Part 1

3.2K 149 48
                                    


Vote + Comment

كان هذا ثاني يوم ممطر يمر على كونوها غيوم سوداء ضخمة غير مبشرة لن تنقشع قريباً على أي حال وتفسح المجال للشمس، سار الشاب ذو الشعر الأسود مرتدياً معطف المطر عبر طرقات المدينة...

كل السكان هرولوا ليصلوا لوجهاتهم أسرع ولم يكن الشاب ساسكي اوتشيها بإستثناء، عبر الشوارع بخطوات واسعة إلى ان وصل بناية مهترئة توشك على مواقعة الأرض...

طلائها المتشقق الذي كان يوماً أبيضاً ونوافذها المتسخة التي غسلها المطر ولا ننسى رائحة السمك التي تنبعث منه، بعد يشك أن هناك من يقوم ببيع السمك داخل المبنى وهم لا يعرفون، رفع نظره وقرأ الكلمات المضيئة بفعل مصابيح النيوين ' شركة كاميناري للعقارات '...

ذم شفته ولعن تحت أنفاسه، ستبدأ معاناته من جديد ويدور في نفس الدائرة المفرغة من الأعمال المملة والأوراق المتكدسة، يفكر احياناً ما الذي أحضره للعمل هنا منذ البداية...

يتذكر أن والده إقترح عليه العمل في شركته لكن الأهبل رفض وأراد شق طريقه وحده في عالم الاعمال لا يريد أن يكون ظلاً لوالده وشقيقه الأكبر لذا قدم للكثير من الوظائف ناسياً اهم نقطة أن كونوها تعاني من البطالة...

إستغرقه الأمر عاماً كاملاً حتى يجد وظيفة لا تناسب شهادته طبعاً لكنه كان سعيداً فأخيراً سيتخلص من ضغط والدته له لينضم لوالده في العمل...

والأن بعد سبعة أشهر من العمل كره اليوم الذي قدم طلب العمل هنا وبل وصل به المطاف أن يحاول قطع اليد التي كتبتْ الطلب...

كفتى منحدر من أغنى العائلات واجه العديد من المشاكل الوجودية،خصوصاً كيفية تعامله وإختلاطه مع زملاء العمل هم أشخاص جيدون لكن هو لا يشعر بالراحو في التواجد بينهم...

صعد ساسكي الدرجات الرطبة بحذر هازاً برأسه كتحية لكل من يمر من جانبه، هذا أقصى ما يقدر على فعله على أي حال...

وصل ممر متوسط الحجم به ثلاثة أبواب مؤدية إلى مكاتب يعمل بها الموظفين، كل مكتب يعب عن قسم معين وهو تابع لقسم الهندسة المعمارية...

حاول بقدر الإمكان تفادي المشي بصوت مسموع لأن الأرض الخشبية رطبة وتعكس خطوات النملة كأنها خطوات فيل ضخم وهو لا يحب موظفي قسم الحسابات والتصميم الداخلي هم أشخاص مزعجين كل ما يجيدونه هو التراهن والشرب في العطل، لذا لا يحب الإحتكاك بهم أبداً...

بنجاح باهر إستطاع إدراك الباب وبسرعة البرق فتحه وإنسل إلى الداخل وأغلقه من خلفه، وقف معطياً الباب ظهره وتنهد براحة مغمضاً العينين ثم فتحهما متأملاً الغرفة متوسط الحجم، بها ثلاث مكاتب وخمس ادراج ضخمة والكثير من الاوراق الكبيرة والأدوات الهندسية...

مزعجة! ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن