الفصل التاسع

313 93 79
                                    

فتح عينيه بقوة وغادر العرش بخطواته الناقمة التي تدب الأرض كالعاصفة متجهاً اليها
لن يتمكن من فعل شيء حتى يحدثها ، لا يمكنه التفكير بما حوله وهي تشغل قلبه وعقله لذلك سيواجهها ...،
عليها ان تتلقى عقوبتها على فعلتها فليس هو بالرحيم فيما يخص الغدر والخيانة ، فكيف اذا كانت خيانتها هي له !!

وصل حجرتها ليفتح الباب بقوة دون ان يطرقه حتى ففزعت الأميرة من سريرها بخوف
حدجها بنظراته القاتمة قبل ان يغلق الباب بقوة كانت كفيلة بجعلها ترتعد في مكانها وهي تغلق عينيها قابضة على قلبها المرتجف

تقدم نحوها بخطواته القاسية ؛ الحمم تتطاير من نظراته كالسعير ، ملامحه متبلدة ناقمة وجسده أشبه بهودج من ظلام يحمل الموت في طياته وهو يقبل عليها ببطء ..!

تكلم بسوط لاسع كالسياط : تبدو الأميرة خائفة ؛ أتخافين مني ام من تبعات غدرك بي ؟؟

فتحت عينيها بفتور وقابلته بنبرة هادئة مغايرة لما في دواخلها من خوف بينما تفقدت كفه الجريحة بنظراتها خلسة لتجد الضمادات تلفها : ان كنت ستقتلني فافعل ذلك بأسرع ما يمكنك ؛ سأموت على يديك كالأبطال على الأقل بدلاً من العيش في ظلك كالجبناء وانا أرى مملكتي وجزيرة الحوريات تغرقان برائحة الموت الذي جلبته اليها بقدومك المشؤوم الينا ..!

رفع احد حاجبيه غيظاً بينما همس ساخراً : تتكلمين بشجاعة لا تلائم ارتعادة جسدك سموك ..!

أضاف بنبرة يكاد الحزن يغلبها رغم ما يبديه من ثبات وقسوة : اخبريني فحسب ؛ لماذا انقذتِ حياتي في ذلك اليوم عندما ظننتك ستتخلين عني وهممت بقتلي اليوم عندما حاولت حمايتك ومنحتك ثقتي ؟

بان الاتزان والثقة في ملامحها وهي تجيبه بهدوء: لانني لم ارغب ان اتقلب على نيران الندم من جديد ...

قطب حاجبيه متسائلاً فأضافت بتهور لم يكن لصالحها : لقد ندمت كثيراً على انقاذك في ذلك اليوم ؛ كان علي ان اتركك لمصيرك الذي تستحقه ، وبسبب ضعفي وتخاذلي دفعت الثمن باهظاً فنشبت معركة طاحنة اليوم على ارض الجزيرة أحلت فيها الخراب !

كلماتها تلك قتلت ما كان بداخله من شعور نحوها ؛ استهلكت تلك السعادة التي خلقتها في روحه عندما هرعت اليه !
كلماتها كانت أقسى عليه من غدرها ؛ ندمها لانقاذه الذي جهرت به انتهك حباً كانت قد زرعته عميقاً في نبضه الضعيف فأهكلته

لوهلة شعر برغبة في الموت ؛ لو انها طعنته في صدره وقتلته لكان أهون عليه من كلماتها القاسية تلك
لكنها اميرته الرقيقة ؛ جميلته اللطيفة التي خلقت على هيئة الملائكة بعنفوانها ونقائها فكيف أمكنها ان تجرحه بهذا العمق ؟
أتؤلمه كلماتها ؟
رغبتها في موته ؟
خيانتها !
غدرها !!
ام شعوره هو ما يؤذيه بهذا العمق ؟؟

" جزيرة الحوريات " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن