وعندما خرجنا إلى مكان مفتوح لم يكن بوسعنا فعل شيء أو حتى محاولة الهرب فهو سيطلق النار وسيصيبنا فلمكان مفتوح ولاشيء سيحمينا مثل الجدران أو ماشابه، خرجنا على جسراً طويل وتحتهُ نهراً وقفنا على احد أسوار الجسر فوقف أمامنا الجندي وهو متعب وقال: والآن إلى أين ستهرَبا، لقد علقَتَمَا أُيها الُجرذان، فبدأ بتوجية البندقية إلينا وقبل أن يضع يده على الزناد في تلك اللحظة أرخى كاي يده من يدي وقال بصوت خافت وهو ينظر إلى البندقية دون أن يلفت إلي قال لي ثلاث كلمات في غضون ثانية، أخبرني انه علي أن أعيش ثمَ قام بدفعي من على الجسر وفي اللحظة ذاته عندما قام بدفعي وبدأت أهوي سمعت صوت الرصاصة قد أُطلِقت وحينها عرفت أني خسرته أيضا، فوقعت في النهر و كان التيار قويً جداً لم أستطع مقاومتة فأنا مازلت طفلة فبدأ بسحبي ولم أستطع التنفس حينها لأني كنت أغرق وكلما حاولت العودة إلى الأعلى يعيد أغراقي مجدداً ،شعرت أنني أموت ببطىء شديد وأنها لطريقة قاسية لأموت بها فبدأت أرى الظلام يحل على عيني ماهيَ ألا دقائق وأغمي علي فسحبني التيار إلى القرب من مدينة ميرسان لأن النهر كان ممتدً من مدينة شعيب إلى مدينة ميرسان لذا كنت أطفو قريباً من إحدى مناطقهم العسكرية فرأني السيد طلال فقام بأخذي وتفقدي أن كنت مازلت على قيد الحياة وبعد عدة ساعات فتحت عيني ووجدت نفسي داخل غرفة متوسطة الحجم وكان بجانبي على الطاولة بعض الماء كنت أنظر لما حولي بصمت ودون أي حراك واسأل نفسي أين أنا فتذكرت أن كاي قام بدفعي من على الجسر و أني خسرته كما خسرت أمي لم أستطع البكاء أو الصراخ كنت هادئة بطريقة لم يسبق لي أن عرفتني عليها ، ربما كان خيار كاي بدفعي في النهر صائباً أو حتى لو لم يكن صائباً فهو لم يكن لدية خيار آخر حينها وأيضاً كان على علم عندما دفعني أنني أستطيع السباحة فنحن كنا نتعلم منذُ كنت في الخامسة وهو في السادسة لكن التعلم ليس كأول تجربة لك تخوضها على أرض الواقع فنحن كنا نتعلم في مسابح صغيرة ليست كأنهار مع تيارات مندفعة أو بحار مع أمواج صاعدة لم اكن مستعدة لهذا لكن أحياناً تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، مكثت مع السيد طلال حوالي سنة كان يعتني بي وكأنني أبنته ولكن عندما رأى الضغوطات تتوالى على المدينة لم يرد تعريضي للخطر فأنا في مكان خطرً علي كطفلة أن أعيش فيه فهو معرض للهجوم في أي للحظة فقام بأخذي إلى منزل صديقه السيد رويس ليعتني بي، السيد رويس أحد قادة الجيش لكنه ليس مناوب هو في منزلة في أكثر الأوقات فقط يذهب في الأجتماعات فكان السيد طلال يأتي لرؤيتي من حين إلى آخر فعشت معهم إلى أن أصبحت في السادسة عشر فنتقلت مع أبنتهم المتهورة ألى هنا كما ترون! ..وعندما أنهت كايا قصتها نظرت إلى أصدقاؤها وهم متأثرون بما سمعوا منها .
حيان : أتعلمين كايا لقد بدأت أحترمك أكثر .
ميا : يالك من مسكينة لم أعلم أنك عانيتي هكذا.
سارة : أتعلمين كايا أنا أمي ماتت لقد قتلها أبي كان يضربها دائما وفي نهاية المطاف قتلها , ظننت أني كنت الوحيدة التي تعاني لفقدان أمي وأنه لا أحد مر بما مررت به, بت أعرف الآن أنه على المرء أن يحمد الله على ماهو عليه فهناك أناس مرو بأسوى خسروا عائلاتهم و منازلهم ومدنهم وحتى أنفسهم أيضاً أما أنا عائلتي لازالت معي أخوتي وأخواتي الصغار وأبي أيضا أخبرت نفسي حينها أنه لا يجب أن أكرهه بسبب غلطة أرتكبها ففي النهاية هو وألدي , ولا أعرف ماذا اقول لك "يال حظك العاثر" أم يالك من فتاة محظوظة لأنك مازلتي على قيد الحياة رغم كل مامررتي به" على كلن أتمنا أن تكوني بخير دائماً.
أنت تقرأ
الأمل الضائع
Mystery / Thrillerالقصة تصادم بين الخير والشر وفقدان الأمل للبعض وعودتة للبعض الآخر، بين الماضي والحاضر قصص مترابطة لايمكن تغييرها أو حتى نسيانها. أبطال القصة الرئسيين: كايا ذات السادسة عشر هي الشخصية الرئيسية للقصة هي التي تجسد فقدان الأمل الذي فقدته منذُ طفولته...