قصص - Stories

22 8 0
                                    

كان يا مكان في قديم الزمان كان هناك شجرة تفاح مورقة الأغصان، مليئة بالثمار الناضجة الجميلة، تتمايل بفخر وسط الأشجار متعالية بجمال حبات التفاح ذات اللون الأحمر على أغصانها، وكانت تلك الشجرة تجاورها شجرة زيتون تقف بجانبها. وذات يوم قالت شجرة التفاح لجارتها بكل فخر: أتعلمين يا صديقتي أنني أكثر منك جمالاً وشباباً، فأنا أوراقي تتجدد بشكل دوري وثماري ألوانها حمراء جميلة، تضفي علي بلونها جمالاً وبهاءاً ليس له مثيل. كما أن الجميع يحبني الصغار والكبار يتمنون الأكل من ثماري اللذيذة، على عكسك انتي فيؤسفني أن أخبرك بأنكِ عتيقة لا تتجدد أوراقك في فصل الربيع، بل وأيضاً ثمارك ذات طعم لاذع ومُر ولا يقترب منك أحد، سمعت شجرة الزيتون هذا الكلام الجارح ولم تنطق بأي كلمة لأنها كانت طيبة ومتواضعة فقط اكتفت بالصمت أمام غرور وتكبر شجرة التفاح.

وفي يوم من الأيام مرت شاة صغيرة بالقرب من تلك الشجرتين، فاقتربت من شجرة التفاح وطلبت منها بكل احترام بعض الأوراق لتسد بها جوع معدتها الخاوية، ولكن شجرة التفاح المُتكبرة والمُتعالية صرخت بغضب وهي تصيح في الشاه المسكينة قائلة: لا تقتربي مني أيتها الحقيرة.

خافت الشاة وجرت بعيداً وهي تبكي، و كانت شجرة الزيتون تراقب ما حدث مع شجرة التفاح والشاة الصغيرة فنادت عليها شجرة الزيتون الطيبة، و سمحت لها بأكل بعض أوراقها، فأكلت الشاة حتى شبعت ثم شكرت شجرة الزيتون رقيقة القلب.

وبعد بضع ساعات مر مجموعة من الأطفال على تلك الأشجار، فاقتربوا من شجرة التفاح بهدف القطف من تفاحها اللذيذ الناضج، ولكن تلك الشجرة الأنانية رفضت بكل تكبر وخيلاء اسقاط تفاحها للأطفال، وقامت بضم أغصانها لتخبأ ثمارها بين الأوراق حتى لا يراه الأطفال.

غضب الأطفال بشدة من تلك الشجرة وساروا مبتعدين عن شجرة التفاح الأنانية، كل ذلك وكانت شجرة الزيتون الطيبة تقف على مقربة تتابع وتراقب كل أفعال شجرة التفاح، فتحدثت اليها الزيتون توجه إليها النصح، ولكن شجرة التفاح لم تستمع اليها واستهترت بكلامها

وفي تلك الليلة قامت عاصفة شديدة وانهمرت الأمطار بغزارة في تلك الحديقة، ولم تتحمل شجرة التفاح قوة الرياح وشدة الأمطار، واخذت تصرخ وهي ترى ثمارها الجميلة التي كانت تتباهى بها تساقط أمامها على الأرض يصاحبها الكثير من الأوراق الخضراء والغصون الرائعة، حاولت شجرة التفاح طلب النجدة من الزيتون الطيبة، إلا أن قوة صوت الرياح مثل عائقاً دون وصول صوتها إلى الزيتونة.

استمرت العاصفة حتى الصباح وبعدها هدأ الجو واتضحت الرؤية، لقد أصبحت شجرة التفاح الأنانية والمغرورة مجرد شجرة قبيحة مُكسرة الغصون، ليس بها أي شكل من أشكال الحياة، بلا ثمار ولا أوراق.

أخذت التفاحة الانانية تبكي بحسرة وحزن شديدين، وعندما رأتها الزيتونة الطيبة حزنت عليها وقالت لها: إن كنتي قدمتي ما منحك الله عز وجل من هبات، لما حدث لك هذا، لقد عاقبك الله على أنانيتك وغرورك.

🎉 لقد انتهيت من قراءة العدد الثالث - جويلية 2021 🎉
العدد الثالث - جويلية 2021حيث تعيش القصص. اكتشف الآن