الجزء الأول

107 5 0
                                    

" نعم سيدة رنا، ماذا فعلتي في منزل السيدة حليمة يوم الأحد الساعة 12 منتصف الليل !" 

خرج صوتها مرتجفًا خائفًا فقد كانت تجلس في غرفة فارغة لا يوجد بها سوى كرسي وطاولة وهي تجلس على ذلك الكرسي، وأمامها هذا الرجل يسألها بأستمرار عن شي تجهله: 

" صدقني سيدي أنا لم أغادر المنزل ليلتها " 

ضرب بيده على الطاولة بقوة وصرخ لينتفض جسدها خوفًا : 

" ومن الذي خرج ليلتها ! " 

نزلت دموعها بغزارة وهي تردد عبارة واحدة :

" أنا لم أقتلها، أنا لم أقتلها " 

في الجهة المقابلة يراقبها بعض المحققين ومن ضمنهم حسين حتى يرى أن كانت تقول الحقيقة أم لا، تنهد الجميع بنفاذ صبر، لينطق السيد شاهين : 

" ليست المجرم " 

نظر الجميع إليه بعدم تصديق ليجيب : 

" ألا ترون ليست المجرم، هل هناك مجرم سيبكي هكذا حتى لا تشُك الشرطة فيه بالطبع لن يستطيع، أن انفعالاتها طبيعية لشخص عادي، أطلقوا سراحها أننا نضيع الوقت في اعتقالها والتحقيق معها بينما المجرم في الخارج " 

أنهى جملته بغضب لينهض من مقعده ويغادر الغرفة إلى مكتبه، تحدث حسين : 

" ربما مُحِق، زوجها كان مترددًا في إعطاء أدلته هذا يوضح برائتها " 

نطق أحد أفراد الشرطة : 

" نطلق سراحها !" 

"ليس الآن، ضعوها في الزنزانة سنراها لاحقًا " 

أخرجوها من تلك الغرفة واضعيها في زنزانة صغيرة باردة  بهذا الشتاء احتضنت نفسها بكفيها وعينيها تذرف الدموع بغزارة مشكلة خط ساخن على خديها، جلست على الكرسي الخشبي الطويل الموجود في الزنزانة، جلست وحدها وكأن العالم تخلى عنها ولا يريد الاعتراف بها، أين العدالة تُنصِفُها ! .

***

في الطرف المقابل كانت تجلس نادية وهي تقضم اظافرها بعشوائية ويتحرك يمينًا ويسارًا آصف، وعابد يراقبهم بصمت، نطق عابد بعد تردد واضح لكن لم يُلاحظه أحد : 

" أمي لم ترتكب شيئًا " 

نظر له الاثنين باستغراب ليكمل : 

" كانت نائمة في غرفتي ليلتها، فهي لم تغادر الغرفة انا متأكد " 

صرخ آصف : 

" لماذا لم تتحدث أمام الضابط قبل أخذها !" 

امتلأت عيني الطفل بالدموع ليجيب : 

" كُنت خائفًا من أبي " 

تنفس بضيق لينطلق خَروجًا من المنزل، استوقفته نادية ممسكة بذراعه : 

" ماذا ستفعل !"

نظر لأخيه الصغير ليمسكه من كفه ويجره معه عادت لتصرخ بأخيها : 

" هاي أنت ماذا تظن نفسك فاعل !" 

" اتبعيني وفمك مُغلق " 

خرج ثلاثتهم من المنزل و يستقلون أول سيارة أُجرى يرونها، بعد اختفائهم من الشارع ببضع دقائق تتوقف سيارة أجرى لينزل منها أديب .

من الفاعل / مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن