الشطرنج الدموي

الجزء الثاني

عاد الجميع مرة أخري حول الدائرة .. اهتز المنزل بأثاثه ثلاث مرات .. ثم بدا صوت غريب يظهر وكأن أحدهم يمسك سكين ويخدش به حائط بعد قليل , هدأ الصوت ثم وقعت اللوحة التي في أعلي الحائط ووجدت كلمة مكتوبة بالدماء خلفها .. نظر الجميع محاولين تفسيرها ( نوبت من است ) 
ليال : ماذا , ماذا تعني ..
نغم : جملة بالفارسية , لا أعلم ماذا تعني .. بالتأكيد أخي يعلم ..
وليد : تقول لكم , حان دورها ..
نغم : لقد أصبحت ضليعا باللغة الفارسية ..
وليد : هواية .. في وقت الفراغ ..
إليان : وماذا سيحدث الآن ..
وليد : سننتظر حتى تطلب منا شيء ..
بعد دقائق ظهر علي الحائط المقابل هذه المعادلة بالدماء ..
1 = ½    بقعة دماء
حازم : والآن نحن في حصة رياضيات , علينا أن نفسر تلك الأحجية ..
عادل : لسنا بحاجة لذلك , الموضوع بسيط جدا , المعادلة تقول أن واحد ربما تعني شخص = نصف مقدار من الدماء .. لا أفهم ..
إليان : لو وازنا الكلمات كما يقول عادل , وكما أخبرتنا نغم أنها تطلب الدماء حين يحين دورها , فهذا يعني أنها تطلب منا أن نمنحها شخص منا بالكامل أو نمنحها نصف الدماء التي يمتلكها في جسده ولأن هذه كمية كبيرة جدا فعلينا أن نتشارك بها .. أو نمنحها وليد ..
ليال : لنمنحها وليد ..
وليد : كنت أعلم أنكم ستتفقون علي في نهاية المطاف , ولكني أذكي منكم بقليل , لا يمكنكم أن تمنحوها أصغر مكانة في المملكة هي تتدرج يعني من ستضحون بها وتقبل تضحيتها الملكة ثم الملك ثم أنتم جميعا ثم يحين دور الجندي المسكين الذي هو أنا كما اختارنا القطع في السابق ..
نغم : لقد كنت تعلم هذا من البداية , لهذا تركتنا نختار الطريقة التي سنموت بها ..
إليان : أحببت رؤيتنا نعاني , والآن ستجعلنا نساوم على حياة ليال ..
وليد : أنتم لن تدعوها تأخذ ليال , أعرفكم جميعا , لا حاجة لمزيد من الوقت الضائع , أمنحوها الدماء التي ستتشاركون بها ..
نغم : أمنحوها , هذا يعني أنك لن تشاركنا ..
وليد : ولماذا علي أن أفعل , فأنا غير مرحب بي هنا , لو كنتِ تزوجت بي يا ليال , لما كنا وصلنا إلي هنا ..
ليال : أتعلم , لو الزمن يعود للوراء لاخترت آدم مرة واثنان وإلي مالا نهاية , ولا أكترث مطلقا لما جعلتنا نعانيه , زوجي وأصدقائي بجانبي , حين تتشارك العائلة المعاناة لا تصبح معاناة مطلقا , تصبح تجربة تجعل تماسكنا ببعضنا البعض أقوي , فشكراً لك , لقد جعلتني أدرك لتوي أني أحسنت الاختيار للمرة الألف بزواجي من آدم ..
وليد : تسولوا لها الدماء , ف الوقت ينفذ ..
حازم : إذا فعلينا أن نزن ليال لنعلم مقدار الدم في جسدها ..
إليان : الميزان في الأسفل , سأذهب لأجلبه ..
عادل : وأنا سأذهب لأجلب حقيبة الإسعافات الأولية ووعاء لوضع الدماء به ..
نغم : لا تنسي الحقن الفارغة لنستخرج الدماء من أجسامنا ..
بعد فترة أتت إليان وهي تحمل الميزان .. ثم وقفت ليال لتقيس الوزن , عاد عادل ومعه الحقيبة ثم جلس الجميع يقومون بعملية حسابية معقدة قليلا ..
حازم : وزن ليال ( 60 كغم ) وهذا يعني أنه يشكل الدم 8% من وزن الجسم، وإذا ما كان وزن الإنسان 60كغم ، فإنّ كتلة الدم لديها تساوي 4.8كغم أي ما يعادل 5 لترات ..
عادل : هذا يعني أن قسمتها علي ½ = 2.5 لتر
آدم : وبقسمة 2.5 لتر علي خمس أشخاص ..
ليال : لحظة واحدة , أنا أيضا سأشارك ..
آدم : لا يمكننا أن نخاطر بالجنين ..
ليال : ليست مخاطرة , سأشارك وأنتهي الأمر والنقاش ..
عادل : دعها تشارك , تعرف ليال ..
آدم : أنت عنيدة جدا ..
ليال : ولكنك تتقبل هذا الأمر ..
آدم : بقسمة 2.5 لتر علي 5 أشخاص = 0.05
ليال : لقد أخبرتك أنني أريد المشاركة ..
آدم : سأجعلك تضعين بضع قطرات في النهاية ..
ليال : أنا لست طفلة لتعاملني هكذا ..
آدم : أنت تحملين طفلاً , ألا تدركين خطورة الأمر .. أنت تحملين روحا أخري بداخلك لا يسعنا المخاطرة والآن اجلسي ولا تتحدثي مطلقا , أنتهي النقاش ..
جمع الجميع الدماء ووضعوها في وعاء ثم وضعوا الوعاء علي رقعة الشطرنج بدأت الدماء تنقص إلي أن اختفت تماما , جلس الجميع في صمت قليلاً ثم تحدث وليد ..
وليد : المرحلة الأولي انتهت ..
نغم : والمرحلة الثانية متى ستبدأ ..
وليد : غداً في منتصف الليل , سأذهب للنوم .. واحترسوا إن آذيتموني وأنا نائم , ستكون ليال التالية فالجندي الحارس أخر من يُقتل باللعبة وإن قُتل أولاً تُقتل الملكة في ذات الوقت , ألا تحبين الأمر يا ليال , لقد أصبحت حياتنا معلقة بأحدنا الآخر ..
ليال : وليد ..
وليد : نعم ..
ليال : لتتعفن في الجحيم ..
وضع ابتسامة صفراء علي وجهه ثم مضي جلس الجميع يتحدثون ..
نغم : لا نعلم ما هي المرحلة التالية من اللعبة , ولكن بالتأكيد حين يأتي دور إكنور وتطلب مزيداً من الدماء , ماذا سنفعل حينها , علينا أن نجد حلاً لوقف اللعبة ..
ليال : اللعبة لا يمكن أن تتم إلا بوجود الملكة , ولكن إن لم تكن الملكة موجودة فاللعبة لن تكون وكذلك إكنور ..
إليان : ماذا تقصدين ..
ليال : لا شيء ..
نغم : لا , أنت لا تفكرين بهذا , لن تفعلي شيء بذاتك أليس كذلك ..
آدم : تفعلين ماذا , هل تنوين قتل ذاتك .. لن تفعلي هذا بي ..
ليال : إن لم أفعل , ستظل تقتلنا واحد تلو الآخر , هذا الحل الوحيد لإنهاء اللعنة ..
عادل : هذا ليس حلاً , هذا ما تريده إكنور ..
حازم : لنفكر قليلاً , بالتأكيد هنالك حلاً أخر , لابد لنا أن نجد حلاً أخر , لن تقدمي علي آذيت نفسك ..
نغم : أولا لننام قليلاً , لأننا بحاجة جميعا إلي الراحة , ولأننا خسرنا الكثير من الدماء تلك الليلة ..
إليان : أنت علي صواب , ولكن لنأكل شيء قبل النوم , ماذا تريدون أن نأكل ..
ليال : لنذهب إلي المطبخ ونطهى شيء ..
آدم : أجل أذهبوا ونحن سنجلس هنا نتحدث قليلاً ..
ليال : سنعود سريعا , لن يسبقنا النوم إليكم أليس كذلك ..
حازم : لا سننتظر الطعام ..
نغم : الطعام فقط  ..!
عادل : هيا أذهبوا ..
غادرت النساء إلي المطبخ للطهي , ثم جلس الرجال يتحدثون ..
حازم : ما قالته ليال هذا أحزنني حقا ..
آدم : لا أصدق أنها فكرت بهذا الأمر ..
عادل : تقول هذا ونحن علي قيد الحياة , ماذا ستقول إذا حين نموت ..
حازم : وكأنها تشعرنا أننا عجزنا كرجال أن نحميهن ..
آدم : لا أعلم ماذا علي أن أفعل , هل أذهب وأقتل هذا الذي تسبب بكل هذا , ولكن ماذا إن كان ما يقوله حقيقي , ماذا إن كانت ليال ستموت معه إن قتلته ..
عادل : علينا أن نبحث عن أصل تلك الأسطورة .. علينا الذهاب إلي بلاد فارس , تحديداً إلي قصر الملكة ..
حازم : وهل نعلم أين , الأسطورة لا تذكر شيء عن معالم الزمان أو مكان المملكة
آدم : ولكن السكان المحليون بالتأكيد يدركون أين تقع ..
في هذه الأثناء في المطبخ ..
ليال : أنتن لا تتحدثن إلي , هذا يعني أن ..
نغم : أننا غاضبات ..
إليان : أننا لا نريد التحدث مع من تريد تركنا , وتريد حرماننا من طفلنا الجميل ..
ليال : ولكن إن لم أفعل ما علي فعله , ستموتون في نهاية المطاف ..
نغم : هل اشتكينا .. لا تقررين نيابة عنا ..
إليان : ليس من حقك أن تختاري بدلا منا ..
ليال : ولكنكم أختارتم بدلا مني , كنت أريد المشاركة ..
نغم : وهل كنت تظنين أننا سنخاطر بحياة الطفل ..
إليان : لا تذكري هذا مرة أخري , إن لم تريدي خسارتنا , لا تقرري بدلا منا ..
ليال : أعتذر ..
نغم : أذهبي واعتذري منهم خارجا , لأنهم غاضبون أكثر منا بالتأكيد ..
ليال : سأعتذر علي مائدة الطعام ..
جلس الجميع علي مائدة الطعام واعتذرت ليال منهم , تناولوا الطعام ثم ذهبوا للخلود إلي النوم ...