"صٓدِيقتيِ"

259 8 6
                                    


"هذا جيد ، لقد أصْبحْتيِ زوجَتِي الآنْ"

نبٓس بهدوءٍ لتترسمَ الصدمة على ملامحِ الأخرىٓ ، أعادتْ النظرٓ لتلكٓ الورقةِ تتمعنُ في تفاصيلهآ لتتجمدٓ الدماءُ في عروقها بعد ذلكِ ، رفعتْ نظرهآ ناحيتهُ لتستقيمٓ منْ سريرهآ باندفاعٍ متجهةً نحوهُ إلاّ أنهآ سقطتْ في أولّ محاولةٍ لها بسبب قدمهآ المتعرجةِ ليتقدمَ أحمدْ منهآ ناوياً مساعدتهآ إلاّ أنها أبعدت يدهُ عنهآ بقوةٍ صارخةً ببكاءٍ حتى كادتْ تقطعُ حبالهآ الصوتيةّ

"ماذَا تُريدُ منيّ بحَقِ الإلهْ ، ماالذيِ فعلتهُ لكَ حتىٌ تعاقبنيِ هكذاٌ ، ماهوُ الذنبُ الذيِ اقترفتُه "

كانتْ نبرتهآ متألمةً بحق، ليسٓ ألماً جسدياً إنماً كان نفسياً، نزلٓ أحمد لمستواهآ مقرباً وجههُ من خاصتهآ ليردف بهدوء

"ذَنْبكِ أنكِ تشبهينهآ"

"سحقاً لكْ"

بنبرةٍ غاضبةٍ خاطبته لِيحسّ بدمائهِ تغليِ من جديد، كيف تتجرأْ ! ، رفعٓ يدهُ ناوياً صفعهاً مرة أخرىَ إلاّ أنهُ توقفَ عندما أغمضت عينيها تنتظرُ قدومهآ ، سحقآ هوَ لا يريدُ أذيتهآ ، لمآ تدفعهُ لفعلِ ذلكْ ..
فتحتْ منارْ عينيهآ بعدَ مدةٍ لتجدٓ يديهِ معلقتان في الهواءِ ، ألنْ يضربها؟ ، هذآ ما فكرت به لتكملٓ إفراز دموعهآ بصوتٍ خافتٍ مكبوتْ

"توقفيِ عنْ البكاءِ"

بنبرةٍ صارمةٍ أفرجَ عن كلماتهِ إلاّ أنهآ زادتْ من حدةِ بكائهآ و لمْ تستطعْ كبحهُ ليشعرٓ الآخر بالذنبِ عليهآ متألما من بكائهآ، لا يعلمُ لمآ باتٓ يكرهُ بكائهآ بشدةٍ ، أهوٓ الحبُ من أولِ نظرةٍ أم لشبههآ بأختهْ ؟ ، لابد أنّ الخيار الثانيَ هو الصحيحٓ فهذا ما أصبحٓ يتحججُ به في آخرِ فترةٍ !

"اسْمعيِ كلاميِ جيداً ، منَ الآنَ فصاعداً هذاَ هو بيتكِ و يجبُ عليكِ أن تعتآديِ علىٓ الأمرْ لأنه لا أحدٓ بإمكانهِ إخراجكِ من هنآ ، أنتِ زوجتيِ الآن و لآ يحقِ لكِ عصيانِ أوامريِ ، كمآ أنيِ لآ أريدُ أذيتكِ لذآ كونيِ مطيعةً و توقفيِ عن البكاءِ الآن "

نبسٓ بهدوءٍ بعدمآ قامَ بتليينِ ملامحهِ محاولاً طمئنتهآ و إثارة هدوءهآ إلآ أنهُ علمَ أنهُ لمْ يفلح في ذلكِ بعدمآ رمتْ كلماتهآ السامةِ نحوه

"هيٓ لمْ تكنْ هكذآ ، لا أعلمُ ممنْ ورِثتَ هذهِ القسوةَ ، إنهآ لآ تشبهكٓ في تصرُفاتِك إطلاقاً ، أنتٓ وحشٰ"

نطقتْ بينٓ دموعهآ لتعاودٓ إثارةٓ عصبيتهِ التيِ باتَ يحاولُ كبحهآ حتى لا يؤذيهآ ، إنهآ تستمرُ في الضغْطِ علىَ وترِه الحساسْ، أخته ! ، مع أيّ عنيدةٍ وقعَ هنا !!

تَحْتٓ عَرِينِيِOù les histoires vivent. Découvrez maintenant