<البدايات لا تمنحكَ الحقيقة، النّهاياتُ تفعل..>
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
_ فتحت جودي بابَ السّيارة كي تركبَ بها، وهي تضعُ حقيبتها في المقاعدِ الخلفية، لقد جهّزوا أنفسهم بسرعة واتّجها للسيّارةِ فوراً كي يذهبا للكوخ ويعودانِ بسرعة للمستشفى
"تأكدِ ما إن كنتِ قد نسيتِ شيئاً.."
"كل شيء جاهز، إنطلق فقط ولا تُماطل.."
زفرَ الهواءَ بهدوء وهو يربطُ حزامَ الأمان، يشعرُ بالتوتر رغمَ أنّهُ لا يوجدُ دافعٌ لذلك برأيه
إنطلقَ بالسّيارة متجهاً نحو الطّريق العام، كي يتجهَ بعدها نحو ريفِ جنيف موقع الكوخ، بينما جودي تُشاهدُ الطرقات صامتةً، تُفكر بما ستفعلهُ عندما تصلُ هناك
لا تتذكرُ أينَ وضعت الرواية والقلم آخرَ مرة، تذكرُ بأنّهم قد نقلوا كلَّ الأغراض للقبو وأبقوهم هناك، تُرى هل ستجدهم مخبّئينَ في القبو؟
تذكرت بأنّهُ يجبُ عليها أن تُغير النهاية بنفسِ القلم، تغييرهُ بقلمٍ آخر لن يقومَ بتغيير النهاية الحقيقية، لكن يبدو بأنَّها إن فعلت الأمر بشكلٍ صحيح، فسوفَ تنجو على الأقل
أخذت نفساً عميقاً مُحاولةً بدءَ حديثٍ مع آدم كي تُخففَ من توترها ونبضُ قلبها السّريع الّذي لم تجد سبباً له
"برأيك، إن كانَ الأمر كلّهُ صحيحاً، فهل يا تُرى سوفَ أنجحُ بتغييرِ النهاية؟ وسوفَ أستطيعُ تغييرَ نهايتي؟.."
نظرَ لها لثوانٍ ثمَّ عادَ ينظرُ نحو الأمام مُفكراً بكلامها الّذي زادَ من توترهِ أكثر، رغمَ أنّهُ من البداية لم يُصدقَ ما قالته
"أنتِ فقط اكتبِ نهاية جديدة بالقلم وأريحِ بالك، وبعدها سيكونُ كلَّ شيءٍ بخير.."
عادت لمشاهدةِ الطريق من النافذة، تصرفاتِ آدم الباردة تُزعجها جداً، كانَ من المفروضِ أن تجعلهُ يُصدقُ كلامها على الأقل، لكنّها الآن تشعرُ وكأنّهُ مجبورٌ على آخذها للكوخ، أو كأنّهُ يُجاري جنونها فقط
مما جعلها تشعرُ بإحباطٍ وخيبةَ أملٍ شديدين، لا تشعرُ حقاً بأنّها تُهلوس، تشعرُ بداخلها بأنّ الأمورَ حقيقية وليست كذبة أو هلوسات كما كانَ يقولُ آدم
حاولت تجاهلَ أفكارها فيما بعد، عن طريقِ مشاهدةِ الجبال المثلجة المغطاة بالغيوم السّوداء، لتشعرَ بأنّها سوفَ تُمطر عمّا قريب، والغيومُ السّوداءِ لا تُبشرُ بالخيرِ أبداً!

أنت تقرأ
لعنةُ الخيال
خيال (فانتازيا)_ ماذا لو أصبحت حياتك مألوفة بالنّسبةِ لك؟ والكلمات الّتي تخرجِ من فمك قد قلتها مُسبقاً لكنّك لا تتذكرها؟ متأكدٌ من أنّك قلتها وعشتَ هذهِ المواقف لكنّك لم تفعل!. مشاعرِ المراهقة الّتي كانت متراكمة تم تفريغها والتّخلصِ منها عن طريقِ الكتابة لتعودَ بع...