يامن و هو ينظر باتجاه الشرفة التي تقف عليها عائلته ، رفع يده ملوحا بسعادة : لقد عدت لكم يا عائلتي العزيزة ، استعدوا لمقالبي ، اشتقت للغناء لك يا فارس .
ثم وجه نظره لياسين الذي لا يزال على صدمته و اقترب منه ونظرة حزن و شوق في عينيه همس بشوق بعد أن وقف أمامه : ياسين .
ياسين و هو ينظر في عينيه و الدموع تلمع بهما : هل أنت حقيقي ، هل نحن في الواقع الآن ؟
لم يكن رد يامن عليه سوى أنه احتضنه و ترك لدموعه العنان و كذلك ياسين شدد من احتضانه بشوق و ألم .
بقيا على هذا الوضع لمدة من الزمن و كأن كل منهما يبث للأخر ما عاناه من دونه .
يامن بمرح : أظن بأنه يجب علينا أن نحرر العائلة التي في الأعلى إنهم لا يزالون على صدمتهم .
ابتسم له ياسين و وافقه الرأي و صعدا للأعلى
كان وليد قد سبقهم و فتح الباب للعائلة فخرجت السيدة سمر تركض بسرعة و تشبثت بيامن بقوة محتضنة إياه و تبكي بشوق و مراراة
و كذلك السيد حاتم بكى ، و من بعدهم احتضنه جواد بقوة و شوق ، لمياء و يارا ارتمتا في حضنه احتضنهم يامن و الدموع تنهمر من عيون الجميع .
أما فارس فقد كان متجمدا مكانه ينظر إليه هو لم يفق من الصدمة بعد ، و بجواره كان وسيم الذي تشبث بقدمه خائفا .
يامن و قد انتبه له فجفف دموعه و قال : ما الأمر يا فارس ؟
تابع يامن بمرح وهو يحرك يده أمام وجه فارس : فاااارس ، هل أنت خارج نطاق التغطية ،هل تعطل دماغك ، اااااه قل من البداية أنت لم تفرح بعودتي لأني سأزعجك بصوتي ألي...
قطع كلامه حين احتضنه فارس متشبثا به بقوة كبيرة و قد انهار باكيا و شهقاته تتعالى ، ابتسم يامن و احتضنه مربتا على ظهره بحنان .
بعد مدة أبعده ومسح دموعه و قال : لم أكن أعلم بأنك ستفتقدني ، ظننت بأنك سترتاح مني و من الخدع التي أفعلها بك .
فارس : بل افتقدتك كثيرا ، و اشتقت لسماع صوتك ، وغنائك .
يامن : يا إلهي هل هي نهاية العالم ، فارس اشتاق لغنائي .
ثم انتبه لوسيم الذي ينظر له بغرابة ...
اقترب من و حمله بحب : وسيم الصغير لقد كبرت كثيرا .
وسيم : هل أنت شبح يامن ؟
تعالت ضحكات يامن وقال : لا بل أنا يامن بشحمه و لحمه .
و ها هي السعادة تعود لوجوه الجميع مع عودة يامن ...
مضى أسبوع على عودة يامن و كانوا يقضون أجواء عائلية سعيدة و لكن ...
لاحظ يامن التوتر بين ياسين و جواد و كذلك ياسين ووالدهم ، كان ياسين يتجنب الحديث معهما قدر المستطاع و هما ينظران إليه بنظرات فسرها حزن و ندم .
أنت تقرأ
الجرح في القلب1 ( صراع الأمراء )
Fantasyرحلتنا هذه المرة في بلدة جميلة و زمان بعيد ، سنحلق في سماء هذه البلدة مع حمامة ناصعة البياض ، و نمر على أسواقها الشعبية المنظمة و نرى الأطفال يركضون بسعادة في شوارعها و السعادة و الرضا مرسوم على ساكنيها و لوحة موجودة على بوابة هذه البلدة مكتوب عليه...