الفصل الثامن

351 89 247
                                    

بنبرة بائسة غشاها الحزن نبس : داخلي مظلم يا اميرتي ؛ دعينا لا نلقي اللوم على الظروف ، فالوحش الساكن في دواخلي كان سيخرج ذات يوم بكل الأحوال ..

همست بنعومة لتجتذب نظراته اليها مذهولاً : بطريقة ما .. لم اعد اراك وحشاً .... !

رفع كلا حاجبيه بهدوء بينما اتسعت نظراته وقلبه يعلن انتفاضة ثوراته على لحن صوتها الاسر
كل خلية بجسده باتت ترتعش حباً ؛ انفاسه تعالت بوضوح ولكم ود لو يعانقها حتى تذوب بين ضلوعه وتسبح داخل اوردته ...!

ازدرد لعابه بصعوبة كاتماً ذلك الشعور بداخله ؛ التهور ليس من صالحه فلازال شعور الأميرة مبهماً نحوه لذلك نطق بتأني : لانكِ رقيقة جداً يا اميرتي ، انتِ ترين الخير في كل مكان ..

تنهدت بصمت تفكر ان كان ذاك الشعور الذي بدأ يتولد في داخلها بكونه ليس بذلك السوء صحيحاً ام خاطئاً
هل يجدر بها ان تصدق شعورها نحوه وتكذب افعاله ؛ ام ان تصدق ما تراه بعينيها من سوء افعاله وتكذب شعورها ؟؟
هل كانت مخطئة عندما أنقذت حياته !

نظرت له بزاوية طرفها قبل ان تهمس : هناك ما يثير فضولي ولن أجد الاجابة الا لديك ..

ابتسم بخفوت وهمهم مجيباً : اسألي ما تشاءين

ازادورا : ما الذي حل بك ذلك اليوم على الشاطئ ؛ كنت بخير عندما حررتني من شباك الصيادين ثم بشكل مفاجئ غرقت وما عدت قادراً على الخروج من الماء !

ارتبكت نظراته وهو يشيح بصره عنها مجيباً : على الأرجح انني بقيت تحت الماء مدة فاقت قدرتي فاختنقت انفاسي

اضاف ساخراً وهو يميل برأسه اليها : لست املك قدرتكِ في التنفس تحت الماء سموك !

لم تقنعها اجابته فأضافت بتعقيب : لكنك كنت تسعل بقوة بعدما اخرجتك من الماء والدماء تخرج من فمك ثم انهرت مغشياً عليك !

دونغهي : لعلني ابتلعت الكثير من الماء في جوفي ؛ آمل ان جسدي لم يثقل عليك عندما فقدت وعيي

ابتلعت بقية تساؤلاتها بغير رضا ؛ تعلم انه لم يصدق في اجابته لها ؛ تمكنت بنباهة من ملاحظة محاولاته لتغيير مجرى الحديث
اسلوبه الساخر ليس سوى غطاءاً يخفي خلفه حقائقه ؛ لازال متلفحاً بالغموض يصعب سبر اغواره رغم انه يبدو اكثر ألفة وأقل حذراً معها ..!

وبينما كانت غارقة بعمق افكارها اعتدل هو بجسده مبتعداً عنها : عمتِ مساءاً يا اميرتي ..

لم ينتظر ردها وغادر بهدوء مخفياً زوبعة من المشاعر تكاد تقتلع جذور تعقله ؛ هو بات مدركاً لما تخلقه الأميرة به من شعور
ليس هناك مجال للانكار فهي بدون ان تعي تمكنت من فتح ابواب قلبه الموصدة واعتلت عرشه النازي الذي لم يصله احد من قبل
لكن .. ما هي نهاية هذا الحب الغريب ؟
اي نوع من القصص هي تلك التي ستحكي عن وقوع قرصان في حب حورية بحر !
أيجدر به الاقبال عليها بمشاعره تلك ام قتل كل شعور بداخله قد يودي به الى أزقة لم يرغب يوماً في خوضها ..
كيف هو الخلاص من أميرة عبرت شقوق قلبه الصلد وأينعت فيه زهرة الحب ؟؟

" جزيرة الحوريات " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن