الفصل الأول - الجزء الأول

56 8 2
                                    

سهرة عائلية ..
في تمام الحادية عشر مساءا يوم الخميس يجتمع الأصدقاء في منزل ليال وآدم
كالمعتاد كانت السهرة تشمل مشاهدة فيلم رعب جديد ثم يلعبون الورق
ثم تجتمع النساء في غرفة يتحدثون في أحاديث أنثوية بينما الرجال يكملون
لعب الورق حتى الصباح , ثم يسافرون معا لعدة أيام في منزل ريفي بعيدا عن زحمة المدينة , هكذا كانوا يخططون لقضاء الإجازة كل عام .. ولكن ذلك العام كان مختلف عن أي عام , حيث تغيرت حياتهم للأبد ..
في هذا اليوم ..
في منزل ليال وآدم ..
كان الجميع جالسون لمشاهدة الفيلم الجديد أمامهم البيتزا والمشروبات الغازية والفشار وأنواع من التسالي ..
بعد انتهاء الفيلم تحدث وليد
وليد : لقد جلبت لكم هدايا من إيران , وأيضا لعبة يمكننا أن نجربها لقد أخبرني عادل أنكم تحبون مشاهدة الرعب فما رأيكم أن تجربوه ..
إليان : وأين هي الهدايا ..
وليد : هي أشياء فارسية تراثية , جلبت لنا جميعا ملابس فارسية قديمة وجلبت لأجل ليال بالإضافة إلي الثياب تلك الحلي , إنها ثمينة جدا وذاك الحجر نادرا ما يصنعون منه الحلي يقولون إنه الحجر الذي كانت ترتديه الملكات في قديم الزمان وأن له جاذبية خاصة ..
ليال : شكرا ولكني لا يمكنني قبول الهدية ..
وليد : ذلك قاس بعض الشيء .. ولكني مصر ..
آدم : إن أخبرتك ليال أنها لا تريد شيء فلا يمكنك إجبارها أن تأخذه ..
نغم : أظن يا أخي , أنك تعديت حدودك قليلا ..
وليد : ليهدأ الجميع , أعتذر , حسنا لنلعب اللعبة التي جلبتها من هناك ..
حازم : وما هي تلك اللعبة
وليد : الشطرنج الدموي .. مختلفة كثيرا عن الشطرنج المعتاد , ولكنها جميلة جدا رغم ذلك ..
ليال : أنا أريد الذهاب لغرفتي ..
إليان : حسنا لنلعبها وقت آخر , حين نذهب للريف ..
وليد : لا بأس ..
ليال : مهلا , هل سيذهب معنا .. إذا أنا سأمكث هنا هذا العام ..
وليد : إن كان وجودي يزعجك كثيرا يمكنني الذهاب , ولكني لست الشخص الوحيد هنا الذي كان يحبك في الماضي لقد وقع بحبك عادل أيضا ورغم هذا أنت لم تنزعجي بوجوده , حسنا لقد أخطأت في الماضي وأسأت معاملتكم , وقد سببت لكم الحزن مرارا , ولكني حقا تغيرت ولم أعد أحبك , كل ما في الأمر أنني جلبت تلك الهدية المميزة لصديقة طفولتنا أنا وأختي , عذرا إن ظننت عكس ذلك ..
ليال : وكأنني سأصدق هذا , أنت لا تجلب سوى الشر أينما كانت وجهتك ..
آدم : لننسي ما حدث , ستكون إجازة سعيدة ولن تكون هنالك متاعب .. لتذهب النساء لتتحدث فيما تتحدث به , وسنذهب للعب الورق ..
عادل : هذا أفضل , لنذهب ..
في غرفة ليال ..
إليان : هل تظنين ما قاله وليد حقيقة ..
ليال : لا , عادل يحبك كثيرا وقد تزوجك لأنه يحبك ..
إليان : ولكن ذلك لا يعني أنه توقف عن حبك ..
نغم : أخي أينما يذهب ينشر الفتن معه , هل تشاجرتم من قبل علي هذا الأمر قبل ظهوره , لا , هو يريد أن يعيش الجميع التعاسة لا يريد رؤية أحد يشعر بالسعادة إن لم يحصل علي نصيب منها , تعلمون أخي ..
إليان : ولكن الليلة الماضية تحدث عادل وقد شعرت أنه حقا يريد أن يكون مكان آدم رغم أنه قال عكس ذلك تماما , يمكن للزوجة أن تشعر أن زوجها يشتهي امرأة أخري ..
نغم : ينظر لك عادل وكأنك نعمة مهداه من السماء ,لا تجعلي أخي يؤثر عليك بأحاديثه ..
ليال : لقد أخبرت آدم بالأمس , أنها ليست فكرة جيدة ..
نغم : لنغير الموضوع ونروي ما حدث بالأمس ..
إليان : حسنا لنبدأ بليال ..
اليوم السابق ليوم تجمع الأصدقاء كانت الأحاديث تدور في كل منزل , منها ما كان يعارض المخطط الجديد ومنها ما كان يؤيده ..
في منزل ليال وآدم ..
ليال : ليست فكرة جيدة ..
آدم : ولكنها ليست فكرة سيئة أيضا
ليال : لا أريد أن يأتي شقيق نغم معنا , لماذا تريد دعوته ..
آدم : لقد تقابلنا صدفة في العمل , وقد أراد القدوم , خشيت إن رفضت يظن الظنون
ليال : الظنون .. وما هي الظنون تحديدا ..
آدم : دعينا من ذلك , لا شيء سيء سيحدث ..
ليال : وليد لا يجلب معه سوي الشر أينما ذهب , تذكر أنني أخبرتك بذلك قبل أن تسوء الأمور ..
آدم : لتهدأ أعصابك قليلا , لا أريد لطفلي الصغير أن يكون عصبي المزاج ..
ليال : أنظر لأفعالك ثم تطلب مني الهدوء ..
في منزل نغم وحازم ..
حازم : هل حقا وليد سيأتي معنا تلك الإجازة ..
نغم : صدقني لا أريد ذلك , ولكنك تعلم أن آدم أصر ..
حازم : ماذا عن ليال ..
نغم : بالتأكيد ستتشاجر مع آدم بسبب ذلك الأمر , شقيقي لا يأتي بخير أينما ذهب , وكل ما أخشاه أن يكون أراد القدوم لأجل ليال ..
حازم : هل تظنين أن وليد لازال يحبها بعد كل تلك الأعوام ..
نغم : لا أعلم , يقول أنه تنساها ..
حازم : ولكنك لست متيقنة ..
نغم : ليال تحب آدم كثيرا , ولكن أخي لا يقبل الخسارة مطلقا , يظن أن آدم سرقها منه ..
حازم : وآدم يريد أن يثبت له العكس ..
نغم : لا أعلم ماذا يدور في ذهن آدم أو وليد , ولكني متأكدة أن من سيتأذي كثيرا في نهاية الأمر هي ليال , المشكلة أنها ستلد قريبا , لا أريد لها أن تكون منزعجة طوال الوقت بسبب أخي ..
حازم : ليال تعلم جيدا أنك تحبينها كثيرا , تدرك أنك صديقة وفية , وتعلم أن لا شأن لك بما سيفعله أخيك ..
نغم : ليال صديقتي منذ الطفولة , وكأنها بنكهة أخت , ليال لم ترزق بأشقاء أو شقيقات قط ولكنها كانت تشعرني دوما أني شقيقتها , لا أريد لها أن تتأذي بسبب أخي ..
في منزل إليان وعادل :
عادل : إذا لقد عاد وليد من إيران ..
إليان : أجل ويقول أنه جلب لنا هدايا من هناك ..
عادل : هل جلب لنا جميعا ..
إليان : ماذا تقصد بالجمع ..
عادل : أقصد ليال ..
إليان : قال إنه جلب لها هدية مميزة عن الجميع ..
عادل : لا أريد أن أكون في مكان آدم ..
إليان : ومن قال لك أن ليال ستقبل هديته , ليال لا تريد رؤيته وآدم يعلم هذا جيدا ..
عادل : إذا لماذا دعاه إلي قضاء إجازة العام معنا ..
إليان : لقد كنا نتحدث أنا وآدم بهذا الشأن وأخبرني أنه لم يستطع الرفض , كما أنه لا يريد أن يظن أحد الظنون إن رفض , آدم يثق بليال كثيرا ...
عادل : ولكن هذا ليس ظن وليد ..
إليان : لا دخل لنا بالظنون , سأذهب لأحضر ما سنأخذه معنا هذا العام ..

الشطرنج الدموي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن