المقدمة

1.9K 110 159
                                    

_ توسّطت الشّمسُ في السّماء معلنةً قدومَ الظهيرة، الرياحُ عاليةً في الأرجاء والطقسُ جميلٌ للتنزه في تلكَ الحديقة المليئة بالأشجارِ الخضراء العالية والأرضُ الخصبة

أغلبُ العائلات تجلسُ على العشب ومعهم سلّاتِ الطعام، يُنادونَ أطفالهم للتّوقفِ عن اللعب والذهابِ لتناولِ شطائرَ الجبن مع آباءهم وأمهاتهم

طارت كرةُ القدم في السّماء مبتعدةً لمكانٍ بعيد بالقربِ من الغابةِ المظلمة، تقعُ بالقربِ من الحديقة المخصصة للتنزه

تأففت الفتاة الصغيرة ناظرةً للكرة الّتي رحلت بعيداً عنها،ذو شعرٍ كستنائي يصلُ لأسفلِ كتفها مع جسد صغير الحجمِ نسبةً لعمرها الصغير

اتّجهت نحوَ صديقها الّذي كانَ موجهاً نظرهُ نحوَ الغابةِ المظلمة محاولاً البحث عن الكرة الّتي اختفت بلمحِ البصر!

"آدم!.."

نادتهُ بإسمه ليُديرَ رأسهُ نحوها مبتسماً إبتسامة ساحرة تخطفُ الأنظار للطافته، ظهرت غمازتيهِ مع إبتسامتهِ الواسعة وعيناهُ تلمعُ وهو يرى صديقتهُ تّتجهُ نحوه

"انتبهي كي لا تسقطِ!.."

ركضَ نحوها وهو يُحذرها بصوتهِ الطفولي وما زالَ مُحافظاً على إبتسامته، أمسكَ يدها بخفة كي لا تسقط

اتّجهَ نحو وجهها مقبلاً خدها الأيمن برّقة مطبطباً على شعرها لتظهر تعابير الإنزعاجِ على وجهها، أبعدت يده ضاربةً إياها وحاجبيها منعقدين بقوة

"أخبرتكَ أكثر من مرة أن لا تقم بتقبيلي على خدي في الأماكنِ العامة!.."

ظهرَ صوتها ناعماً غاضباً وطفولياً بينما آدم أنزلَ رأسهُ للأسفلِ ونظرهُ يوجههُ تارةً للأرضِ وتارةً لوجهها

"لقد نسيت، لكن لم يرنا أحداً جودي.."

حوّل نظرهُ للناس الذين حولهم ليلفت إنتباههُ والدهُ الذي يُناديه

"أعتقدُ بأنّهُ يجبُ علينا الذهاب كي نتناولَ شطائرَ الجبن فأنا جائع.."

"لكن..ماذا عن الكرة؟.."

"نُحضرها بعدَ الغذاء ما رأيك؟ فأنا لا أعتقدُ بأنّه بقدرتي تحمّلَ صوتِ عصافيرَ بطني!.."

تنهدت وهي تُحاولُ التّفكيرَ بخطة إلى أن أتت فكرة ببالها وهي تتخيلُ ظهورَ مصباحٍ صغير فوقَ رأسها كأفلامِ الكرتون

"ما رأيكَ بأنّ تذهبَ إليهم وأنا أُحضرُ الكرة؟.."

"ماذا لو كانَ هنالكَ وحوش في الغابة المظلمة؟ ربما قد يقومونَ بإيذاءك أو يتناولونكِ على الغذاء؟!!.."

"لا تخف أنا شجاعة وسأتغلبُ عليهم كلهم، انظر لعضلاتِ يدي.."

أبعدت كمَّ فستانها مظهرةً ساعدها النحيف وهي تتفاخرُ بعضلاتها الغير موجودة

لعنةُ الخيالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن