الفصل الثلاثون

6.8K 161 1
                                    

(( أشلاء القلوب ))

_ الفصل الثلاثون _

عندما ذكرَ كلمة " آمان " أصابها بالفضول الشديد حول ما الذي فعله لها جعله يبدأ الحديث بكل هذا الغموض فقالت بريبة :
_ عملت إيه ؟!

_ إنتي طبعًا عارفة معتز

أماءت برأسها في إيجاب ثم همست بفضول أكثر :
_ أيوة عرفاه مش إنت حكيتلي عنه وكفاية اللي عمله معاك وحاول يقتلك

تنهد الصعداء بضيق بسيط بعد أن قرر أن يدخل في ورد الموضوع فورًا دون أن يبدأ في مقدمات أخرى ليس لها فائدة وهتف بصوت خافت :
_ معتز أخوكي ياملاك ، والدك كان متجوز قبل عمتي الله يرحمها وكان معاه ابن ، أنا وريان كنا عارفين من زمان جدًا بس كنا بنخبيكي منه لأن مكناش واثقين فيه وكنا خايفين لما يلاقيكي يحب يأذيكي أو كدا لأن اللي أعرفه أمه ماتت بسبب أنها جاتلها صدمة لما عرفت أن جوزها أتجوز عليها وبعدين حصل معاها مضاعفات وماتت ، فكنا متوقعين أنه هيبقى عايز ينتقم لأمه منك ومازالنا متوقعين ده عشان كدا أنا وريان بنحاول نخليكي بعيدة عنه لغاية ما نخلص منه

ران الصمت المخيف بينهم وهي تطالعه بجمود تام وكأن ما قاله لم يؤثر فيها حتى ظن لوهلة أنها تعرف بالأمر ، ولكن في الواقع فقد أخذت الصدمة طريقًا مغايرًا هذه المرة على وجهها بدلًا من أن تنفعل بقيت صامتة تحدقه بسكون شديد ، ومن الداخل تجاهد في استيعاب الأمر ، وأن ما يقوله ليس مزحة بل حقيقة ! ، أن لديها أخ ولم تراه أو تعرف به حتى ويتضح بكل سهولة أن زوجها وابن خالها الذي كانت تثق به ثقة عمياء يخفي عنها أمرًا خطيرًا ومهمًا ، حتى وإن لم يكن على درجة عالية من الأهمية بالنسبة لهم فهو بالنسبة لها شيئًا شديد الأهمية .
ظل يحدقها بحيرة من صمتها الغريب هذا بالنسبة له حتى أخيرًا وجدها تهمس ببلاهة :
_ معتز مين !! ، قصدك معتز اللي كنت بتكلم عنه دلوقتي أنه حاول يقتلك واللي قولتلي أنه خطف أسمى وكان السبب في حادث هي عملته وسرق فلوس منكم ؟

_ أيوة هو ياملاك

قالها بعبوس فانحرف نظرها عنه ليدور في الغرفة بأكملها في ذهول وهي تكمل ساخرة :
_ أهاا وأنا الغبية اللي بينك إنت وأستاذ ريان ، في البداية ريان استغل ثقتي فيه وخبى عني حاجة زي كدا وحتى إنت لما عرفتك وأتجوزتك مفكرتش تقولي ، بمعني أصح إنتوا استغبتوني

هتف باعتذار وهو يحاول تبرير موقفه :
_ ملاك ياحبيبتي أنا قولتلك كنا خايفين عليكي منه ومازلنا

وثبت واقفة من الفراش لتصيح به مندفعة وكأن ما كان قبل قليل هو هدوء ما قبل العاصفة :
_ بأي حق تخبوا عني حاجة زي دي ، أنا مش قادرة استوعب اللي بتقوله أساسًا ، وإنت بتقولي كنا خايفين عليكي قال .. هو ينفع أروح أخونك يا أُسيد وأجي أقولك بعد فوات الآوان أنا كنت بخونك وأبرر موقفي بإني كنت خايفة عليك من الصدمة !!

رواية ( أشلاء القلوب ) لندى محمود توفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن