٤ اكتوبر ٢٠١٨ : الثانية بعد الظهر
داخل زنزانة سجن النساء في منطقة الشالجية/بغداد
..
(وين هبة حميد؟)
..صرخت تلك البدينة لاجفل من مكاني وارفع رأسي احدق بملامحها المخفية لامرأة ، كانت بدينة جداً ،ترتدي زياً رسمياً ذا لون اخضر زيتي وتضع قبعة فوق الحجاب الذي يغطي شعرها ، كانت ملامحها قاسية للغاية ، تبدو كـ ملامح الرجال ، عينان كبيرة فوقها حاجبان غليضان ملتسقان ببعضهما ، انف مقوس ،شفاه كبيرة ، شارب خفيف وشامة سوداء في اعلى خدها الايمن ، لم تكن مهتمة مُطلقاً بمظهرها كما يبدو ف منظر الكُحل الفوضوي الذي يحيط بعينيها والشارب الخفيف كان الاثبات ...
..(طرشة ؟)
..صرخت بقوة لاجفل واستقيم بسرعة ( أ..أني هـ ..هبة )
..(تعالي ) قالت المسترجلة
جفلت ، الهي ماذا الان .. ماذا تريد .. هل هذا وقت الاعدام؟ لم اتزحزح مكاني حتى صرخت مجدداً ولكن هذه المرة وقفت امامي وامسكت بذراعي
..(هبة يا هبة .. من اگول تعاي تجين وياي فاهمة ؟)
اي .. اي .. والله فاهمة بس ليش تريديني ؟
( مو اني ، المحامي يريديج )
..محامي؟ اي محامي ؟ اليست هذه المسترجلة تقودني الى حبل المشنقة؟ الن أُعدم الان ؟
..اخرجتني من الزنزانة وقادتني الى غرفة صغيرة في اخر الرواق ، فتحت الباب لارى طاولة وكرسيين احدهما يجلس عليه رجل يحمل بين يديه اوراقاً عديدة
..(هيانها القاتلة ) قالت المسترجلة امام الرجل ذو المنظر المُهندم امامي ليعتصرني قلبي لبرهة ، ( قا..تلة ؟ اني مو ...)
( اششش اششش هذا المحامي وفهمي هذا الحجي ) قالت المسترجلة لتتركني وحدي في غرفة صغيرة مع هذا الرجل .
..كان يجلس على كرسي امامي وتفصل بيننا طاولة صغيرة بلاستيكية قذرة ، نظرت الى كمية الغبار المتكدس فوقها ثم اشحت النظر الى بقعة عصير كانت قد تركت اثراً ، شعرت بالاشمئزاز ، نظرت الى الاسفل لارى حذائاً بنياً لامعاً ..لطالما كان البني لوني المفضل ، رفعت نظري قليلاً ، كان يرتدي بدلة كحلية انيقة تحتها قميص ابيض اللون وكانت الازاز العلوية مفتوحة ، رأيته يحرك يديه فامعنت النظر ، يرتدي الكثير من الخواتم في اصابعه ويحيط معصم يديه ساعة بنية .. لم اتجرء وارفع نظري اكثر .. كنت محرجة ، محرجة جداً
قاتلة ؟ هل انا ابدو كـ قاتلة !
..(هبـة ؟ ) نطق لاجفل
هبة ؟ هبة حميد ؟
تجرأت ورفعت رأسي لانظر اليه
(أ..اي أ..نـي هـ هبة)
(عاشت الاسامي ) قال ، لاشعر بحركة بمعدتي
(ه ها ؟ ) نطقت
(اسمج لطيف ) قال
انزلت رأسي للاسفل ، اشعر بالحيرة قليلاً
(هبة باوعي علي ) قال .. وانا مستمرة بانزال رأسي للاسفل
(هبة اني المحامي الي وكلتني المحكمة عليج .. لا تخافين اني راح اوكف وياج ) قال لاشعر بغصة ، تذكرت لقائي بوالدتي وكيف تختلت عني ذلك اليوم .. لابدأ بالبكاء ..
..(هبة .. اريد منج تهدين وتحجيلي كلشي صار ذاك اليوم )
..م ما اگدر
..(لا تكدرين بس اهدي شوية .. احتاج تتعاونين وياي حتى تخلصين من هالقضية )
..والله ما داكدر
..المحامي ايهاب
الساعة الثانية بعد الظهر
صالة الانتظار في سجن النساء في الشالجية/بغداد...
جالس في انتظار موكلتي التي عينتني المحكمة لها ، اشعر بالضيق .. قضية خاسرة منذ البداية .. انا محامي مبتدئ ،الخسارة في قضيتي الاولى يعني فشلي .. القيت نظرة على الاوراق
..الاسم : هبة حميد رجب
العمر :٢٤ سنة
الجنس : انثى
القضية :طعن احد زملائها في قاعات كلية الطب/ جامعة بغداد
..اغلقت الاوراق حال وصول ... ماهذا .. ما هذا الوجه ؟
امرأة بدينة بحاجب سميك وشارب رجل !
..منو تريد ؟ قالت المراة
( موكلتي هبة .. هبة حميد )
انتَ المحامي ؟
( اي اني محاميها ايهاب ال .. لم اكمل اسمي لتقاطعني المرأة
سألت اذا انتَ المحامي ما سألتك عن اسمك ، وخرجت
شعرت بالانزعاج .. يوم متعب وقضية خاسرة وشرطى مجانين
..انتظرت قرابة العشر دقائق وانا منزعج تماماً .. اين تلك الهبة ؟
لتدخل تلك البدينة وهي ممسكة بيد فتاة تبدو صغيرة نوعاً ما، لتتفوه بكلمة صدمت تلك الفتاة لتخرج وتقفل الباب ورائها .
كانت الفتاة واقفة بصمت ، بحزن ، بخوف .. اذاً انتِ هبة ! انتِ القضية الخاسرة ._________________________
هيلوو يا جماعة كيفكون ؟ فصل خفيف ولطيف ❤️
اتمنى يعجبكم ، هي هاي حتكون البداية لقصتنا ❤️
اتمنى منكم تكتبون ارائكم بالكومنت'ز ايجابية كانت ام سلبية ، اريد اسمع ارائكم كلها بدون استثناء ❤️
Big love
![](https://img.wattpad.com/cover/267964120-288-k545712.jpg)
أنت تقرأ
قـاتلة أَم ضحيـة؟
Fanfic"عندما يتراكم عليك كل شيء وتصل الىٰ نقطة لا تتحمل بعدها اي شيء ، احذر ان تستسلم . ففي هذهِ النقطة سيتم تغيير قدرك الىٰ الابد"-الرومي كيف ستتغير حياة الشابة هبة بعدما أُتهمت بطعن احد زملائها وتخلي عائلتها عنها ؟ -أُحبكم جميعاً 💗