ما قبل الانفجار

327 32 52
                                    

يامن و هو ينظر باتجاه الشرفة التي تقف عليها عائلته ، رفع يده ملوحا بسعادة : لقد عدت لكم يا عائلتي العزيزة ، استعدوا لمقالبي ، اشتقت للغناء لك يا فارس .

ثم وجه نظره لياسين الذي لا يزال على صدمته و اقترب منه ونظرة حزن و شوق في عينيه همس بشوق بعد أن وقف أمامه : ياسين .

ياسين و هو ينظر في عينيه و الدموع تلمع بهما : هل أنت حقيقي ، هل نحن في الواقع الآن ؟

لم يكن رد يامن عليه سوى أنه احتضنه و ترك لدموعه العنان و كذلك ياسين شدد من احتضانه بشوق و ألم .

بقيا على هذا الوضع لمدة من الزمن  و كأن كل منهما يبث للأخر ما عاناه من دونه .

يامن بمرح : أظن بأنه يجب علينا أن نحرر العائلة التي في الأعلى إنهم لا يزالون على صدمتهم .

ابتسم له ياسين و وافقه الرأي و صعدا للأعلى

كان وليد قد سبقهم و فتح الباب للعائلة فخرجت السيدة سمر تركض بسرعة و تشبثت بيامن بقوة محتضنة إياه و تبكي بشوق و مراراة

 و كذلك السيد حاتم بكى ، و من بعدهم احتضنه جواد بقوة و شوق ، لمياء و يارا ارتمتا في حضنه احتضنهم يامن و الدموع تنهمر من عيون الجميع .

أما فارس فقد كان متجمدا مكانه ينظر إليه هو لم يفق من الصدمة بعد ، و بجواره كان وسيم الذي تشبث بقدمه خائفا .

يامن و قد انتبه له فجفف دموعه و قال : ما الأمر يا فارس ؟

تابع يامن بمرح وهو يحرك يده أمام وجه فارس : فاااارس ، هل أنت خارج نطاق التغطية ،هل تعطل دماغك ، اااااه قل من البداية أنت لم تفرح بعودتي لأني سأزعجك بصوتي ألي...

قطع كلامه حين احتضنه فارس متشبثا به بقوة كبيرة و قد انهار باكيا و شهقاته تتعالى ، ابتسم يامن و احتضنه مربتا على ظهره بحنان .

بعد مدة أبعده ومسح دموعه و قال : لم أكن أعلم بأنك ستفتقدني ، ظننت بأنك سترتاح مني و من الخدع التي أفعلها بك .

فارس : بل افتقدتك كثيرا ، و اشتقت لسماع صوتك ، وغنائك .

يامن : يا إلهي هل هي نهاية العالم ، فارس اشتاق لغنائي .

ثم انتبه لوسيم الذي ينظر له بغرابة ...

اقترب من و حمله بحب : وسيم الصغير لقد كبرت كثيرا .

وسيم : هل أنت شبح يامن ؟

تعالت ضحكات يامن وقال : لا بل أنا يامن بشحمه و لحمه .

و ها هي السعادة تعود لوجوه الجميع مع عودة يامن ...

مضى أسبوع على عودة يامن و كانوا يقضون أجواء عائلية سعيدة و لكن ...

لاحظ يامن التوتر بين ياسين و جواد و كذلك ياسين ووالدهم ، كان ياسين يتجنب الحديث معهما قدر المستطاع و هما ينظران إليه بنظرات فسرها حزن و ندم .

الجرح في القلب1 ( صراع الأمراء )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن