PART 10

308 39 39
                                    

_ عندما يتقدّمُ المرء بالعمر، وتصبحُ لديهِ إهتمامات وأهداف أكثر من ذي قبل، ينسى ما كان يهتمُ له عندما كانَ طفلاً، ينسى الأشياء الثانوية بسهولة

تتطورُ أفكارهُ وتتجددُ أهدافه، يكتشفُ الحياة على حقيقتها، وبأنّها لن تُحققَ لنا كلَّ ما نريدهُ، وستصفعنا دائماً وتصدمنا بالواقع المرير

وبسببِ كلِّ تلكَ الأفكار الّتي تغيّرت، سينسى ما كانَ يُفكرُ به قبلاً، ما كانَ يفعلهُ وما كانَ ينوي فعله، لأنّهُ تركها خلفهُ بالفعل

فهل يا تُرى كلَّ شيءٍ قد نسيناهُ غيرُ مهمٌ حقاً؟ وهل هي حقاً مجرّدَ أمورٍ ثانوية؟ ماذا لو كانَ الأمرُ يتعلّقُ بحياتكَ وأنتَ قد نسيتهُ؟ وأنتَ بالفعلِ خائف من أن تتذكرهُ بعدَ فواتِ الأوان!

كانت دائماً جودي تُفكرُ بالنسيان، وبأنّها تمتلكُ جزءاً ما بحياتها منسي، لا تتذكرهُ كثيراً، والشّيء الوحيد الّذي تتذكرهُ عنه، بأنّ هذهِ الفترة كانت من أصعبِ فتراتِ حياتها

فترةُ مراهقتها منسيةً نوعاً ما، لقد كانت دائماً تُحاولُ تناسيها ومع الزمن، نسيتها بالفعل، بعدَ أن أقنعت نفسها بأنّها كانت فترة سخيفة جداً وكئيبة

مراهقتها لم تكن جيدة أبداً، كانت تلكَ أصعبُ فترة قد تمرُّ عليها، دائماً مكتئبة، إنطوائية، حسّاسة ودرامية كثيراً كما كانت تُسميها هي، رغم أنّها قد تكون مرّت على جميعِ المراهقات

ليسَ وكأنّها عانت كثيراً من أحد، أو خسرت أحد، كانت تعيشُ مع والديها الّذين يحبانها ويفعلا أي شيء تطلبه، صديق أكثر من رائع وبالطبعِ مع مرور الزمن تحوّلَ لأكثر من صديق، ومنزل رائع تسكنُ به

أليست تلكَ أحدُ أهمِ الأشياء؟ يقولون أن تمتلك عائلة ومنزل تعيشُ به وطعام تأكلُ منه، فهذا يعني أنّك غني، فأكثرَ من نصفِ العالم لا يملكونَ هذهِ المواصفات

لكن هي، كانت تشعرُ بأنّ حياتها فارغة، لا تعيشُ لهدفٍ محدد، تقضي وقتها بالدراسة إن وجدت، تأكل وتنام، تشعرُ بأنّ أهلها يبغضونها ويكرهونها، ولا يهتمونَ لها، بينما هم فقط يُريدونَ أن تكونَ سعيدة

ليسَ وكأنّهم كانوا آباءٍ سيئين، بل كانا مثاليين كثيراً، يهتمانِ بها، يرعونها والأهم، يحبانها من قلبيهما

إنّما فقط، كانت مشاعرُ المراهقات، فأغلبُ المراهقات يشعرونُ هكذا، ويغضضنَ بصرهنّ عن كلِّ ما يفعلنهُ آباءهم لهم، متجاهلين شكرهن وناكرين لتعبهن

وهي كانت من هذا النوع، لكن بعدَ أن كبرت قليلاً وأصبحت واعية، تغيّرت كثيراً، وبالطبعِ للأفضل، أصبحت ترى الحياة بشكلٍ إيجابي، لم تعد تلكَ الفتاة المكتئبة والمتشاءمة، أكملت دراستها، لديها عائلة رائعة، وحبيب يحبها ويهتمُ لها، ولا ننسى قد حققت حلمها وأصبحت متزلجة على الجليد

لعنةُ الخيالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن