2

173 34 39
                                    


ما يحدُث هو .. لا شيء!

لا شيء بِكُلِّ ما تَحمِلُ مِن معانٍ.

هو فقط .. ذهب وأخذَ كُل شيء.

لَمْ يَترُك لِي نفسي حتى !

ذَهبَ وسَرقَ بسمتي، سعادتِي، رغبتي بِكُل شيء، أحلامِي، وواقِعي.

صِرتُ ذاكَ الشيء الغير مُدرك لأيٍّ مِمّا يدورُ حوله !

ذاك الشيء الفارِغ.

جبانَةٌ أنا .. لَم أفلَح بتَخليصِي مِمّا تُسمي بالحياة اللّعينة !

أُلقِي بِشَفرَتِي بَعدَ تأمُلِها لساعات لأتكوَرُ باكِية بأحدِ أركانِ الغُرفة.

ياللسُخرية !

كُنت على وشكِ أنْ أكونَ صحافِيّة حقيقية وليس مُجرَد مُتدربة بجَريدتِي !

كُنت علىٰ أعتابِ حُلمي الذي سَرقه ذاك اللعين كما سرق كُل شيء.

لكن ماذا حدث ؟

لم أخرُج مُنذُ شهرين تقريبًا ..
لا طعام، الكثير مِن النوم والبُكاء.

بالتأكيد قَد تَمّ طَردِي لتَغيُبِي طوال هذِه الفترة ؟

لا يُهم .. لا شيءَ بالواقِع يُهِم !

-

عَلا صوتُ الجَرَسِ مرّات ومرّات ..
نهَضتُ بتملمُلٍ لأجِد مالِكَ البيت.

«آنستي، مَر شهرين وأيام ولمْ تدفعي إيجارهم، لديكِ مُهلة لآخِر هذا الشهر وإلّا فعليكِ ترك المنزل

عمّ الصمتُ ليقطَعه بعد دقائِق

«عَن إذنك

قَالها وانصَرف لأُغلِق الباب وأنظُر للمنزل ..
هو في حالة يُرثَىٰ لها !

«مِن أين لي بالمالِ الآن ؟»

قُلتُها أُحاوِرُ نَفسي بينَمَا أزفر الهواء وتتخَلل أنامِلِي خُصلاتِي.

«لا أُريد العمل، لكن .. يبدو أنّ لا شيء غيرهُ الآن

-

أخذتُ حمامًا دافِئًا وجلستُ على الأريكة أفتَحُ هاتِفي لأجِد الكثير مِن الرسائل.

كُلها مِن العَمَل فلا أحد يَهتَمُ لأمرِي أصلًا !

رأيتُ جميعهم، كانت إحداهُم مِن المُدير مضمونها

'آمُل أن تكونِي بخير، وآمُل أن تعودي سريعًا.'

كانت بأُولى أيامِ غلقِي للهاتِف ..

'أمازلتُ أستَطِيعُ العودة ؟'

كانت حُروفًا نُقِشَت ..
تَردَدتُ كثيرًا قبل إرسالها ولكن فعلتُ بالنهاية؛ فلا مكان لي غَير هذا.

تَركتُ الهاتِف، أعددتُ قهوتِي ودلفتُ الشُرفة أشتَمُ رائِحة الأمطار بالأرجاء.

لِمَ الحياة مُعقدة لهذه الدَرجَة ؟
لِمَ لا يُمكنني فقط العيشُ بسلام !







چُورِيّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن