PART 07

309 47 54
                                    

_ مرّت عدّةُ أيامٍ تنتظرُ بها جودي مجيئ يومَ أخذِ أول جرعة كيميائية لها، تشعرُ بالتوترِ والخوفِ داخلها طالما ستتحدّى أسوأ مرض، لم تكن تتخيّلُ يوماً بأنّ شيئاً من هذا قد يحدثُ لها في يومٍ من الأيام، تظنُ فقط أنّها ستعيشُ بطبيعية، لكن ما لم تكن تعرفه، هو أنّ الحياة دائما ما ستفاجئك بمفاجآتٍ لم تتوقعها يوماً

تنهدّت بتعبٍ شديد ورقبتها تؤلمها، لقد نامت عليها بطريقة خاطئة مما سبّبَّ الألم لها، أمسكت بكأسِ الماء الموضوع على الطّاولة وشربته بأكمله، بسبب حلقها الجاف، عندَ النوم يجفُ حلقها ودائماً ما تستيقظُ مع العطش

تذكرت عندما رأت الفتاة الآسيوية، أو للتصحيح، عندما تخيلت، لقد كانت تشغلُ بالها في البداية لكن بعدها قد نسيت ما حدث، ولم تعد تهتمُ لها أيضاً

رغمَ أنّهُ للآن لم تفهم سبب تخيّلها للأمر، إضافةً لذلك، لم تصدف أبداً وأن رآتها لتلكَ الفتاة، أو حتّى الشّاب ذو الشّعرِ الأشقر الّذي كانَ معها

بقيت تتساءلُ بهل يا تُرى العقل البشري قادر على خلقِ شخصيات من وحي الخيال أو تخيّل شكلها كاملاً دونَ أن تكونَ حقيقية؟

خطرَ ببالها فجأة، ماذا لو شاهدت حياة شخصين مشابهة لحياتها؟ أو ربما عقلها قادر على رؤية حياة من يُشبهونَ حياتها

أغلقت على يديها ووجهها يحملُ تعابيرَ غريبة، ربما الأمر برمته هكذا، لكن عقلها لم يكن يستوعب كيف يُمكن لذلك أن يحدث؟

بدا الأمر مُعقداً كثيراً بالنّسبةِ لها، ومع مرور الأيام وعدم إيجادها لإجابة محدّدة لما حدث، شعرت بالملل من مُجردِ التّفكير بشيءٍ واحد لعدّةِ أيامٍ متواصلة، وتناست الأمر برمته

دخلَ آدم للغرفة مُغلقاً البابَ وراءه، وهو قد أتى ناوياً أن يجعلَ جودي تستعدُ نفسياً للدواء، وهو متأكد أنّها ليست كذلك

نظرت جودي نحو آدم مبتسمةً بوجهه، والتوترُ يزدادُ داخلها أكثر مع إقترابِ عقربِ السّاعة للثانية والنصف، أيّ بقي فقط عشرُ دقائق وسيأتي الطّبيب كي يُعطيها أولَ جرعة كيميائية

"هل حضّرتِ نفسك للعلاج؟.."

شردت قليلاً تتذكرُ تحضيراتها الّتي كانت نفسية أكثر من كونها جسدية

"أجل، لقد فعلت، حتّى أنّني مُستعدة نفسياً.."

"لا تبدينَ كذلك.."

أدارت رأسها نحوهُ مُحاولةً عدم جعله يشعرُ بما يدورُ داخلها

"ليسَ كثيراً، أقصد..متوترة، لكن قليلاً فقط.."

إرتجاجُ قدميها مع رجفةِ يديها الّتي كانت تُحاولُ ضمهما مع بعضهم لمنعهم من الإرتجاف أثبتَ لهُ كم كانت متوترة

إلتقطَ يدها اليمنى ضامّاً إيّاها داخلَ يديهِ الّتي بدت ضخمة أمامَ يديها الناعمتين، يبثُ لها كلَّ ما لديهِ من دعم وتشجيعٍ لها، عن طريقِ إمساكِ يدها فقط

لعنةُ الخيالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن