انقضى اليوم التالى !
و الذى يليه ، إنها العاشرة مساءاً الآن ..لم يعد !
و أنا ..!
أنا أعدو .. أعدو بأسرع ما لدي .. المكان يغط فى الظلام ..
لا أرى أى شئ من حولي .. فقط أعدو ولا شئ أخر ..
أشعر بالإختناق ، توقفت فجأة ، و كأن يد أحدهم قد باتت تقبض على رقبتى ، يضغط عليها بقوة ..
إنه الماضى !
لا أستطيع التنفس ..
أختنق
سأموت لا محالة
" هيروووووووو "
اندفعت رأسى من فوق الوسادة بقوة .. تنفست برعب و أنا أدير أنظارى بالغرفة من حولى ، أخذت ألهث بعض الأنفاس من هنا و هناك و صدرى يتحرك بعنف ، ما الذى يحدث !!
يا إلهى !
خائفة ..
تكورت حول نفسى تحت الغطاء الثقيل ، مقاومة تلك الهلوسة و الكوابيس التى لم تراودنى منذ فترة طويلة !!
" هيروو .. أنت السبب "
أرجوك .. أنا خائفة ..
أحطت نفسى بذراعىّ ، و لو كنت أدرى أن الماضى سيعود ليغزونى مع انغلاق جفنىّ ، كنت لأجاهد كل شئ ، و أبقيهما يقظتين !
~ * ~
عدت ..
العاشرة مساءاً ، ما يقرب من ثلاث و أربعين ساعة ، لم أتم اليومين و هذا شئ يُعد إنجازاً بحد ذاته ..رفعت نظرى نحو ليوناردوا مولينى ظهره و هو يحدق فى ورقة بيده هاتفاً : " كيف ورطت نفسك بأمر مثل ذلك يا هيرو ؟!! "
أجبت عنه : " لم أورط نفسى بشئ ، فقط كان لابد من عودتى لذلك السكن الذى انفجر بعد ذهابى ، و قد تأكدت شكوكى جميعها "
استدار عن الباب الزجاجى نحوى و هو يترك الورقة جانباً ليهتف : " إذن ، ألم يحن الوقت لتخبرنى بكل التفاصيل ؟! "
حدقت به لبرهة قبل أن يهتف هو : " لن أصدق أنك بخلال سفرك الإسبوع الماضى بالكامل لم تتوصل لشئ ذو قيمة تُذكر ، و لن أصدق أنك تجهل هوية الاطراف ، خاصة بعد عودتك الآن !! "
صمت للحظة ليتابع : " لماذا عدت الآن ؟! "
أمأت برأسى مردداً : " لأننى لا أستطيع المساعدة سوى بأمرين ، الأول إنتهيت منه ، و الثانى يحين موعده بعدما ينتهى دورك "
تنهد بقوة و هو يجلس إلى مكتبه هاتفاً : " لست مستعداً لفك شيفرات كلماتك ، هلا تحدثت بوضوح ؟! "
أخذت نفساً عميقاً قبل أن أهتف : " لا أعلم من أين أبدأ .. أتذكر أن هناك من سرب بعض المعلومات .. و هناك من .. "
صمتّ لبرهة قبل أن أهتف : " حادثة تفجير الفندق بلوس أنجلوس .. علمت من يكون وراء هذا التفجير .. و لكن ، لا أكاد أصدق الأمر "
ضاق بؤبؤ عينيه و هو يردف : " من ؟! "
حدقت به لأهتف بخفوت : " إياك أن تخبر ديو بما سأطلعك عليه ! "
أماء برأسه بإنتظارى أنطق ، لأهتف ببطء : " كيفين برنارد "
ضاق بؤبؤيه و عادا يتسعا بقوة هاتفاً : " كـ..يف ؟!!! أليس هو .. والده .. و عمه .. و هو .. ريكلر !!! .. لا أفهم !! "
هز رأسه نافياً هاتفاً : " أأنت واثق مما تقول ؟! "
أمأت برأسى بهدوء متابعاً : " أذكر أنهما كانا انفجارين متتاليين ، لا أعلم من وراء الإنفجار الاول ، و لكن كيفين وراء الإنفجار الثانى ، فقط أراد إلغاء الصفقة و لم يكن يتقصد أى بلبلة أو عمل إرهابى .. ليس هذا فقط ، و إنما هو من سرب إلى بعض البيانات لأغادر السكن قبل إنفجاره "
بقى محدقاً بى للحظات طويلة قبل أن يهتف : " و ماذا أيضاً ؟! "
هتفت عنه : " كيفين برنارد هو الإبن الوحيد لسميث برنارد ، عمه الذى قُتِل يُدعى توم برنارد ، و من المؤكد لدي أن توم برنارد و سميث برنارد رأسين من رؤوس المنظمة ، توم برنارد خالفهم بأكثر من أمر ، و اتخذ تصرفات هوجاء عنيفة لم تكن بصالح الشركة على الإطلاق .. أقصد مصلحة المنظمة .. "
أنت تقرأ
القدر الحائر
Romanceالرواية منقولة . . . . . ثمّةَ أحزانٌ تنزِلُ بالقلبِ مَنزلةً حَيرى .. فتتساوى فيها منحنياتُ الحُزنِ و الفَرَح أمامً عُيوننا ..وَ يَحارُ القلبُ أيّ شُعورٍ يَستَدرّ في سبيلِها .. هِيَ _فقط_ أحزانٌ تَرمي بنأَماتِنـا على عَتباتِ الرّوَعْ .. وَ تَذهَبُ...