<الفشلُ ليسَ النّهاية، بل بداية تمهيدية للنّجاح>
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
_ وسطَ عتمةِ الّليلِ المظلمة، النجوم تلمعُ في السّماء وكأنّها شموعٌ صغيرة معلقة، القمرُ المكتملٌ يُنيرُ الأحياء والشّوارع المضاءة بأنوارٍ خافتة، الطقسُ شديدُ البرودة والهواء الطّلقُ والنقي يملئ الأرجاء، والأشجارُ تتحركُ بخفة بسببِ الرّياح الخفيفة وكأنّ أوراقها تتمايلُ تحتَ نورِ القمر المبتهج
قادَ آدم سيارته وجودي تجلسُ حزينةً بالقربِ منه، تذرفُ دمعاتها بصمت ومقلتيها تتلألئُ بدموعِ القهر والألم
بلعت غصتها بصعوبة محاولةً كتم شهقاتها، شعورٌ سيء جداً يجتاحها وقلبها مقبوض بشّدة ليؤلمها ذلك، ضمّت نفسها أكثر عندما شعرت بالهواءِ يلفحها بقسوة وهي تُراقبُ السّيارات من النافذة
خسرت المسابقة وخسرت فرصتها الذهبية التي كانت بينَ يديها، لو فقط حاولت أكثر لربما كانت الآن بمكانٍ أفضل، لربما كانت لتكونَ سعيدةً الآن وتبكي فرحاً لا حزناً وألماً كما الآن
لم تستطع حتّى التفكير بخسارتها بقدرِ تفكيرها بالألم الذي تشعرُ به، ليس فقط ألم الخسارة والفشل، إنما أيضاً ألمُها الجسدي، ظهرها ما زالَ يؤلمها وما زالت تشعرُ بعدمِ التوازن في جسدها ورأسها يؤلمها حدّ الأنين!
أوقف آدم سيارته مستديراً نحوَ جودي، أمسكَ بيدها لتنتبهَ له وتستديرُ نحوه، إقترب منها دافناً وجهها بكتفه ضامّاً يديهِ حولَ جسدها الذي إرتجف أكثر مع معانقتهِ لها
أدمعت عينيها أكثر لتبكي بصوتٍ عالي وبقهرٍ شديد، بقيَ آدم مشّدداً عناقهُ عليها ويُمررُ يديهِ على ظهرها بخفة، محاولاً مساندتها والتّخفيف عنها
يعلمُ جيّداً كم أنّ المسابقة كانت مهمة لها، ومع خسارتها ساءت الأمور، رغمَ قناعتهِ التّامة بأنّهُ لا يهمُ إن نجحت أو لا، بل ما يهم هو أنّها شاركت على الأقل، لكن هي فدوماً كانت تحلمُ بالفوزِ وتعملُ لأجله، لذا يعرفُ مدى كبرِ جرحها وأذيتها بسبب الفشل
أقربها إليهِ أكثر واضعاً يدهُ على شعرها لتدفن رأسها في كتفهِ أكثر مع إنخفاضِ صوتِ بكاءها، بقيا على هذهِ الوضعية لدقائق وما زالَ آدم يُطبطبُ على ظهرها وتعابيرَ وجههِ حزينة وخائفة على جودي
بقيت جودي تُعانقهُ وقد توقفت عن البكاء، لكن لم تذهب تعابيرِ الحزن عن وجهها، إنما فقط هدأت قليلاً، أخذت نفساً عميقاً وهي تتنفسُ من رائحتهِ الّتي بثت لها الإطمئنان
أبعدها عنهُ بعدَ لحظات متفحصاً وجهها الذي أصبح أحمرَ اللون بسببِ بكاءها، عدّل شعرها القصير الذي يصلُ لأسفلِ كتفها ومسحَ دموعها بإبهامه بخفة
"أعلمُ بأنّ المسابقة كانت ثمينة بالنسبةِ لكِ، لكن هنالك أكثرُ من فرصة لكِ كي تُشاركِ بها مرّةً أخرى، حتّى لو كانت هذهِ الفرصة بعيدة فلا بأس المهم لا أُريدُ استسلاماً منك.."
أنت تقرأ
لعنةُ الخيال
Fantasía_ ماذا لو أصبحت حياتك مألوفة بالنّسبةِ لك؟ والكلمات الّتي تخرجِ من فمك قد قلتها مُسبقاً لكنّك لا تتذكرها؟ متأكدٌ من أنّك قلتها وعشتَ هذهِ المواقف لكنّك لم تفعل!. مشاعرِ المراهقة الّتي كانت متراكمة تم تفريغها والتّخلصِ منها عن طريقِ الكتابة لتعودَ بع...