《بعدَ ثماني عشرَ سنة》
《جنيف ؛ سويسرا》
《السّاعة 04:17pm》
_ صوت التقاطِ صورِ من الكاميرات عالياً وأضواء كثيرة تعمي العينين، الحاضرون يجلسونَ على كراسي كلٌّ منهم ينظرُ نحو عارضَ أزياءٍ معين ويقيموا الملابسَ على دفاترهم، ويصدحُ في الأرجاءِ صوت موسيقى للعرض
خرجَ شابٌ طويل للمنصّة يمشي بتوازن ووجهه ثابث ذو تعابير جامدة، ذو عينينِ بندقيتانِ اللون كلونِ لوحِ شوكولا ذائب، شعرٌ أسود كسوادِ سماءِ الليل و كثيف ككثافةِ العشبِ الطويل في الأراضي الزراعية، فكٍ حاد بملامح حادّة وبشرة حنطيةِ اللون كلونِ القمح الزراعي، يرتدي بدلة رسمية يستعرضها للحاضرين
أدخل يدهُ في جيبِ البنطال واقفاً أمامَ الكاميرات الّتي لا تُضيعُ أيّ فرصة دونَ إلتقاطِ صور إضافية،
إستدارَ للخلفِ دونَ إزاحةِ عيناهُ عن الكاميرات ثمّ مشى مرة أخرى بإستقامة متّجهاً ليقفَ مع العارضينَ المتبقيناتّجهَ آخرَ عارض ووقفَ بالقربِ منهم ليمشوا بعدها سوياً واحداً وراء الآخر، مشى آدم بعدَ أن آتى دوره وما زالت الكاميرات تلتقطُ الصّور
ثبّت نظرهُ للأمامِ مستديراً بخفة مع باقي العارضين ليقفوا مرّةً أخرى بالقربِ من بعضهم والحاضرون وقفوا ليصفقوا للعرضِ المبهر الذي حضروه
انتهى بعدها العرض ليتجهَ كلٌّ منهم نحو مرآته، اتّجهَ آدم نحو غرفة تغيير الملابس كي يعودَ للمنزلِ بسرعة فحتماً اليوم كانَ متعباً بالنّسبةِ له
سقطت ملامحُ الجمود عن وجهه ليحلَّ محلها تعابيرَ الحماسِ وغمازتيهِ قد ظهرت وإبتسامتهُ لم تُفارق وجهه رغم تعبه
اتّجهَ مرّة أخرى نحو المرآة ليعدلَ شعره وأغلبُ العارضين قد رحلو لمنازلهم، إلا واحداً قد وجّه حديثهُ إليهِ
"ما هي مشاريعكَ لليوم؟."
نظرَ نحو الآخر متذكراً أعمالهِ لليوم
"هنالكَ مسابقةُ تزلجٍ لليوم أريدُ حضورها.."
"يا للخسارة، كنتُ أودُّ أنّ نذهبَ لقضاءِ وقتٍ ممتع مع بعض.."
تكلّم الآخر بإستياءٍ واضح
"لا بأس يمكننا الذهاب في وقتٍ آخر."
طبطب آدم على كتفهِ متجّهاً نحوَ هاتفه، ضغطَ على اسم 'جودي' ليضغطَ بعدها على رسمةِ هاتفٍ متّصلاً بالأخرى...
...
يتطايرُ شعرٌ كستنائي بحرية كأمواجِ بحرٍ عليلة، يصلُ لآخر الكتفين، و عينانِ عسليتان كلونِ العسلِ الصّافي الطّازج، رقبة مليئة بالشامات وبشرةٌ سمراءُ اللون
أنت تقرأ
لعنةُ الخيال
Fantasy_ ماذا لو أصبحت حياتك مألوفة بالنّسبةِ لك؟ والكلمات الّتي تخرجِ من فمك قد قلتها مُسبقاً لكنّك لا تتذكرها؟ متأكدٌ من أنّك قلتها وعشتَ هذهِ المواقف لكنّك لم تفعل!. مشاعرِ المراهقة الّتي كانت متراكمة تم تفريغها والتّخلصِ منها عن طريقِ الكتابة لتعودَ بع...