سلالم طويلة مستديرة كانت تلك التي تقطعها بساقيها الضعيفتين لتصل أعلى البرج المتواجد في الجناح الشرقي للقلعة
ورغم وهن جسدها وتعبها ما كانت لتتذمر او تبدي ما يخالجها من ألم وأسى امام ذلك الذي كان يسير خلفها بخطواته الهادئة حتى أعياها التعبفتوقفت خطواته ليتكلم بلين : يمكنكِ أخذ قسط من الراحة فلسنا على عجلة من أمرنا
نظرت اليه بشبه التفاته قصيرة قبل ان تعيد نظراتها للأمام باصرار وتابعت طريقها متمتمة : تبدو أكثر ليناً من قائدك لكنني لا استطيع التصديق بوجود قرصان جيد ..!
ابتسم بيكهيون على كلماتها وهمهم برفق : لست جيداً بكل تأكيد فأنا قرصان في النهاية ، لكنك أميرة ..
بنبرة مشددة تكلمت : وهل كان من رأفة زعيم القراصنة بالأميرة ان يجعل غرفتها في أعلى البرج ؟؟
تنهد بصمت مجيباً : انها الأوامر ..
لم تعقب على كلماته وهي تتابع طريقها حتى وصلت نهاية تلك السلالم أخيراً لتفتح الباب الخشبي بهدوء وتدلف بحذر تشمل المكان بنظراتها
غرفة واسعة الجوانب ؛ مستديرة الزوايا ، تحتوي اثاثاً فاخراً يليق بأميرة مثلها ، ألوانها هادئة جميلة تماوجت بين اللون الأبيض واللون الوردي الناعم لتمنحها شعوراً بالسكينة والسلام ..لم تحاول اخفاء دهشتها عن نظرات بيكهيون الذي ابتسم لذهول ملامحها قبل ان ينحني معتذرا ليغادر لكنها استوقفته بانفعال : ليس بعد ؛ يجدر بي العودة الى مملكتي لأبرر لبنات قومي سبب مكوثي في القلعة ..
بيكهيون : لكنك لم تخبري دونغهي بذلك !
كتفت ذراعيها بغرور : لست بحاجة ان اخبره عن كل تحركاتي ؛ حتى لو قبلت المكوث في قلعته فلازلت أميرة نفسي وسيدة البحر ولست من رعاياه كما لست تحت سلطته !!
قبل ان يجيبها قهقه صوت غليظ ضاحكاً ليظهر من خلف الباب بمظهره المعتد وهالة من البرود تحيط به حتى مع صوت ضحكاته المستفزة ليجيبها : افعلي ما يحلو لكِ أميرتي فلن أقف عائقاً في طريقك ما لم تحاولي الغدر بهدنتنا وخيانتي ؛ يمكنك توديع البحر بزيارة أخيرة قبل ان تصبحي من رعاياي
رمقته بنظرات متعالية بغير اكتراث ؛ حتى لو لم يقل ما يزعجها او وقف بصفها ما كانت لتستوعب فكره تحمله حتى
بكل ما في هذه الأرض من مشاعر هي تكرهه ؛ تمقت نظراته المعتدة واسلوبه الساخر في الحديث .
تكره تلك الهالة العدائية التي تحيط بملامحه ؛ تكره سواد نظراته وسيادية ملابسه ؛ كل ما يخصه .. تكرهه .:!لكنه بشكل مغاير لها .. لا يكرهها ..!
بطريقة ما تبدو له ملفتة ؛ جريئة بشكل مبهر ، قوية رغم ضعفها ، لا تهابه رغم قسوته وجبروته وهو من اعتاد ان يخشاه كل من حوله !
يرى فيها انعكاساً لدواخله ، يرى فيها شيئاً ما يشبهه بشجاعتها المتهورة وغرورها المتقد ..
أنت تقرأ
" جزيرة الحوريات "
Hayran Kurgu- هل تؤمنين بقوة الحب حتى لو كان مستحيلاً ؟ هل كنت لتقعي في حب احدهم حتى لو كان ذلك ضد مبادئك ويؤذي كل المقربين منك ؟ أتوجد ولو فرصة واحدة لوقوعك في حب الرجل الذي دمر حياتك واغتال السلام فيها يوماً ! - يبدو ذلك بعيداً عن المنطق ومخيفاً بقدر جنونه...