كانت الصدمة كافية لجعلها تتصلب بأرضها كالصنم حين رآت أشجان ، ظلت متسمرة مكانها تثبت نظرها في وجهها ظنت في البداية أنها تخيلتها فماذا ستفعل تلك الشيطانة هنا التي حاولت قتلها بدون سبب .. ولكنها تأكدت حين وجدتها تهتف بخبث دفين قائلة :
_ ازيك يا ملاك ، معلش بقى مقدرتش أباركلك على جوازك من أُسيداندفعت نحوها ملاك لتقبض على ذراعها وتهزها بعنف قائلة :
_ إنتي بتعملي أيه هنا ، مش هتنفدي بعملتك وصدقيني هتدفعي تمن اللي عملتيه معايا .. أنا معرفش إنتي مين أصلًا وبتعملي أيه هنا بس مش مهم المهم إنك وقعتي تحت إيديزاحت يدها عنها تقول مبتسمة بلؤم ظاهر ، تلقي على مسامعها الصدمة:
_ مينفعش تكلمي مرات خالك بالطريقة دي ياملاك عيب أويزوجة خالي! ،ماذا تقول تلك الخبيثة يبدو أنها تكذب وتخترع الحكايات ، فأي خال هي زوجته بالتأكيد أنها تحاول تشتيتها وتخويفها ولكنه لن يؤثر بها حتى وإن كان حديثها صحيح ، وجدتها تهم بالرحيل ولكن وقفت وقالت بنبرة محذرة وتفتعل بوميض مخيف :
_ أه وبرآي لو حابة المرة دي متومتيش بجد يبقي لسانك السكر ده مش هيقول أي حاجة وإلا إنتي اللي هتبقي خسرانة في النهاية وهتخسري حياتك بجد المرة ديالتفتا الأثنين لصاحب الصوت القوي الذي يقول بترقب ونظراته نارية تكاد تفتك بأشجان :
_ تخسر حياتها إزاي يامرات عمي فهميني الموضوع ؟!ارتبكت بشدة وكأن الحروف تعثرت في طريقها وسقطت في نصف الطريق قبل أن تخرج ، ظلت تحملق به لثوانٍ في رعب ويجول بعقلها سؤال واحد " هل سمع شئ ياترى أم لم يسمع سوي آخر ماقالته ؟ " إن سمع شئ فستنتهي لا محال ، وجدته يهز رأسه بتعجب يحثها على الحديث والتكلم فقالت ضاحكة تتصنع الصفاء والعذوبة :
_ لا أصلها بتقول أنها مدايقة للي حصل لسارة وهتحاول توصل لأسلام ، فبضحك وبقولها متتعبيش نفسك مش هتقدري وبقولها إنها ممكن تخسر حياتها ومتدخلش في المواضيع دي أفضل مش كدا ولا أيه ياملاكلوى فمه بطريقة مريبة أشبه بثعلب مكار تحاول فريسته خداعه وهو يعلم كل شئ ويقنعها أن خدعتها السخيفة خالت عليه ، رآى الغضب يأخذ وضعه على ملامح زوجته وهمت بأن تجيب وتكشف كل شئ فقال مسرعًا متصنعًا أنه صدقها قاصدًا اختيار تلك الكلمات بذاتها وكأنه يرد بنفس الطريقة الماكرة التي ردت بيها عليه :
_ أه لا متقلقيش ملاك مش هتتدخل في الموضوع ده نهائي احنا اللي هنتدخل وهنجيبه ، مخافيش كل واحد هيدفع تمن اللي عمله سواء دلوقتي أو بعدين_ يارب !
همست بها في توتر وفورًا انجرفت من بينهم مسرعة إلى الخارج فوجد ملاك تهم بالتحدث ، أسرع نحوها وكبت أنفاسها بكفه ورفع أصبعه السبابة وبيده الآخرى يحسها على الصمت ؛ لتأكيده أنها تقف بالخارج تستمع لهم ، ثُم أبعد يده عنها وهتف بسخط مزيف :
_ صحيح اللي قالته مرات عمي ده ؟!
![](https://img.wattpad.com/cover/221176382-288-k121533.jpg)