الـفـصـل الـسـابـع عـفـواً ~ تـعـرفـنــى ؟!

118 3 0
                                    

استيقظت بكل تكاسل رغماً عنى ، فالساعة قد أشارت إلى الثانية عشرة ، و رغم ذلك لا أزال أرغب فى النوم ، و لولا التزامى بموعد هام فى مركز الإتحادات لكنت أكملت لحظات نومى التى رغبت بها و بشدة ، سمعت طرقات هذا الصباح على باب غرفتى ، كانت نوين تدعونى للإفطار .. و لكن بالطبع فضلت دفء سريرى على تناول الطعام ..

سرت متكاسلة نحو الحمام أغسل وجهى ، و عدت إلى المرآة أرتب شعرى المتناثر ، لم أفلح فى صب تركيزى على شكلى فى المرآة .. قمت من مكانى و غادرت غرفتى نحو الأسفل ..

~ * ~

نسمات أحسها رقيقة مرافقة لتهاديها على درجات السلم بهدوء ..
تحركت خطوتين من مكانى نحوها ، و نظراتى لا تتحول عن عيونها المبتسمة .. استشعرته صباحاً جميلاً ، فبعد الأيام الذاهبة التى أتعبنى فيها القدر .. أجد نفسى شاكراً للحظة أمل تولد من جديد بين يديها ..

ابتسمت و هى ترفع نظراتها نحوى هاتفة : " صباح الخير "
أجبت : " صباح الخير .. تبدين كسولة هذا الصباح "
ضحكت بهدوء مجيبة : " أشعر بأني بحاجة ليوم كامل من النوم "
اقتربت منها ماداً يدى نحوها تستند عليها بأطراف أصابعها و هى تخطو أخر درجة من السلم ، هاتفاً : " لا تكونى كسولة .. لديكِ اجتماع هام بعد قليل "

سحبت يدها بهدوء قائلة : " سأخبر ليوناردوا و أستعد للذهاب "
استدارت عنى و توجهت حيث مكتب أخيها ، تابعتها بعينى حتى دخلت و أغلقت الباب وراءها ، و صعدت أنا الأخر لغرفتى أجهز نفسى للذهاب ..

~ * ~

مضى الكثير على أخر مرة شعرت براحة نفسية و أنا أحدق بالمرآة ، فدوماً ما تبينت ملامح الإرهاق على وجهى ، أو ربما بعض الشحوب و الكثير من الملامح المُضطربة ،، أما اليوم ، فقد وجدت نفسى أبتسم و أنا أرتدى قميصا أزرق اللون ، و جيب أبيض ، شعرى مرفوع ببعض الحُلى الزرقاء ، و حذاءى الأبيض ذو الكعب العالى قد زادنى طولاً ..

توجهت نحو مكتبى أستخرج بعض الملفات من أحد الأدراج ، كان هذا الإجتماع مؤجلاً منذ فقدت وعيي فى مركز الإتحادات و تم نقلى للمشفى ..

عفواً .. ليس من ذلك الوقت و حسب ، بل هل تذكرون ذاك اليوم الذى فقدت وعيي بمكتب ليوناردوا .. وقتها كنت أستعد للذهاب لنفس الإجتماع ..
ضحكت بنفسى متسائلة : " هل سيحدث اليوم أيضاً ما يمنعنى من الذهاب ؟! "

انفتح وقتها الباب و ظننت هيرو سيخطو للداخل ، و لكن عندما رفعت نظرى ، وجدته فيليب..

نظرت إليه ببعض الإندهاش .. لا أذكر أننى حددت اجتماعاً لليوم ، تقدم منى بملامح مبهمة لم أفهم مغزاها .. هتفت و صوتى قد ظهر فى نبرته بعض الريبة : " صباح الخير "
تقدم خطوات أخرى منى حتى أصبح ملاصقاً لطرف المكتب الذى أستند أنا إليه ، بلا شعور منى تراجعت خطوة للخلف ، لا أعلم ما الذى جعلنى فجأة أتذكر حديث أخى ، ما قاله ليوناردوا ..

القدر الحائرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن