الـفـصــل الـســادس : هـذا الـذى يـحـيـرنــى !

110 3 0
                                    


و كان الصباح .. لم أصدق أن تلك الليلة قد مضت بما فيها من لحظات مضطربة مؤلمة .. نهضت عن فراشى بذهن صافٍ إلى حد كبير ، أخذت حماماً دافئاً و انتقيت ملبسا يقينى برودة الصباح ، لففت رقبتى بوشاح طويل ، لممت شعرى و حاولت السيطرة على ملامحى المرهقة ..

خرجت من غرفتى و هبطت الدرج إلى حيث أتوقع الجميع .. دخلت إلى غرفة الطعام و وجدت نوين و ليوناردوا يستعدا للجلوس ، استقبلانى ببشاشة ، و توجه ليوناردوا نحوى يقبل جبهتى ، محتضناً إياى بدفء .. شعرت براحة كبيرة و أنا يتبعثر علىّ هذا الحنان الأخوى الذى لا يمل منى و لا يكل .. ابتعد عنى ليوناردوا قليلاً و لمحت ابتسامته التى تطمئن قلبى دوماً..

توجهت نحو أحد المقاعد أتخذ لى مجلساً ، عندما لمحت هذا الشخص جالساً بالمقعد المجاور لمقعد نوين .. و بكل هدوء ابتسم .. و ابتسمت أنا أيضاً .. كان صباحاً جميلاً .. و كذلك لحظاته الهادئة .. هتفت بهدوء : " صباح الخير "
و أجابنى بنفس الهدوء : " صباح الخير "

اقترب ليوناردوا منى و أمسك بيدى هاتفاً : " عزيزتى .. دعينى أقدم لكِ هيرو يوى .. حارسك الشخصى من اليوم فصاعداً "
التفتّ نحوه بملامح مندهشة متسائلة : " حارسى الشخصى !! "
أجاب عنى بابتسامة : " مؤقتاً حتى نعيد الطاقم كاملاً .. طاقم مكون من خمسة أفراد ، و هيرو هو أولهم "
عدت بأنظارى نحو ذاك الشخص هاتفة : " لم أقصد ذلك .. أقصد فقط أن لا حاجـ .. "

شئ ما فى نظراته جعلنى أبتلع ما تبقى من كلمات ، و مرت ثوانى معدودة قبل أن يهتف ليوناردوا : " هيرو سيرافقك كل مكان عزيزتى .. لن أطمئن عليكِ إلا فى ظله "


عاد يقبل جبينى مبتسماً و عيناى أنا لا تكادا ترتفعا عن عيون معلقة أمامى .. أخاطبه و لا أدرى من أين أتى الكلام .. أطمئنه و لا أعلم ما تعنى الطمأنينة ..

و ليتنى سألته وقتها ،، لمَ قد عاد ؟!!

~ * ~

" ليتنى أقدر على أكثر من كونى حارسك .. و لكن يكفينى هذا منكِ و حسبى حمايتك و كفى "

اطمئنت نفسى إلى حد ما و ظننت أن القدر قد بدأ يرأف بحالى ، لم أتوقع الكثير منه ، و لكن قبلت بهذا الكم من الرضا الذى أفاضه الزمن علىّ ..

قدمنى زيكس إليها و لمحت اطمئنانها .. أراحنى تقبل نوين و زيكس لوجودى و حتى إن كان مجبراً عليهم ، فيقينى أنهم يسعون لراحتها جعل راحتى من راحتها ..

كان يوماً هادئاً .. بلحظاته كلها و برودته التى بدأت تسرى بأجسادنا ..

القدر الحائرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن