك وجودهُ ليحمحم بهدوء  ملاحظا استجابتهآ و رفعها لرأسهاَ ببطئ جالعةً إياه يصدم  و قد عاد ارتجافهُ من جديد

"ما ماهذا؟ لِما تشبههاَ لهذِه الدرجةِ!؟ سحقاً هذآ كثيرٌ علي!"

أفرج عن كلماتهِ بارتجافٍ غير مصدقٍ لما تراه عيناهْ ، صحيح أنها لم تكن طبق الأصل عنها لكنها تشبهها لحد كبير ، حتى أنه لم ينتبه كيف رفع يده المرتجفة ناحية وجههآ فاحِصا ملامحهآ ، نفس لون الشعر و نفس العينين ، أنفها حاد كذاك الذي لدى أخته ، شفتان صغيرتانِ و وجه مدور ، أفكاره أخذته للهاوية ، سيجن بسببها لا محالةٌ حتى قاطعه إبعادها ليده من وجههآ بقوة مطالعة إياهُ بنظرات عتابٍ يعرفُ سببهآ تمام المعرِفةِ

"إبتٓعِدْ عنِي ، أريد الذهاب ، أخْرِجنِي منْ هنآ
أنآ لسْتُ منْ تخآلُها "

"ل لما تشْبهِينٓهآ لهذِه الدرجةِ؟ "

لا زال يرتجفُ ،لا يزال غير مصدقٍ للأمرْ ، أشتياقهُ لهآ جعلهُ يهلوسُ بها هكذآ؟

تَحْتٓ عَرِينِيِOù les histoires vivent. Découvrez maintenant