مرحبا مجدداً

131 8 16
                                    

(هبة باجر اجي اشوفج واحجيلي على كلشي صار وياج)
...
(محتاجة شي؟ اي شي گولي هسة ؟ )
(قرآن .. اريد قرآن )
(قرآن قرآن ،تتدللين هسة اخليهم يجيـبولچ)
————-
٨ اكتوبر ٢٠١٨
داخل زنزانة في سجن النساء في منطقة الشالجية/بغداد
..

كان لقائي الاول بالمحامي دراماتيكياً بعض الشيء ، كُنت خائفة ،مُحرجة ، لم اتوقف ابداً عن البكاء.. لم استطع .. اخبرني بأن موعد المحكمة بعد شهر وانه يحتاج تفاصيل عن الحادث ..لم انطق بشىء في ذلك اليوم لذا تركني ورحل ..لكن قبل ذلك سألني عن ما احتاج فاجبته اني محتاجة لقرآن .
بعد عودتي الى الزنزانة المشتركة مع ثلاثة من النساء الاخريات ، احضرت لي تلك المسترجلة قرآناً صغيراً ، انتشلته بسرعة من يديها وعانقته بقوة وكأنني اعانق صديقاً قديماً .. اشتقته ،اشتقت الى ربيع قلبي ومؤنس وحدتي .. قرأت وقرأت وقرأت حتى احسست بالطمئنينة تكتسح روحي .
..

(شدتسوين )
قالت احدى النساء التي تشاركني زنزانتي
(كلشـي) نطقت بقلة حيلة

(شنو هذا ) وامسكت قرآني
(قرآن ) اجبتها بسرعة

(اعرف شنو هذا بس شديسوي هنا) قالت المرأة
(اقرة بي) اجبتها

(هه ووحدة مثلج ليش تقرة بي؟) سألت باستهزاء لاصدم والتزم الصمت
(جاوبي؟ ) قالت المرأة

(لانني محتاجة اليه) اجبتها
(ما راح ينجيج من الاعدام ) قالت بشر

(انطينياه) قلت بحزم لتبعده بيدها عني
(ما انطي لوحدة مثلج ) قالت لتضحك بشدة وتبتعد ، لاستقيم من مكاني واتوجه اليها واحاول سحبه من بين يديها لكنها ابت ثم دفعتني ارضاً وقالت:
(اذا تريدين تنجين روحي دبري محامي شاطر ،مو تقرين قرآن) رمته من يدها لاقفز والتقطه واحتضنه داخل صدري بخوف

(شسويتي ) صرخت ، لتبتسم وتقترب مني هي والاخريات ، عدت الى الوراء حتى ارتطمت بالحائط وتقدمت هي الى الامام ثم امسكت بفكي بقوة ارعبتني ثم اخرجت سكينا من جيبها ووضعتها على رقبتي وبدأت بتحريكها

(تصيحين بوجهي؟ ماتعرفين اني منو) سألت باستنكار

(مـا اعرف وما اريد اعرف) اجبت بصوت مرعوب

( اني ميادة .. الشيخة تاج راسج ) قالت

(وخري عني ) قلت واني احاول ابعادها عني

( خل اربيج بالاول ) قالت وهي تضغط على فكي بقوة اكبر ، رُعبت ، استجمعت قوتي ودفعتها عني ثم ركضت نحو باب الزنزانة وبدأت بالصراخ
(ساعدوني .. الله عليكم ساعدوني) صرخت وانا ابكي لتقترب مني ميادة تلك وتمسك بشعري بقوة وتهمس باذني :

قـاتلة أَم ضحيـة؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن