_ الفصل الخامس _

8.7K 234 2
                                    

وأستدارت لترحل تاركة الاخير مستمرًا يتابعها وهى تغادر المنزل بأقصى سرعة .... !!

شعر برجولته تتهمه على تلك الجريمة الذى سيفعلها أن ترك تلك القطة الصغيرة تسير ليلًا وتتجول فى الشوارع لتكون فريسة للكلاب ، فأستغفر ربه وركض خلفها ليقبض على ذراعها ليوقفها هاتفًا على مضض :
_ مفيش خروج ياملاك ادخلى جوه يلا ، انا أاااا .. مكنتش أقصد انا بس بتعصب بسرعة اليومين دول

ضحكت بخفة قائلة متغطرسة :
_ ايه مش كنت دلوقتى اتفضلى مش همنعك ايه اللى اتغير ، ثانيًا انت مالك انت وبصفة ايه تقولى مفيش خروج هااا ! ، ثالثًا وده الاهم شكرًا جدا يا أسيد بيه على التوصيلة انا المكان اللى هروح قريب من هنا اصلًا يعنى وفرت عليا المشوار ولو ريان أتصل قوله مشيت وهو هيعرف انا روحت فين !

لم يتمكن من التحكم فى أنفعالاته فصرخ بها فى غضب عارم :
_ ايوة يعنى هتروحى فين فى نص الليل دلوقتى ، ادخلى ولو عايزة تمشى ابقى امشى الصبح يلا !

انكمش جسدها من صراخه بها وهتفت بصوت تخنقه العبرات وأعين دامعة :
_ مش عايزة ادخل ، وابعد عنى لو سمحت !

تفهم خوفها منه وانها كطفل صغير لا تتحمل صراخ احدهم بها ، ولا تأتى بالعنف والشدة بل بالارضاء واقناعها بطريقة حانية ! ، فصر على اسنانه متشدقًا بصوت هادئ تمامًا :
_ طيب ادخلى يلا مش هقعد اعيد وازيد فى كلامى كتير  ياملاك ، مش هاكلك انا .. فى الواقع كان نفسى يبقى اول لقاء لطيف بس انتى عنيدة وهتتعبينى فبلاش عند واتفضلى

ببكاء حار يشبه بكاء الاطفال صاحت فى صوت متشنج :
_ قولتلك مش عايزة اقعد معاك ، انا قولت لريان اصلا ميسبنيش معاك وبرضوا مشى وسابنى ، وابعد بقى من قدامى كده يا اسمك ايه خلينى امشى !!!

جملتها الاخيرة جعلت الضحكة القوية تخرج اخيرًا منه التى لم تخرج منذ وفاة زوجته  لتعيد الجمال لوجهه مجددًا ويجيبها ضاحكًا :
_ أُسمى أسيد ، مكنتش متوقع انى بخوف زي كده ، بعد كده هبقى اخد بالى لما اتكلم معاكى لانك واضح انك حساسة زيادة عن اللزوم ، على العموم حقك عليا يلا بقى !

كما توقع طفلة ! أن كنت تريد ارضائها فتعامل معها بكل لطف ، سارت معه الى الداخل وهى تجفف عبراتها بظهر يدها بينما هو فمسح على وجهه وشعره وهو يزفر بشئ من الضيق حتى دخلا الى المنزل فقابلوا كل من أسمى وليلى الذين هبوا واقفين يحدوقون بتلك الفتاة المجهولة فى أستغراب وأعين متسائلة حين قالت ليلى بريبة شديد :
_ مين دى يا أًسيد ؟!

كانت هى تطرق ارضًا فى حياء وقلق حتى سمعت نبرته التى مازالت تخيفها حتى الان وتجعلها ترتعب عندما يتحدث ! :
_ دى ملاك بنت عمتى فردوس هتقعد معانا لفترة كده

همت بأن تجيبه ليلى فى نظرات تنم عن أعتراض وأستياء منها فأكمل هو مقاطعًا بصرامة وصوت يهتز له البدن :
_ وقبل ما حد ينطق يحرف انا قولت هتقعد معنى كده أن الامر صدر خلاص ومفيش مجال للنقاش !

رواية ( أشلاء القلوب ) لندى محمود توفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن