في قلب أثِـينا

FLAV 2

-أثِـينا، اليُونـان-

الساعَة السابِعة صباحًا..

في مَنزل يقَع أعلَى إحدَى التِلال، يتألفُ من طابقٍ واحد، صُمم على الطِراز اليونانيّ كما أرادَ مالِكُه..

بِجدران بُنية اللونِ مليئة بالنقَوشِ المُميزة، أمّا من الداخِل فطُليت جُدرانه باللونِ العاجيّ الصافيِ، كما توجَدُ أعمدةٍ بيضَاء ناصعة تحتلُ زوايا المنزِل باتقَان، و امتدت الأرضُ بخشبٍ باللون البنيّ الداكِن، عاكِسة أضواءَ الثُريات الناعِمة المُتدلية من الأسقف بانتِظام.

توَاجد ممرٌ طويلٌ يحوي مجوعةَ غرفٍ مُتوسطَة، توسطت تلك الغُرف غُرفةٌ ما، تملِك مواصفات المنزِل نفسَها، في داخِلها سرير ضخمٌ أبيضَ بفراشٍ بنفسِ اللون.

تستلقِي بين مخداتِه الوثيِرة شابةٌ حسـنَاء، يستكينُ جسدُها على الفِراش بينما ينتثِر شعرُها حولها في منظرٍ بدى كإحدى اللوحَات الإغريقيّة..
يتحركُ صدرها بحركةٍ منتظمة، في حين تنسدلُ أجفانهَا فتتعانق أهدابها بخفّة..

انتشرتْ موسيقى خافِتة في الغُرفةِ، والتي صدرَت من هاتِف الفتاةِ النائِمة، لتمتد ذراعها وتتناوَله مغلِقة المُنبّه، رفعت نصف جسدها العلويَ بكسلٍ بينما تمد ذراعيها عاليًا، حرّكت رأسها يمينًا ويسارًا لتستمِع لطقطقةٍ خفيفة، ابعدت الفِراش عن جسدِها بينما ألقت بساقيها من على السرير لترتدي حذاءيها.

تحركتَ من أمامِ سريرها باتجاه المرآة المستديرةِ، أخذت ربطةَ شعرٍ سوداءَ ورفعت شعرها الأصهَب عاليًا، نظَرت لوجهها الفاتِن بهدوء..

- عينانِ بلونِ البُندق، أسوارٌ من الأهداب الطويلةِ تلتف حول جِفنيها، حاجبان كثيفانِ بدرجةٍ أغمقَ من شعرِها، كما صُبغ خديها باللون الزهريّ الطبيعِيّ الذي أبرز لونها الفاتِح، شفتينِ ناعِمتين.-

زفرتْ أنفاسها بصوتٍ عالٍ ثم خرجت باتجاه الحمّام ذي البلاط الأبيض والنافذتين الزجاجيتين التي شكّلت مستطيلينِ يُطلان على مساحةٍ واسعةٍ من المروج.

نظّفت أسنانها وغسَلت وجهها بصابونِها الخاص والفرشاة، نظرت لرداء الحمّام المعلق بالقربِ من دُرجِ مساحيق الاستحمَام لتفكّر في أخذ حمامٍ سريع.

خلعَت ثِيابَ نومِها السوداء و وضَعتها في سلّة جانبيّة، أزَاحت سِتار الحمّام و استقرت أسفل مِرشة المِياه بقدمين عاريتان، فتحتِ الصنبور لتنسَكب المِياه البارِدة على بشرةِ جسَدها، تسير بسرعةٍ على طول ظهرِها، بين خصيلاتها الملتصقَة بخصرِها مارّةً إلى أجزائها السُفليّة.
___