_ جفلت جودي برعب وإنقطعت أنفاسها بعدَ أن فُتحَ عليها البابَ فجأة، لتظهر ممرضة قد فُزعت أيضاً من وجودِ جودي
"أنا آسفة سيدة جودي لأنّني أرعبتكِ هكذا، لم أكن أعلم أنّهُ هناكَ أحدٌ ما هنا في المطبخ.."
هدأت جودي قليلاً وإستعادت أنفاسها وتوازنها ناظرةً نحو الممرضة بإبتسامة
"أنا آسفة أيضاً، لأنّني دخلتُ المطبخَ دونَ إذن، لقد شعرتُ بالعطشِ فجأة، وأردتُ شربَ المياهِ لا أكثر.."
أومأت لها الممرضة وعلى وجهها إبتسامة ضاحكة على هذا الموقف المرعب الّذي حدثَ لهم، لتتجاهلها جودي ناظرةً نحو مكانِ سقوطِ الكتاب، لكنّهُ قد إختفى
ضغطت بيدها مُغمضةً عينيها بخيبةِ أمل، وقد فهمت كلَّ شيء، لقد إختفى ذلكَ الكتاب، لأنّهُ كانَ من خيالها فقط
إتّجهت مرّةً أخرى نحو غرفتها كي تستلقي على السّرير وتُرتبَ أفكارها هناك بشكلٍ أفضل، هي تحتاجُ حقاً لذلك، وخاصةً أنّها أخيراً قد أمسكت بطرفِ الخيطِ الّذي سيساعدها في حلِّ كلَّ الأسئلة والألغاز الّتي عجزت عن حلّها
إستلقت على السّرير شاردةً بالسقف، النوم قد طارَ من عينيها بالفعل، لذا تملكُ وقتاً كي تُفكرَ به وتستعيدَ ذكرياتها الّتي تذكرتها بعدَ رؤيتها للكتاب
قراءتها للكتب الكثيرة، أنمت داخلها حباً وشغفاً للكتابة، كانت دائماً تقولُ بأنّها إن لم تحققَ حلمها بأن تصبحَ متزلجةً في الجليد، فسوفَ تُصبحُ كاتبة
لم تكتبَ في حياتها، إلّا رواية واحدة، ألا وهي داخلَ ذلكَ الكتاب، ولم تكتبها، إلّا عندما تأكدت بأنّها قد طوّرت خيالها وسردها في الكتابة
بدأت بكتابتها عندما كانت في عمرِ الرابعةَ عشر، ولم تاخذَ منها وقتاً طويلاً حتى إنتهت، فلقد بدأتها ببداية عطلةِ الصيف وإنتهت منها لآخرَ صفحة مع نهايته
تنهّدت بألم ودموعها قد أغرقت عينيها لتغمضها مع نزولِ الدموعِ إلى خديها، تشعرُ بأنّ صدرها مكتوم، الأمر لا يُصدقُ بتاتاً
لا تُصدق أنّهُ قد يأتي يومٌ ما وتبكي لأجلِ رواية، لأنّها وبتلكَ اللحظة الّتي نزلت دموعها ، أدركت بها أنّ تلكَ الرواية بطلتها آسيوية وبطلها فتى أشقر كانَ صديقاً للبطلة
أيّ بمعنى أنّ الأشخاصَ الّذينَ تخيلتهم، هم أبطالُ روايتها!، الّتي كانت تُفرغُ بها كلَّ إكتئابها وحزنها بها
قصةُ تلكَ الرواية كانت عن الفتاة الكئيبة الّتي تكونُ موجودة بكلِّ مكان، وبسببِ إكتئابها فقد تسببَ لها بورمٍ في دماغها ولم تكتشفهُ إلّا بمراحلهِ الأخيرة، وكانت تقضي آخر أيامِ حياتها مع صديقها وحبيبها جون الأشقر الكوميدي، الّذي كانَ يُحاولُ إبعادَ الحزنِ عنها بأيّةَ طريقة كانت

أنت تقرأ
لعنةُ الخيال
Fantasy_ ماذا لو أصبحت حياتك مألوفة بالنّسبةِ لك؟ والكلمات الّتي تخرجِ من فمك قد قلتها مُسبقاً لكنّك لا تتذكرها؟ متأكدٌ من أنّك قلتها وعشتَ هذهِ المواقف لكنّك لم تفعل!. مشاعرِ المراهقة الّتي كانت متراكمة تم تفريغها والتّخلصِ منها عن طريقِ الكتابة لتعودَ بع...