FLAV 8

130 5 3
                                    

" نعم بالطبع يمكنك تحديد حجم اللوحة و نوع الألوان التي أرسم بها "

حرّكت رأسها بخفة كونها تُثبت الهاتف في كتفها وتسكب لنفسها عصير البرتقال في الكوب البلاستيكيّ في حين تجلس نورا فوق طاوِلة المطبخ تطرق بأصابعها بلحنٍ ما ، و تدردش أختها مايلي على الهاتف جالسة على الكرسيّ.

وضعت الكوب الفارغ بعد أن انهته وهي تُكمل حديثها : " سيكون المعرضُ مفتوحًا في حوالي الساعة الرابعة عصرًا "

" سأتواجد هناك برفقة لوحاتي ، كما سيتواجد فنانون آخرون أيضًا "

" سيستمر المعرض لمدة أسبوع، لكني سأتواجد ليومين فقط"

ضحكت قليلًا على ما سمعت من خلال الهاتف وأردفت : " ذكريني ما اسمك؟ "

" آه ميّا ، سررتُ بمعرفتِك كثيرًا "

" بالتأكيد سيسرني ذلك!"

صفعَت فجأة كفّ نورا التي أخذت تأكل من الكعكة الموضوعة في طبق زجاجي شفّاف ففركت نورا يدها بألم وهي تنظر إليها بإنزعاج فرمتها كاميليا بنظرة مُحذرة : " إلى اللقاء ميا نلتقي فيما بعد "

وضعت الهاتف فوق الطاولة بالقرب من الفرن ثم التفت بالتصوير البطيء نحو نورا التي جلست على الكرسي بشكل معكوس واضعة ذراعيها على ظهره وقد يأست من أخذ قطعة من كعكة الشكولاتة ، نظرت لها كاميلا وهي ترفع حاجبيها : " لا تجعليني أغيّر رأيي في إعطائك من الكعكة "

زفرت الأخرى بملل وهي تضع خدها فوق ذراعها :
"  سنتناولها غدًا بهذه الطريقة! "

" ستأكلينها على قبري إن أردت ذلك ، لماذا؟ لأنني من أعددتها ، لذا ستبتلعي لسانك حالًا وتصمتي ريثما تبرُد في الثلاجة"

قلّبت نورا عينيها بضجر ونظرت لأختها التي تبتسم ببلاهة لشاشة هاتفها الأحمر فلكزتها في فخذها بساقها فنظرت الأخرى بفزع ووضعت يدها فوق قلبِها : " أيتها المريضة ، لقد أفزعتِني "

" أضحكيني معكِ "

" ليس من شأنِك " وأكملت بنفاذ صبر وهي تُريد أن تُتابع محادثتها مع مَن بالهاتِف : " أين هاتفك؟ هل نفِذت بطاريته أم ماذا؟ ، تعلمين أنني لست فارِغة لدمك الثقيل الآن نورا "

ضحكت كاميلا وهي تُوافقها ، فالتعامل مع ذوي الدم الثقيل أمر مزعج ، كما نورا عندما تنتهي بطارية هاتفها أو تكون شبكة الإنترنت ضعيفة ، يمكنكم تخيّل شخصٍ يقوم بصفعك أو ضربك في ظهرك بدون سبب أو غيرِه لأنه يشعُر بالملل.

صفّقت بكفيها جاذبة انتباه الأختين في وقتٍ واحد واقترحت : " نشاهِد فيلمًا؟ "
هزّت مايلي رأسها موافقة وعينيها على الشاشة أمامها ، أمّا نورا وقفت بعد أن وجدت ما يُسلّيها وتحرّت نحو كامي سائلة : " أيّ نوع من الأفلام سنشاهد؟"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 02, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

في قلب أثِـيناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن