~ مدخل لما وراء الحاضر

203 2 0
                                    

خطوات ذات إيقاع سريع لامست الارض ، بالكاد تلامسها و هى تسرع أسفل الدرج قافزة درجاته بشئ من الشقاوة و الملل ، قفزت أخر درجتين و هى تتابع خطواتها السريعة فوق الأرض الرخامية بصالة الإستقبال الملكية ، عابرة عبرها ومتابعة خطواتها التى إزدادت سرعة و هى تخطو عبر الباب الزجاجى العريض ، دالفة إلى الحديقة الواسعة ..

ثبتت بمكانها للحظة ، مغمضة عينيها و كأنها تترصد شئ يدور من حولها ، لتتخلل ملامحها شئ من شبح الإبتسام ، ما لبث أن إنسل من بين ثنايا وجهها إبتسامة شقية ماكرة و هى تستدير بسرعة رامية أنظارها حولها ..

إختفت إبتسامتها بشئ من اليأس و هى تحول أنظارها متفحصة المكان بأكمله ، لتتنهد بقوة و ملامحها قد فقدت شقاوتها ، فقط تاركة خصلة ذهبية تتمرد على وجهها بعفوية ..

رفعت نظراتها نحو السماء و هى تغمض عينيها بإستسلام ، تاركة العنان لخيالها يسافر بعيداً ..

إبتسمت بهدوء و ذراع تنسل حول رقبتها بحنان ، تاركة رأسها ترتاح للوراء ، مستنشقة رائحة النسيم الصباحى المنعش ..

هتف من وراءها : " ماذا تفعلين ؟! "
تنهدت بلطف مرددة : " أتخلص من عبء العمل "
مسح على رأسها بهدوء هاتفاً : " أحقاً ؟! "
إبتسمت بدلال و هى تسحب يده من فوق رأسها مرددة : " حسناً .. أنا .. "
لم تتابع كلماتها ليردف هو بشئ من الضحك : " تطاردين هذا الشخص من جديد "
أدارت وجهها نحو اليمين تخفى ملامحها مرددة بإرتباك : " ليس كذلك .. "

أدارها نحوه من كتفيها بهدوء ، ليقابل وجهها بعينيها الزبرجدتين الصافيتين ، و خصلات شعرها الذهبية ، إبتسم بلطف هاتفاً : " عزيزتى .. أنتِ تتوهمين "
رمت أنظارها بعيداً عنه هامسة : " لا أتوهم .. واثقة .. هناك شخص قريب "
عادت بأنظارها نحوه بشئ من الرجاء ، محدقة بعينيه اللبنية و خصلات شعره البلاتينية ، رفعت يدها تحتضن بكفها وجهه هامسة : " أنت تعلم أن إحساسى صحيح .. لماذا تخفى عنى ذلك ؟! "
أغمض عينيه بشئ من الهروب و هو يجذبها بهدوء نحو صدره متمتماً : " لا أخفى شيئاً صغيرتى .. لا أخفى شيئاً "
تاركها تستقر بصدره لحظات ، مربتاً على شعرها بهدوء و هو يخفى ملامحه و يعتصر دمعة يخشى أن تتساقط أمامها ، هامساً لنفسه : " من الغريب أن تصرى على معرفة ما تثقين بوجوده "

أبعدت نفسها لتحدق به هاتفة : " ماذا قلت ؟! "
إبتسم بلطف هاتفاً : " أقول أن الهواء بارد اليوم .. أخشى أن يشتد أكثر و يُصاب كلانا بالبرد "
تنهدت و هو يبتعد عنها خطوات للداخل هاتفاً : " هيا ريلينا "

بقيت للحظة تتابعه مستديراً عنها ، و نظرة حيرة لا تنفك تراود عينيها ، مترددة بأنظارها بين السماء البعيدة القريبة ، و بينه و هو يخطو نحو الداخل ، هامسة : " ليوناردوا .. أنا واثقة "

~

القدر الحائرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن